عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 01-12-2004, 06:32 PM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي

ولكن السعودية تعلن تطبيقها الشريعة الإسلامية، ومع ذلك لاقت اعتراضات ونداءات للإصلاح من قبل إسلاميين، فكيف تفسر ذلك؟
- فرق بين النقد الداخلي والنقد الخارجي، النقد الخارجي ينقدها لأنها تطبق الإسلام، أما النقد الداخلي فهو يعالج ويحاول الإصلاح من الداخل، ولا يوجد بيت أو أسرة من الأسر إلا وتجد في داخلها أنها تحاول أن تقوّم عملها وهذا لا حرج فيه على مدار التاريخ، حتى وقت الخلفاء الراشدين نجد أن هناك من يحاول أن ينبه إلى بعض المسائل وهذا لا حرج فيه، ولكن عندما ينقد البلد لأنه يطبق الإسلام، فلا يقول بذلك إلا منافق أو عدو شرس، أما الذين يحاولون الإصلاح من الداخل فهذا هو الأسلوب الصحيح والطبيعي، وفد أعطاهم الشرع حقهم في ذلك.
ذكر بعض العلماء أحكاما للجهاد للأمة تختلف في حال القوة عنها في حال الضعف، وبلا شك أن الأمة تعيش اليوم حالة ضعف شديد، فما أبرز الأحكام الجهادية التي تطبق في وقتنا المعاصر؟
- نعم، لأنها تعيش في حال ضعف فلا تطبق جهاد الطلب، ولكن تطبق جهاد الدفع، ففرق بين المسألتين، لأن جانب الدفع، لا يشترط له شروطا، وهو إذا احتل بلد من بلاد المسلمين، ولهذا فنحن نقول للناس الآن ان الجهاد (جهاد الطلب) لا يمكن الآن لضعف الأمة، بينما جهاد الدفع لو لم نقل به لاحتلت الأمة خلال ساعات، فلا بد منه.
ففي العراق لو لم يقم إخواننا بالدفع الذي يقومون به الآن، لربما احتلت دول الخليج كلها، قبل مرور سنة على احتلال العراق، وفلسطين لولا هذه المقاومة من الأبطال داخل فلسطين، ما الذي سيجري؟ اليهود كانت آمالهم من النيل إلى الفرات ولا تزال، الآن هم يحصرون أنفسهم في سور في كيلوات محدودة لماذا؟ لوجود الأبطال داخل فلسطين، لوجود الرجال مع وجود الخيانات حتى من داخل فلسطين، وجد الرجال والشباب وحماس وجد الجهاد وهو جهاد دفع، فالمسألة تختلف بين مسألة جهاد الدفع وجهاد الطلب.
نعم نقول إن الأمة ضعيفة الآن فليس فيها جهاد الطلب ولا تستطيع ذلك الآن، تعرقلها كثير من الأمور وأمامها عقبات كبرى، أما جهاد الدفع فيجب أن يكون حتى لو لم يبق إلا فرد واحد يدافع عن أمته.
وماذا عن المستأمنين والمعاهدين واعتداء البعض عليهم؟
- هذا خطأ، ولا شك أن المعاهد له حرمته والمستأمن له حرمته، والذين يتصرفون هذه التصرفات لا شك أنهم واهمون ومخطؤون، ولعلك تشير إلى التفجيرات داخل المملكة العربية السعودية؟ وما حدث فيها من قتل لأنفس مسلمة معصومة وتدمير لممتلكات مصونة، أعلنا مرارا أن هذا ليس من الجهاد، وليس من الإصلاح بل هو من الإفساد في الأرض، بكلمة صريحة لا تقبل التأويل، والله لا يصلح عمل المفسدين.
كان لكم موقف رافض لدخول القوات الأجنبية أيام غزو العراق الكويت، كل فهمه بحسب فهمه، فلو تبين لنا حقيقة الموقف؟
- في الحقيقة كان موقفنا واضحا لا جدال فيه، نحن ضد النظام العراقي وصدام ومن معه والحزب البعثي، وفي شريط " تداعي الأمم" كنت أول ما بدأت ببيان ظلم صدام حسين وأنه نظام كافر، منذ ذلك الوقت، وبينت الظلم الواقع على الكويت وشعبها، وان احتلال الكويت كان ظلما فادحا لا يقبل الجدل ولا المناقشة.
فنحن عندنا قواسم واضحة، حزب البعث العراقي حزب كافر ظالم طاغ، لا يقر ولا نقف معه لا من قبل ولا من بعد، والشعب الكويتي وبلد الكويت بلد عزيز على أنفسنا احتل احتلالا صريحا ويجب أن يدفع الاحتلال، أما بالنسبة للعدو، قد تقول لي كيف نخرجه؟ هناك وسائل كثيرة جدا، كما أن أفرادا أحرجوا أميركا أقوى دولة في العالم من ناحية القوة العسكرية، لو مُكِّنَ المجاهدون لمواجهة النظام العراقي لما حدثت المآسي بعد ذلك، أبدا، ولكن حيل بين المجاهدين وأُتِيَ بالقوى الأجنبية ليحدث ما يحدث بعد ذلك.
الأمة الإسلامية لم تجتمع في القرون الأخيرة حتى تجتمع في نهاية القرن العشرين من أجل الكويت، فالقوات الأجنبية كانت قوية وباستطاعتها إخراج العراقيين من الكويت؟
