عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-12-2004, 11:46 PM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي

اما بالنسبة للموقف الشعبي الذي بدا ظاهريا مؤيدا للعراق فسببه ليس عامة واغلبية الشعب اليمني الذي لم يخرج منهم الا بضعة الاف ضخمهم الاعلام الرسمي وبعض القنوات التي تصطاد في الماء العكر ـ فلا يعقل ان بضعة الاف يمثلون اكثر من 16 مليون نسمة (سكان اليمن آنذاك) ـ ولكن سبب ذلك الموقف باختصار هم النخبة الانتهازية ، تلك الصفوة من رجالات السلطة وبعض المشائخ ورجال الاعلام والعسكريين الذين كانوا يستلمون مبالغ مالية ثابتة نظير تأييدهم لصدام وحزب البعث ـ برغم ان مجموع تلك المبالغ لا تعادل قطرة في بحر اموال الكويت التي وهبت للشعب واكرر للشعب اليمني وليس النخبة المذكورة سابقا ـ ولكن القرار والاعلام والصحافة والبروبنغندا في ايدي تلك النخبة وهي من صورت الموقف الشعبي كما ظهر للعيان وتعلمون ان عامة الشعب في كل الدول المتخلفة قبل اقطارنا العربية (عبد المأمور). نستنتج من ذلك ان الحكومة الكويتية قد شاركت بدون قصد فيما حدث! كيف؟ لقد كانت المساعدات الكويتية الضخمة تنفق علي المشاريع التي يستفيد منها الشعب لا النخبة وذلك عن طريق مكتب الكويت والخليج لمساعدة اليمن والجنوب وذلك عندما ادركت ان تلك المساعدات التي تسلم للحكومة اليمنية (كالمساعدات السعودية وبعض الغربية) يتم اختلاس نصفها او اكثر نتيجة لفساد النخبة السلطوية الانتهازية المذكورة اعلاه والتي زادت كراهيتها للكويت (برغم ملايين مساعداتها) التي لم تستطع القضم منها ـ ونكاية بالكويت ايد العراق تحت مسميات الوحدة العربية ولو بالقوة.. وقد حدث ان رددت علي احد اولئك مدعي الوحدة: وماذا عن موقف عبد الناصر الذي ارسل قوات عسكرية لحماية الكويت من تهديدات عبد الكريم قاسم بالغزو؟! هل صدام ومؤيدوه اكثر عروبة وقومية ووحدوية من عبد الناصر؟ ولهذا فالمنطق يقول ان معاناة الشعب اليمني خاصة بعد مرور اكثر من 14 عاما ليست مبررة لان قرار اي سلطة في الدول المتخلفة مثل بلادنا العربية ليس في يد الشعوب بل في يد الحكام.. يقول تعالي: ولا تزر وازة وزر اخري صدق الله العظيم اما بالنسبة للموقف السعودي فهو غير مفهوم بالمرة فقد كان عذرها سابقا عدم موافقة الحكومات اليمنية السابقة علي ترسيم الحدود وادعاءات اليمنيين ان اقاليم عسير ونجران وجيزان هي اراض يمنية محتلة منذ الحرب السعودية اليمنية عام 1932 وها هي الحكومة الحالية قد تنازلت عن تلك الاقاليم بل زادت عليها مناطق الثروة والوديعة والاراضي المحيطة بها مقابل وعود لم تنفذ حتي الان بتعويض اليمن باراض مساوية في مناطق صحراوية غير مأهولة ـ علي اساس المبدأ الذي ارتضاه الطرفان وهو: لا ضرر ولا ضرار والان ابتدعت الشقيقة الكبري قضية جديدة هي ان الاسلحة التي تستخدم في التفجيرات داخل السعودية تتهرب من الاراضي اليمنية ـ متناسية انها اول واكبر داعم لشراء القبائل اليمنية لجميع انواع الاسلحة منذ مناهضتها لثورة سبتمبر وكانت وراء