دبي، الإمارات العربية (cnn) :
بث موقع معروف بنشره خطابات ورسائل وأشرطة متشددين إسلاميين، الخميس، شريطا صوتيا مدته 70 دقيقة، قال إنّه لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، يحمّل فيه المتحدث "مسؤولية تردي الوضع الأمني في المملكة للنظام الحاكم."
وبناء على الاستماع الأولي للشريط، يبدو أنّ الصوت هو فعلا لأسامة بن لادن، وهو ما أشارت إليه أيضا وكالة أسوشيتد برس.
وأشار المتحدث في الشريط إلى الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في جدة قبل عشرة أيام وأشاد به معتبرا إياه "رسالة للكفار ومن والاهم."
وتناول المتحدث بإسهاب "تردي الوضع الأمني والاضطرابات التي تعيشها المملكة" قائلا إنّ السبب في ذلك هم الحكام الذين "ابتعدوا عن شرع الله وارتكبوا معاصي كثيرة وتجاوزوا الموبقات وباتوا يستخفون بعقول العباد وكرامتهم."
وقال المتحدث إنّ "ملايين الناس يعانون من الفقر لأنّ الأموال تذهب إلى الأسرة الحاكمة."
وأشار الشريط إلى ما اعتبره "امتدادا للحروب الصليبية" والذي يعتبر "التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية" مظهرا من مظاهره.
وقال المتحدث إنّ ما زاد الوضع سوء هو أنّ "الملك (فهد) لم يعد يعي شيئا..فضلا عن عجزه وفقده القدرة العقلية اللازمة لإدارة أولي الأمر والبلاد والعباد."
وقال المتحدث إنّ أشقاء الملك "يفضلون استمراره في الحكم لرفضهم أن يتولى أخوه عبدالله، وأخوهم لأبيهم، الحكم فتتقلص صلاحياتهم."
واتهم المتحدث هؤلاء الذين لم يسمهم بالسيطرة على المراكز الحساسة من ديوان ملكي وداخلية واستخبارات ودفاع قائلا إنّ "هذا الخلاف الحادّ داخل الأسرة أضرّ بمصالح الشعب."
وقال إنّ "طاعة الوليّ غير مطلقة ومقيدة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنّه لا سبيل للنجاه إلا بالإصلاح والاستقامة على أمر الله ورسوله."
وقال المتحدث "في الوقت الذي ينحى فيه القادة السعوديون باللائمة على المجاهدين في الاضطرابات التي تشهدها المملكة، إلا أنّ الحقيقة هي أنّ المسؤولية كاملة تقع على كاهل النظام."
واتهم، الصوت الذي يبدو هادئا في الشريط، المسؤولين السعوديين "بخرق شرع الله" وهو ما دأب عليه زعيم تنظيم القاعدة في خطاباته التي يتهم فيها النظام السعودي "بموالاة الكفّار الأمريكيين."
وتحدّث الشريط عن "مبالغة الولايات المتحدة في ابتزاز الأمراء وخاصة عبدالله (ولي العهد)...وهو يعلم أنّه إذا لم يستجب لأمريكا فمصيره العزل في أحسن الأحوال...كما عزلوا الملك سعود وهم مستعدون للقيام بأكثر من العزل، إن لزم الأمر."
وضرب المتحدث مثلا على ذلك بما "حدث للأمير حسن (ولي العهد الأردني الأسبق)من قبل حين رجع الملك حسين (بن طلال) قبل وفاته بأيام ومعه قرار العزل."
وقال المتحدث إنّ "أصحاب القرار في الأمور العظام موجودون في أمريكا."
كما تحدّث عن الدعوات إلى تغيير المناهج التعليمية قائلا إنّ الهدف من ذلك هو "مسح شخصية الأمة وتغريب أبنائها وهو مشروع قديم بدأ منذ عقود من خلال مطالبة الأزهر واليمن بإغلاق المدارس الدينية."
