عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 17-12-2004, 02:48 PM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي

تابع ======>

سؤال :
إذن أنتم تؤيدون ما ذهب إليه العلماء الست والعشرون فيما دعوا إليه؟
- أنا أؤيد كل إنسان سواء أكان عالما أم غير عالم واحدا أم جماعة يقول بوجوب محاربة المحتل وطرده من أراضي المسلمين، لأن هذا إجماع من الأمة ومن يخرق هذا الإجماع يخشى عليه قال تعالى: ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا.
وأما بالنسبة لهؤلاء العلماء، فهم معروفون وأكثرهم من حملة الدكتوراة وأساتذة الجامعات وهم من أعلى الناس علما في المملكة، ولا يعني هذا أنهم لا يخطئون ولكنهم حووا من هم أفضل علما وأكبر سنا وأكثر عددا وأنشط في الدعوة والتأليف من الشيخ العبيكان، مع احترامنا للجميع فبعضهم لو انفرد وحده تجده أفقه وأعلم من الشيخ فكيف بالمجموع؟ نفع الله بهم جميعا.
سؤال :
لكن الشيخ العبيكان نصح أن يكون المرجع في مثل هذه الأمور المصيرية الهامة لهيئة كبار العلماء فما تعليقكم على ذلك؟
تعليقي أن هذه أعظم أضحوكة في كلامه هداه الله لأنه أول من ناقض نفسه يقول المرجع لهيئة كبار العلماء ويطلق لنفسه هو وحده أن يخلط بمثل هذه الفتاوى العجيبة ولو كان أحد أعضاء الهيئة لما جاز له على حد كلامه أن ينفرد فكيف وهو حتى لم يتم تعيينه فيهم.

وقديما قالوا: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
وقالوا: وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي والطبيب مريض

وعلى كل هيئة كبار العلماء جهة رسمية معينة أفرادها لا يزيدون علما عن غيرهم من أهل العلم، بل هناك من هو أعلم منهم بلا جدال ولا ريب، وكل ما في الأمر أن هذه جهة معتمدة لدى الدولة في أوقات الحاجة.
أيضا هذه الهيئة غير معتمدة في غير المملكة، وهناك جهات كثيرة مثلها معينة من قبل دولها ومسألة العراق مسألة إسلامية غير مقتصرة على دولة دون أخرى وليست حكرا على من عينتهم الحكومات .

والعجيب في الأمر أيضا أن الشيخ خالف ما أجمعت عليه الهيئة في فتواه في السحر وخالف لجنة الإفتاء التي هي جهة الإفتاء الرسمية في برنامج طاش ما طاش إلى غير ذلك من المخالفات التي ندعو الله أن يقلع عنها ويتوقف عن الشذوذ بها

سؤال :
آية أخرى والحديث ذو شجون قوله تعالى: "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق" احتج بها الشيخ العبيكان على عدم مناصرة أهل العراق للمواثيق التي بين أمريكا وغير العراقيين فما رأيكم؟
-أقول لا حول ولا قوة إلا بالله، لقد اتفق أهل العلم على تحريم وتجريم أن يقول أحد في كتاب الله برأيه ودون أن يعرف أسباب النزول والناسخ والمنسوخ وما إلى ذلك. وهذه الآية لها سبب متعلق بها ومذكورة في المنسوخ ولا علاقة لها إطلاقا بأحد من المسلمين بعد نسخ وجوب الهجرة إلى المدينة على كل مسلم، فهل هناك أحد يجب عليه الهجرة الآن إلى المدينة من أهل العراق وغيرهم ويرفض هذه الهجرة فيعاقب بذلك ؟
هل يجوز لعاقل أن يأخذ بعض الآية ويترك بعضها وهي كلها متصلة ببعض ؟؟

الآية تقول: "والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق"، فالضمير في قوله: استنصروكم، راجع للذين آمنوا ولم يهاجروا.
فهل كان أهل العراق من الذين آمنوا ولم يهاجروا؟