دعم الاحزاب والجماعات اليمنية المعارضة لنظامي ما قبل الوحدة ودورها المعروف والواضح في ضخ مختلف انواع الاسلحة للانفصاليين في حرب الانفصال في صيف 1994 كما انها تدعي بأن هناك سياسة سعودية حالية هي سعودة الاعمال والوظائف برغم من استمرارها في استيراد العمالة الاسيوية الرخيصة والتي تقبل بأي عمل مهما كان مستوي دنائته واذلال صاحبه، واحيانا تدعي انه بسبب حرب الخليج الاولي والثانية ومصاريفها وقعت هي ودول الخليج البترولية في عجز كبير في الميزانيات ـ برغم ان هذا قد تغير خلال السنوات الاخيرة والان هناك فائضا في تلك الدول حتي ان هناك مرسوما اميريا كويتيا بتوزيع فائض الطفرة الارتفاعية في سعر النفط في الاشهر الاخيرة علي افراد الشعب الكويتي!! حقا لا يعرف المرء ماذا يريد النظام السعودي ليس من اليمن فحسب ولكن من بقية الدول الصغيرة في الجزيرة والتي اجبرت بعضها مثل قطر والبحرين علي جلب قواعد عسكرية غربية الي بلادها كي تحميها من جبروت الشقيقة الكبري فأذا سلمنا بمنطقية المخاوف السعودية من الشقيقة الجنوبية ـ اليمن ـ بحكم الكثافة البشرية اولا والموقع الاستراتيجي ثانيا نتساءل عن مبررات مخاوفها من الشقيقات الصغري في الجزيرة ـ فمثلا ما هو الخطر الذي يمكن ان تشكله دولة لا يتعدي سكانها 800 الف نسمة كقطر علي السعودية حتي تقوم باحتلال اراضي قطرية بين قطر ودولة الامارات وذلك مباشرة بعد حرب الخليج الثانية برغم ان وحدات عسكرية قطرية قاتلت بجانب الجيش السعودي ـ وذلك لتفصل بين قطر والامارات فهي لا تريد ان تتصل دولتان في الجزيرة مباشرة وعن غير طريقها ماديا علي الارض او سياسيا ـ وهذا ما كانت تريده في اليمن حيث كانت وربما ما زالت تأمل في حصولها علي منفذ الي البحر العربي ـ وقد عملت علي تحقيق هذا الهدف منذ سنوات طويلة وذلك بالدعم وبكل الوسائل علي نمو النزعة الانفصالية لدي ابناء محافظة حضرموت اولا للفصل بين اليمن وعمان (بسبب خصوصية الانتماء الازدي اليمني بين عمان واليمن) وثانيا: لزرع شوكة اخري في خاصرة اليمن وثالثا: للاستحواذ علي الثروتين المائية والنفطية في هذه المحافظة. وسأروي لكم هنا مشاهدة لي تؤكد ما اقوله، ففي عام 1979 مررت بمدينة الرياض في طريقي للدراسة بالقاهرة وقد حدث ان طالت مدة اقامتي عن غير المسموح بها ـ بسبب توقف حركة الطيران علي اثر حركة تمرد جهيمان المعروفة ـ فذهبت الي دائرة الجوازات هناك طالبا تمديد اقامتي بضعة ايام حتي تفتح المطارات.. وحقا لقد صعقت مما رأيته هناك؛ كان امامي ثلاثة طوابير امام ثلاثة شبابيك مكتوب علي الاول منها اليمن الشمالي والثاني اليمن الجنوبي والثالث حضرموت !! ولكل (مواطن) من هذه الدول المزعومة الثلاث معاملة مختلفة في اجراءات فيزا الدخول والاقامة فالافضلية الاولي لابناء حضرموت حيث يمكن دخولهم الي السعودية برسالة تزكية من شيخ لقبيلة حضرمية حدودية او ضمان من شخص حضرمي معروف او يحمل التابعية (لاحظ التعبير ـ لا يقال الجنسية) السعودية ويعطي مباشرة اقامة شبه دائمة وبعد مدة معينة ممكن