واعتبر المتحدث أنّ "الدين كلّ لا يتجزّا فمن آمن ببعضه وكفر ببعض فقد كفر."
وتحدّث الشريط أيضا عن تدخل الولايات المتحدة في السياسات الخارجية قائلا إنّ "الأسر الحاكمة تؤدي دورها بخياناتها."
وتحدّث في هذا الصدد مجددا عن الأردن قائلا إنّ "الملك حسين واصل مسيرة الخيانة التي بدأها جده عبدالله بن الشريف حسين وأبوه أيضا ضدّ فلسطين وهذا ابنه عبدالله الثاني من بعده، في نفس المسيرة...وهذا محمد السادس في المغرب يدعم خطّ الخيانة التي سار عليها أبوه وجده من قبل."
وقال المتحدث في الشريط إنّ النظام السعودي "مازال ينفذ مؤامراته حيث أنّ حكومة الرياض دخلت في حلف عالمي مع الكفر الصليبي بقيادة بوش ضدّ الإسلام وأهله، كما وقع في أفغانستان."
وأضاف "كذلك هذه مؤامرات في العراق قد بدأت ولم تنته بعد، منذ فتحوا قواعدهم للقوات الأمريكية لغزو العراق مما سهّل احتلاله، وخرج يومها وزير الدفاع السعودي مستخفا بدين المسلمين ودمائهم وعقولهم معترفا بأنّ حكومته فتحت مطاراتها للأمريكيين للأغراض الإنسانية كما زعم، فهاهم اليوم قد أظهروا لنا حلقة جديدة من سلسلة مؤامراتهم مع أمريكا سموها مبادرة إرسال قوات عربية وإسلامية لحفظ الأمن في العراق" معتبرا ذلك "خيانة كبرى."
واتهم بن لادن، في الشريط المنسوب إليه، النظام السعودي، بقيادة الأمير عبدالله بخداع الأمة ومحاولة تسليم العراق إلى "اللص" الأمريكي لكي يأخذ أموال الناس في العراق ويتعدى على أرضهم وأعراضهم من دون عناء بدعم ونصح من "الأمير الأعرابي."
وقال بن لادن "صحيح أن صدام لص ومرتد، ولكن لا يكون الحل أبداً بنقل العراق من اللص المحلي إلى اللص الدولي."
فساد وكفر
وقال بن لادن إنه سبق له أن حاول تقديم النصح إلى الحكام في السعودية قبل عقدين من الزمان، حيث قابل نائب وزير الداخلية السعودي وأخبره عن "الكبائر العظام" التي ينبغي على الدولة أن تزيلها، ولكن "من دون جدوى."
وأوضح أن نائب وكيل الوزارة للشؤون الأمنية عاتبه بشدة لأنه نصح نائب وزير الداخلية وقال له "هذا معروف، ما نريد من أحد يعلمنا."
وأشار بن لادن إلى أن الحكام في السعودية اتخذوا لهم "أرباباً من دون الله"، ولذلك فإن الدعوة إلى الإصلاح في السعودية إنما تكون بإقامة أمر الشرع، أي خلع الحاكم من الإمارة، "فإن امتنع، وجب القيام عليه بالسلاح وخلعه."
وشبه بن لادن الحكام العرب بحاكم العراق السابق، بريمر، من حيث أنهم جميعاً إنما "ينفذون سياسات أمريكا"، وأن هذه الأنظمة "جزء من منظومة الكفر العالمي."
واتهم الصوت، النظام في السعودية بأنه هو من استباح دماء الناس، وليس المجاهدين.
وتطرق بن لادن إلى ما سماه "مجزرة الطائف"، حيث اتهم النظام بأنه قام بتكفير الناس بالعموم. كما تطرق إلى أحداث الحرم واتهم النظام بالزج بالمجنزرات والدبابات التي قامت بقصف الحرم.