قال الطبري: يعني بقوله تعالى ذكره [والذين آمنوا] الذين صدقوا بالله ورسوله [ولم يهاجروا] قومهم الكفار ولم يفارقوا دار الكفر إلى دار الإسلام [ما لكم ] أيها المؤمنون بالله ورسوله المهاجرون قومهم المشركين وأرض الحرب [من ولايتهم] يعني من نصرتهم وميراثهم [من شيء ] حتى يهاجروا قومهم ودورهم من دار الحرب إلى دار الإسلام [وإن استنصروكم في الدين ] يقول إن استنصركم هؤلاء الذين آمنوا ولم يهاجروا [في الدين] يعني بأنهم من أهل دينكم على أعدائكم وأعدائهم من المشركين [فعليكم] أيها المؤمنون من المهاجرين والأنصار [النصر إلا] أن يستنصروكم [على قوم بينكم وبينهم ميثاق] يعني عهد قد وثق به بعضكم على بعض أن لا يحاربه.ا.هـ
وجملة ما قاله الرازي في هذه الآيات من هذه السورة وهي الأنفال أن الله تعالى قسم المؤمنين في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أربعة أقسام وذكر حكم كل واحد منهم وتقرير هذه القسمة أنه عليه السلام ظهرت نبوته بمكة ودعا الناس هناك إلى الدين ثم انتقل من مكة إلى المدينة، فحين هاجر من مكة إلى المدينة صار المؤمنون على قسمين منهم من وافقه في تلك الهجرة ومنهم من لم يوافقه فيها بل بقي هناك.

أما القسم الأول فهم المهاجرون الأولون وقد وصفهم بقوله: "إن الذين آمنوا وهاجروا وجـاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله".

وأما القسم الثاني من المؤمنين الموجودين في زمانه صلى الله عليه وسلم فهم الأنصار، وقد وصفهم الله بقوله والذين آووا ونصروا. وقد وصف الله هذين القسمين بأنهم هم المؤمنون حقا وأن بعضهم أولياء بعض
والمراد بالولاية كون بعضهم معظما للبعض مهتما بشأنه مخصوصا بمعاونته ومناصرته والمقصود أن يكونوا يدا واحدة على الأعداء وأن يكون حب كل واحد لغيره جاريا مجرى حبه لنفسه وكذا يكونون شركاء في الفيء والغنيمة ويدخل في ذلك أيضا التوارث بينهم وقد نسخ هذا بعد.
والقسم الثالث من أقسام مؤمني زمان الرسول عليه السلام وهم المعنيون بالجزء المستشهد به باطلا هم المؤمنون الذين ما وافقوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة وبقوا في مكة مخالفين أمر الله تعالى لهم بالهجرة، فنفى الله عنهم الولاية التي أثبتها لمن هاجر، ولا نصيب لهم في الفيء ولا الغنيمة ولا الإرث حتى يهاجروا يعني أنهم لو هاجروا لعادت تلك الولاية وحصلت والمقصود منه الحمل على المهاجرة والترغيب فيها، لأن المسلم متى سمع أن الله تعالى يقول إن ترك الهجرة انقطعت الولاية بينه وبين المسلمين ولو هاجر حصلت تلك الولاية وعادت على أكمل الوجوه فلا شك أن هذا يصير مرغبا له في الهجرة والمقصود من المهاجرة كثرة المسلمين واجتماعهم وإعانة بعضهم لبعض وحصول الألفة الشوكة وعدم التفرقة.
ثم قال تعالى: وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر فلما بين الحكم في قطع الولاية بين تلك الطائفة من المؤمنين، بين أنه ليس المراد منه المقاطعة التامة كما في حق الكفار بل هؤلاء المؤمنون الذين لم يهاجروا، إن استنصروكم فانصروهم ولا تخذلوهم، روي أنه لما نزل قوله تعالى مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا قام الزبير وقال فهل نعينهم على أمر إن استعانوا بنا فنزل وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر، ثم قال تعالى إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والمعنى أنه لا يجوز لكم نصرهم عليهم إذ الميثاق مانع من ذلك.
ومما قاله الرازي هنا 15/168 واضح الدلالة حيث قال: ذكر الله ههنا أقساما ثلاثة فالأول المؤمنون من المهاجرين والأنصار وهم أفضل الناس وبين أنه يجب أن يوالي بعضهم بعضا.

والقسم الثاني المؤمنون الذين لم يهاجروا فهؤلاء بسبب إيمانهم لهم فضل وكرامة وبسبب ترك الهجرة لهم حالة نازلة فوجب أن يكون حكمهم حكما متوسطا بين الإجلال والإذلال وذلك هو أن الولاية المثبتة للقسم الأول تكون منفية عن هذا القسم إلا أنهم يكونون بحيث لو استنصروا المؤمنين واستعانوا بهم نصروهم وأعانوهم فهذا الحكم متوسط بين الإجلال والإذلال.
والقسم الثالث هم الكفار قال: وأما الكفار فليس لهم البتة ما يوجب شيئا من أسباب الفضيلة فوجب كون المسلمين منقطعين عنهم من كل الوجوه فلا يكون بينهم ولاية ولا مناصرة بوجه من الوجوه فظهر أن هذا الترتيب في غاية الحسن.

