عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 13-12-2004, 10:45 AM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

ولا يعتبرون بما حدث في بلاد كثيرة. وهذا من اتباع غير سبيل الأنبياء وانتهاج غير وسائل المؤمنين المصلحين في الإصلاح والتغيير ودفع الظلم وإقامة العدل وهو ما وقع فيه الدكتور/ سعد الفقيه ومجموعته التي تسمي نفسها ( الحركة الإسلامية للإصلاح) فهي ليست على منهاج النبوة في الدعوة والإصلاح وليست على منهج المعارضة السياسية المنضبطة التي يعرفها الناس في الشرق والغرب والتي هي أحد أسباب توازن تلك المجتمعات وحفظ أمنها وسيادتها , لأنها سائرة بمقتضى العقل المعيشي وإن كانت محرومة من نور الوحي الرباني.






كل هذه الاستنتاجات بدأها الشيخ قبل أن يقول كلمة مقنعة واحدة للجمهور مالمقصود بهذه الخطبة. و لربما كنت انا المخطيء فلربما جمهور الشيخ الذين قصدهم ليس الأصلاحيين الذين لديهم وعي كبير. و لكن ربما للذين يخاف أن يتحمسوا معهم فيخرجوا للمظاهرة. قد نكون قد أعطينا للمقال أكبر من حجمه.


فهو يذكر " سبيل الأنبياء" و هو كما ذكر آنفا أنه الطريق الصحيح و هو النصيحة للحاكم و التقرب له و مسايرته و لا أفترض أنه سبيل كسبيل نوح و هود و صالح و موسى و الرسول صلى الله عليه و سلم. و العياذ بالله. و "طريق المؤمنين المصلحين" و أفترض أن الشيخ يقصد نفس السبيل طبعا و لكن كرر المعنى بلفظ آخر لتهويل الموضوع.


ثم اتهم الحركة الاسلامية للاصلاح بقيادة الدكتور سعد الفقيه بعد ان مهد للموضوع تمهيدا هزيلا جدا لكي يقوم الآن بالعدل و القسط مع الحركة. فهو كما ترى يفترض بأن القاريء من الجهل حتى يذكر له آيات العدل و القسط لكي يفترض القاريء أن كل ما يلي هو عدل و قسط.


يذكر الشيخ بأن الحركة أولا ليست على منهج النبوة لأنه تحدث الكثيرون عن مقارانات بين المنهج النبوي في الفرار بالدين و الصدع بالحق في وجه الظالم و وجد الكثيرون أن الحركة منهجها هو "قال الله قال الرسول" و أحب أن يرد على هذا الشيء بقول بسيط هو أن هذه الحركة ليست على منهج النبوة ظانا بأن هذه العبارة تكفي لإقناع القاريء بمسح كل قناعاته السابقة في مقابل جملة لشيخ من وزن الشيخ سفر. هذا يشككنا في طبيعة الجمهور الذي قصده الشيخ من هذه المقاله و أنها ربما لا تكون موجهة للذاهبين للمظاهرة. فأنا أراها تشجيعية لهم أكثر منها تثبيطية.


ثم يأتي بقول آخر ليقضي على الحركة كليا و هو أن هذه الحركة أيضا ليست على منهج المعارضات السياسية المنضبطة. و نحتاج لشرح الشيخ السياسي على كلمة منضبطة و ماذا تعني. و هل هذا هو السبب في أن الحركة غير مرغوبة لدى الدولة. و أن الدولة ترغب في إنضباط الحركة؟


ترى ماذا لو كانت حركة الاصلاح مثل بقية المعاراضات المنضبطة في "الشرق و الغرب" هل سيسمح لنا الشيخ باعتناقها. و هل سيعتقد أن الدولة سترحب بها. إن السبب الحقيقي لكره الشيخ للحركة هو فقط أنها تعارض النظام و إلا لما رمى بهذه الكلمات التي لا تعني شيئا. فهو طبعا بدأ بالدين في البداية و تكلم عن منهج الأنبياء و الصالحين لكي يلعب اللعبة القديمة باستخدام الدين لبناء صروح الكفر و هدم الاسلام.


فهل في نظره أن الذي على منهج النبوة هو الربا و دخول الكفار بلاد المسلمين و قتلهم جيراننا من قواعدنا و ادخال المنكرات لبيوت الناس و إدخال الخمور و العاهرات تحت حصانة الأمراء و نظام إداري فاسد من أعلى رأسه إلى أخمص قدماه؟
















أما المعارضة الفقيهية فمن أكره نفسه على متابعة ما تنشره ليلة واحدة ظهر له أنها ليست من هذا ولا ذاك، ابتداء من أساليب القذف والتجريح وانتهاء بالدعوة للشغب والتخريب التي دعت إليها أتباعها يوم الخميس القادم الموافق 4/11/1425هـ.






يحاول الشيخ مرة أخرى أن يمرر للقاريء فكرة أن متابعة الحركة لا يمكن استساغتها و أنه تتم عن طريق الاكراه. و ربما يريد الرجل أن يقول لنا أنه لا يتابع القناة. و يزيف الحقائق عند قول ان الحركة دعت للشغب و التخريب و بالتالي فالمصداقية تسقط تماما من هذا المقال.














والدعوة لهذا الشغب مع أنها محاكاة ساذجة لما فعل الخميني في ثورته هي في الحقيقة مستوحاة من شعارات اللجان الثورية في بعض البلاد ويظهر فيها من التهويل وشطح الخيال وسراب الوعود ما يدعو للخجل لا سيما وأعداء هذه البلاد يضخمون أخطاءها إن كانت من الحكومة أو من المعارضة المزعومة سواء.



يستعرض الشيخ ثقافته السياسية بنتظير سياسي هزيل جدا. و طبعا يريد أن يصور للقاريء بأن الثورة الايرانية بغض النظر و ان كنا نتفق مع مبادئها أو لا، و التي انتصرت انتصارا كاسحا، و اقامة دولة على انقاض دكتاتور، و فرضت ارادتها، يريد ان يصورها على انها "شعارات اللجان الثورية" و "يظهر فيها من التهويل و شطح الخيال و سراب الوعود ما يدعو للخجل". و سأترك للقاريء تقرير ما يدعو للخجل فعلا.




الشيخ لا يريد إقناع القاريء بالدليل العقلي. فهو يريد إن فقط أن يهيج القاريء و يستجدي عواطفه ضد هذه الحركة بذكر الخميني لأنه يفترض أن لدى القاريء حساسية ضد الخميني فهو أراد إستغلال هذه العاطفة لتحقيق مكاسب. و يبدو في أكثر من مكان في هذه المقالة الفكرة التي يحملها الشيخ عن ثقافة الأمة.








منقول
كاتب هذا المقال/ ابن الماء العضو في منتدى التجديد الاسلامي فجزاه الله خير

__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