- اسمح لي أخي الكريم، الخطأ لا يعالج بالخطأ، انت تسألني عن حكم شرعي، والخطا لا يعالج بالخطأ، والله أعلم.
ثمة ضغوط على الدول العربية لتغيير المناهج الدراسية، فكيف ترى هذا الأمر؟
- صحيح الضغوط موجودة، وهذه طبيعة العدو (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، أنا لا أستغرب أن يضغط العدو، ولكن أستغرب أن يوجد بين المسلمين من يطلب ان يستجاب لطلباتهم واهدافهم وبخاصة من العلمانيين والمنافقين.
يزعم البعض أن هناك حربا إعلامية وسياسية على الدعاة إلى الله، فبم تفسر هذه الحرب إن صحت؟
- هذا طبيعي، يقول أحد كبار الدعاة " لو لم نبتل لشككنا في طريقنا"، وهذا منطلق من قوله تعالى (ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)، (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن)، ولاحظ هنا قال الإنس وقدم الإنس مع أن في القرآن يقدم الجن في أكثر المواضع، إلا هنا قدم الإنس، (,, يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا).
فهو سنة كونية والعداوة حدثت على أفضل الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم)، والأنبياء والمرسلين، وأشد الناس بلاء الأنبياء، لو لم نبتل لشككنا في طريقنا، وهذا الابتلاء وهذه الهجمة الشرسة اعتبرها من البراهين على أن الناس يقومون بشيء يستحق الذكر.
بعض الدول تسعى إلى توحيد خطبة الجمعة ومنع التطرق للأمور السياسية من على المنبر، فهل تؤيد ذلك؟
- أنا لا أؤيد ذلك، أما مسألة توحيد خطبة الجمعة، فهذه وسيلة تحتاج إلى نقاش تفصيلي، أما أنه لا يتحدث في السياسة في خطبة الجمعة فهذا مخالف لمنهج السلف وخطبة عمر رضي الله تعالى عنه المشهورة كما في صحيح مسلم بدأ في قضايا الخلافة وقضايا الولاة، وانتهى بالحديث عن الارث، واكل الثوم والبصل.
فجمعها كلها تتحدث عن الفرائض وعن الولاة وعن كل القضايا في خطبة واحدة، فهذا دليل على أن الخطبة شاملة عامة، والذين يريدون أن يلغوا هذا الأمر، إنما يريدون أن يلغوا حقيقة الخطبة وأهدافها، ومخالفة منهج السلف في الخطبة.
ومع ذلك أقول إن وجدت أخطاء تعالج بحالاتها وأفرادها دون تعميم، أما أن يعمم الأمر فهذا خطأ ظاهر ومعالجة للخطأ بخطأ أشد منه.
نشرت احدى الصحف المحلية خبرا مفاده انكم حزنتم لوجود الارتال الاميركية في الكويت، فما صحة ذلك؟
ـ ما نشرته بعض الصحف عزل عن سياقه فلم اذكر الارتال الاميركية وانما كان الحديث عما يؤدي الى الاثارة والاندفاع فيجب تلافيه وهذا ما أشرت اليه فيما رأيت في طريقي الى الجهراء، ومن حقي ان احزن أو أن أفرح خاصة اذا كان الامر يتعلق بقضايا الامة ومصالحها وهل يريد من يعترض على ذلك ان يجردنا من مشاعرنا الانسانية، ولو أخذ الكلام بجملته لدل على موقفي الواضح.
ولكن قد يفهم البعض من كلامكم التحريض على قتل الاميركيين الموجودين في الخليج؟
ـ قصتي مع هؤلاء كما قال الشاعر:
وكم من عائب قولا صحيحا
وآفته من الفهم السّقيم
وموقفي من قتل المستأمنين والمعاهدين فضلا عن المسلمين واضحٌ جدا، وقد بينته مراراً وفصّلته في سؤالٍ سابق في هذه المقابلة، ولذلك ولحرمة الدماء المعصومة ولما يترتب على ذلك من مفاسد جاءت الشرائع بحرمتها والادلة والنصوص في ذلك متواترة تواتراً معنويا.
ولهذا، فأنا انصح الشباب بالابتعاد عن هذه الاعمال والرجوع الى العلماء الربانيين وأخذ العلم عنهم والالتزام بمنهج الوسطية الحقة بعيدا عن الغلو والجفاء والافراط والتفريط، وهل أضر الامة في عصورها المتأخرة إلاّ الغلاة والمفرطون واصحاب الافراط والتفريط؟
ودراسة سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وسنته فيها الخلاص والنجاة، فلن يصلح آخر هذه الامة الاّ بما صلح به أولها قال (صلى الله عليه وسلم): «تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً», وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


--------------------------------------------------------------------------------
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .


ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969