وقال القرطبي 8/57: وإن استنصروكم في الدين، يريد إن دعوا هؤلاء المؤمنون الذين لم يهاجروا من أرض الحرب عونكم بنفير أو مال لاستنقاذهم فأعينوهم فذلك فرض عليكم فلا تخذلوهم إلا أن يستنصروكم على قوم كفار بينكم وبينهم ميثاق فلا تنصروهم عليهم ولا تنقضوا العهد حتى تتم مدته. قال ابن العربي: إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين فإن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة حتى لا تبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم، كذلك قال مالك وجميع العلماء فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو...ا.هـ
وقد كانت الهجرة فرضا وكان شأنها عظيما قال القاضي أبو يعلى: إلى أن فتحت مكة. وكان الذي يرجع لباديته بعد هجرته يعتبر قد وقع في كبيرة من الكبائر عبر عنها بالردة في نصوص كثيرة.

وقد روى أحمد وغيره بسند صحيح عن جرير بن عبد الله قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبايعه فقلت هات يدك واشترط علي وأنت أعلم بالشرط، فقال أبايعك على أن لا تشرك بالله شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتنصح المسلم وتفارق المشرك. وعنه أيضا عند البيهقي وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة.

على أن مسألة الميثاق وبقائه مع الكافر ذهب بعض أهل العلم إلى نسخه فقال الكرمي في الناسخ والمنسوخ إنها منسوخة بآية السيف التي فيها قتال المشركين كافة.
وواجب على كل المسلمين مناصرة إخوانهم على من اعتدى عليهم ومجرد اعتداء الكافر على أخيك المسلم يعتبر ناقضا لأي ميثاق وعهد بينك وبينه ولا يمنعك هذا الميثاق لأنه لم يعتبر إلا في الحالة المنسوخة كما قال أبو عبيد في الأموال 1/276 : ألا تسمع لقوله: "والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا فهذا بين واضح أن الهجرة هي التي فرقت بين الحكمين".

خاتمة :

في نهاية هذا الحوار نشكر فضيلة الدكتور محمد طرهوني على ما تفضل به ونطلب منه كلمة نختم بها حديثنا.
في ختام هذا الحوار انتهز الفرصة لأنصح نفسي وإخواني بالتريث في الفتوى وعلى وجه الخصوص هذه القضايا المصيرية التي يترتب عليها سفك دماء المسلمين وأخص الشيخ العبيكان، حيث تسرع في أمور واضح بطلان استدلالاته فيها وخطورتها ودعمها من حيث لا يشعر لأعداء الملة، وقد قدر الله لي لقاء أحد علماء العراق الكبار في هذا العيد ودار بيني وبينه حوار حول الوضع عندهم، وقد ذكر لي أنهم يشكون في إسلام من يقول بمثل قول الشيخ العبيكان أو على الأقل في انتمائه لأهل السنة، وذكر لي نقلا عن مجلس الفلوجة الذي فاوض العلاوي لحقن دماء أهلها أنه بعد اتفاقهم تماما نقض كل شيء في اليوم التالي بناء على تعليمات بوش، وأنه لابد من اجتياح الفلوجة فذهبوا للرئيس المعين من قبل الاحتلال، فقال ما معناه ليس بأيدينا شيء. فالمحتل يريد إبادة الأخضر واليابس والقضاء على أهل السنة بمعاونة العملاء والخونة وغيرهم في حرب صليبية لا هوادة فيها، وما أقبح منظر القوات الأمريكية وقد اتخذوا بيوت الله المطهرة مرتعا لهم كما في الصور المنتشرة على شبكة الإنترنت وغيرها، مما يدلل على أنهم لا يريدون إلا إذلال هذا الدين والقضاء على أهله ولكن الله غالب على أمره وناصر دينه والأخبار تسر وتبشر بالخير والقتلى في صفوف الكفار بالآلاف المؤلفة،
وقد أخبرني هذا العالم العراقي أنه إذا قتل من الكفار عشرة قيل جرح واحد جرحا خفيفا تضليلا ودجلا وكذبا، ولكن أظهر الله الكثير من الحقائق رغما عنهم وما ينتظرهم أسوأ بإذن الله نسأل الله تعالى أن ينصر إخواننا عليهم وأن يكون في هذه الحرب نهايتهم "وإن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون".

منقول