
12-12-2004, 02:27 PM
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
|
|
رسالة فى ليلة التنفيذ
أبتاه ماذا قد يخط بنانى= و الحبل و الجلاد ينتظران
هذا كتاب اليك من زنزانة= مقرورة صخرية الجدران
لم تبق الا ليلة احيا بها= واحس ان ظلامها اكفانى
ستمر يا ابتاه لست اشك فى= هذا وتحمل بعدها جثمانى
الليل من حولى هدوء قاتل = والذكريات تمور فى وجدانى
ويهدنى المى فانشد راحتى= فى بضع ايات من القران
والنفس بين جوانحى شفافة= دب الخشوع بها فهز كيانى
قد عشت أومن بالاله ولم اذق= الا اخيرا لذة الايمان
شكرا لهم انا لا اريد طعامهم= فليرفعوه فلست بالجوعان
هذا الطعام المر ما صنعته لى= امى ولا وضعوه فوق خوان
كلا ولم يشهده يا ابتى معى= اخوان لى جاءاه يستبقان
مدوا الى به يدا مصبوغة= بدمى وهذه غاية الاحسان
والصمت يقطعه رنين سلاسل= عبثت بهن اصابع السجان
ما بين اونة تمر واختها= يرنو الى بمقلتى شيطان
من كوة بالباب يرقب صيده= ويعود فى امن الى الدوران
انا لا احس باى حقد نحوه = ماذا جناه فتمسه اضغانى
هو طيب الاخلاق مثلك يابى= لم يبد فى طمأ الى العدوان
لكن ان نام عنى لحظة ذاق= العيال مرارة الحرمان
فلربما وهو المروع سحنة لو= كان مثلى شاعرا لرثانى
او عاد من يدرى الى اولاده= وذُكّرَ صورتى لبكانى
وعلى الجدار الصلب نافذة بها= معنى الحياة غليظة القضبان
قد طالما شارفتها متأملا فى= السائرين على الأسى اليقظان
فأرى وجوما كالضباب مصورا= ما فى قلوب الناس من غليان
نفس الشعور لدى الجميع وإنما= كتموا وكان الموت فى إعلانى
ويدور همس فى الجوانح ما الذى= فى الثورة الحمقاء قد أغران
أو لم يكن خيرا لنفسى ان أرى= مثل الجموع أسير فى إذعان
ما ضرنى لو قد سكت وكلما= غلب الأسى بالغت فى الكتمان
هذا دمى سيسيل مطفئا= ما ثار فى جنْبَىَّّ من نيران
وفؤادى الموار فى نبضاته= سيكف من غده عن الخفقان
والظلم باق لن يحطم قيده= موتى ولن يودى به قربان
ويسير ركب البغى ليس يضيره= شاة اذا اجتثت من القطعان
هذا حديث النفس حين تشف =عن بشريتى وتمور بعد ثوان
وتقول لى ان الحياة لغاية= أسمى من التصفيق للطغيان
انفاسك الحرى وان هى أخمدت= ستظل تغمر افقهم بدخان
وقروم جسمك وهو تحت سياطهم= قسمات صبح يتقيه الجانى
دمع السجين هناك فى اغلاله= ودم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى اذا ما أفعمت بهما الربا= لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها= بعد الهدوء وراحة الربانى
ان احتدام النار فى وجهه= امر يثير حفيظة البركان
وتتابع القطرات ينزل بعده= سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغالة مزمجرا= اقوى من الجبروت والسلطان
انا لست ادرى هل ستذكر قصتى =ام سوف يعدوها رحى النسيان
او أننى سأكون فى تاريخنا= متآمرا أم هادم الاوثان
كل الذى ادريه ان تجرعى= كأس المذلة ليس فى إمكانى
لو لم أكن فى ثورتى متطلبا =غير الضياء لامتى لكفانى
اهوى الحياة كريمة لا قيد لا= إرهاب لا إستخفاف بالإنسان
فاذا سقطُت سقطُت أحمل عزتى= يغلى دم الاحرار فى شِريانى
أبتاه إن طلع الصباح و=أضاء نور الشمس كل مكان
واستقبل العصفور بين غصونه= يوما جديدا مشرق الألوان
وسمعت أنغام التفاؤل ترة =تجرى على فم بائع الالبان
واتى يدق- كما تعود- بابنا= سيدق باب السجن جلادان
واكون بعد هنيهة متأرجحا فى= الحبل مشدودا الى العيدان
ليكن عزاؤك ان هذا الحبل ما= صنعته فى هذى الربوع يدان
نسجوه فى بلد يشع حضارة= وتضاء منه مشاعل العرفان
او هكذا زعموا وجىء به الى= بلدى الجريح على يد الاعوان
أنا لا اريدك ان تعيش محطما= فى زحمة الألام والاشجان
إن ابنك المصفود فى أغلاله =قد سيق نحو الموت غير مدان
فاذكر حكايات بأيام الصبا =قد قلتها لى عن هوى الأوطان
وإذا سمعت نشيج امى فى الدجى= تبكى شبابا ضاع فى الريعان
وتكتم الحسرات فى أعماقها= ألما تواريه عن الجيران
فاطلب اليها الصفح عنى اننى= لا ابتغى منها سوى الغفران
مازال فى سمعى رنين حديثها=ومقالها فى رحمة وحنان
أبنى إنى قد غدوت عليل=ة لم يبق لى جلد على الأحزان
فأذق فؤادى فرحة بالبحث عن= بنت الحلال ودعك من عصيان
كانت لها أمنية ريانة= يا حسن أمال لها وأمان
غزلت خيوط السعد مخضلا= ولم يكن إنتفاض الغزل فى الحسبان
والان لا ادرى باى جوانح= ستبيت بعدى أم باى جنان
هذا الذى سطرتهولك يا أبى= بعض الذى يجرى بفكر عان
لكن إذا إنتصر الضياء ومُزقت= بيد الجموع شريعة القرصان
فلسوف يذكرنى ويُكبر همتى= من كان فى بلدى حليف هوان
والى لقاء تحت ظل عدالة= قدسية الأحكام والميزان
<******>doPoem(0)******>
|