وحول الفساد في السعودية، تحدث بن لادن عن صفقة اليمامة مع الأمريكان بقيمة 30 مليار دولار، وعن بناء قصر السلام بقيمة أربعة مليارات دولار، وعن قصر زهدان، الذي وصفه بأنه أكبر من مملكة البحرين.
وتطرق إلى العلماء المسلمين الذين لم يرفعوا صوتهم عندما ساهم الحكام مع أمريكا فيما أطلق عليه "أكبر مجزرة للأطفال في تاريخ البشرية" في إشارة إلى الأطفال الذين ماتوا خلال محاصرة العراق.
وفي الشريط الصوتي المسجل، دعا بن لادن بالرحمة للمجاهدين الذين قتلوا خلال عملية اقتحام القنصلية الأمريكية بجدة.ودعا أيضاً "إلى استنزاف أمريكا اقتصادياً ومالياً باعتبار ذلك فرصة نادرة يجب عدم إضاعتها."
كما طالب المجاهدين المسلمين بوقف سرقة "نفطنا"، وقال إن أمريكا تأخذه بأسعار بخسة، "فقبل عقود بلغ سعر النفط أكثر من 40 دولاراً" والآن يأخذونه بأقل من ذلك بكثير، مع أن سعره "يجب أن يكون 100 دولار."
تهديد ودروس من التاريخ
أشار بن لادن إلى أن الناس أصبحوا يدركون الآن مدى العبث بعقولهم وأموالهم، وهم مصرون على استرداد حقوقهم مهما كلف الثمن، وقال مخاطباً الحكام: "أمامكم طريقان."
أولاً، والقول لابن لادن، "أن تردوا الأمانات إلى أهلها بطريقة سلمية وتتركوا أهل البلاد وشأنهم في اختيار حاكم يحكمهم بكتاب الله وسنة رسوله."
ثانياً، "أن ترفضوا إرجاع الحقوق إلى أهلها وتواصلوا بغيكم على الناس وسلب حقوقهم" ودفع الأموال للقوات الأمنية لملاحقة إخوتهم.
وأضاف بن لادن، إنه في هذه الحالة، "عليكم أن تعلموا أن الأمر شب عن الطوق وأن الشعوب عندما تتحرك للمطالبة بحقوقها لا يمكن أن توقفها الأجهزة الأمنية."
وذكّر بن لادن النظام في السعودية بمصير نظام الشاه، رغم قوة جهازه الأمني "السافاك" وقسوته، كما ذكرها بنظام شاوسيسكو في رومانيا ومصير أسرته على أيدي العوام.
ووجه بن لادن كلمته إلى من سماهم "أهل الحل والعقل من العلماء والزعماء المطاعين والأعيان والوجاء" مطالباً إياهم بنزع فتيل الأزمة قبل أن يبدؤوا القتال ضد النظام.
كما طالبهم بالهجرة ليتحرروا من القيود الذهنية والضغوط النفسية المفروضة عليهم من قبل النظام، ليتسنى لهم القيام بواجبهم في توجيه الأمة، وقال لهم "إن تأخركم يزيد الأمور تعقيداً والمشاكل عمقاً وتصاعداً."
وكانت آخر مرة ظهر فيها أسامة بن لادن على شريط، تعتقد أجهزة الاستخبارات، أنه فعلا له، عندما بثّت قناة الجزيرة الناطقة باللغة العربية شريطا شدّد فيه على أن هدف تنظيم القاعدة هو استنزاف الولايات المتحدة لدرجة الإفلاس.
وحول خطة القاعدة لدفع الولايات المتحدة نحو الإفلاس، قال بن لادن : "يكفي أن نرسل اثنين من المجاهدين إلى أقصى المشرق ليرفعوا خرقة مكتوب عليها القاعدة، حتى يركض الجنرالات (الأمريكيون) إلى هناك مسرعين ليتسببوا في تكبيد أمريكا الخسائر البشرية والمالية والسياسية دون أن يحققوا لها شيئا يذكر باستثناء بعض المنافع لشركاتهم الخاصة."
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ
اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ
|