اعطائه التابعية للعائلة السعودية ويحظر بل يحرم علي ابن حضرموت ان يقول انه يمني فهو حضرمي (ويمكن يقول الاخ اليمني همسا انه يمني) في العلن.. كما قلنا سابقا بحسب سياسة تشجيع الانفضالية الحضرمية، ثم يأتي حاملو الجوازات اليمنية الشمالية (الجمهورية العربية اليمنية) حتي ولو كان اصله من المحافظات الجنوبية لليمن وذلك لانه كان هناك شبه تحالف بين نظام صنعاء المحافظ والمرضي عنه من الغرب والنظام السعودي ضد نظام عدن الماركسي (الكافر) والذي يعلن مطالبته علنا بالاراضي اليمنية المحتلة وكان يدعم جبهة تحرير عمان والخليج العربي ـ وكان حملة جوازات هذا اليمن الشمالي المزعوم يحصلون علي اقامة لمدة اربع سنوات وبدون كفيل ويمكنهم الاقامة ولو بدون عمل ـ ويأتي في المؤخرة حملة جوازات دولة اليمن الجنوبي المزعومة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) فحصولهم علي فيزا الدخول شبه مستحيل، وان دخلوا فعلي اساس ان لهم اقارب وعمل في السعودية ويمنحون اقامة لمدة عام واحد فقط ويطلب منهم كفيل ـ ولو كانوا من ابناء المحافظات الشمالية لليمن! يا للعجب.. طرحت مرة سؤالا علي احد اهم المسؤولين في الدولة قبل توقيع اتفاقية جدة لترسيم الحدود واثناء تأزم العلاقات اليمنية السعودية وتعثر المفاوضات بين لجنتي الحدود من الجانبين (تقريبا ابان حكومة الارياني) وقلت له: لماذا لا تعرضون الوحدة علي السعوديين بأي شكل ـ اندماجي، فيدرالي، كونفدرالي بدلا عن مطالبتها بأراضي هنا ومنافذ بحرية هناك اجابني ضاحكا: لقد عرضنا اكثر من ذلك.. بان يكون رئيس الدولة الموحدة سعوديا.. فأستغربت كيف يكون هدف مؤسس الدولة الملك عبد العزيز وتوحيد جزيرة العرب (كلها) رافعا لذلك راية التوحيد! والان ابناؤه يرفضون الوحدة سلميا وبدون حروب، وقد ادركت ان ابناء عبد العزيز لا يريدون التوحد مع شعب يبلغ تعداده ضعف (المواطنين) السعوديين حيث ان حوالي 50% من سكان السعودية اجانب، كما انهم ليسوا بكرم الشيخ زايد الذي قبل ان يدعم معظم امارات دولته الموحدة الفقيرة.. هذا كله بالاضافة للمشاكل الحدودية مع بقية دول الجزيرة فواحة البريمي كانت مع عمان و المنطقة المحايدة كانت مع الكويت والان هناك تعديات علي الاراضي العراقية.. لماذا كل هذه الاشكاليات المختلفة؟ ولماذا سياسة الهيمنة السعودية علي كل دول مجلس التعاون هل الثروة المفاجئة منذ اواسط الستينات اسبغت علي النظام السعودي صفات محدثي النعمة ـ بعد ان كانوا يعيشون علي ما يجود به حجاج البيت الحرام؟ وهل نجحوا في فرض هذه السياسة الاستعلائية علي شعبهم اولا ثم علي انظمة دول الخليج وشعوبها ثانيا.. حتي اصبح معيار الغني والفقر فقط لا العلم والاخلاق والدين والنسب والمصير المشترك هو الذي يحكم هذه السياسة؟ في الاخير انني انصح حكام السعودية الشقيقة ان يغيروا جذريا سياستهم الرعناء تلك قبل فوات الاوان وسيتبعها حكام بقية الخليج ـ كما انصح الرئيس اليمني بأن يعتمد علي امكانية بلاده وشعبه الذاتية، فقد نجحت بالتطور شعوب افقر منا.
كاتب من اليمن