الدرس الحادي والعشرون /2
قولُ الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ) النساء : 1 .
الـــشــــرح :-
قوله تعالى : ( يأيها الناس اتقوا ربكم ) هذا نداء إلهي عام لكل البشر كافرهم ومؤمنهم ، من كان موجوداً يوم نزول هذه الآية ، ومن كان غير موجود إلى يوم القيامة ، إذ البشرية كلها عبيد له وهو أرحم بها من أنفسها ، لذا أمرها بتقواه ، وتكون تقواه بالإيمان به وطاعته وتوحيده في عبادته والإيمان برسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وطاعته في أمره ونهيه . وقوله ( الذى خلقكم من نفس واحدة ) وهي آدم عليه السلام . وقوله ( وخلق منها زوجها ) يعني خلق من آدم جواء إذ خلقها من ضلعه وزوَّجه بها فكانت زوجاً له . وقوله ( وبثَّ منهما رجالا كثيراً ونسآءَ ) إذ الناس كلهم رجالاً ونساءً من ذرِّيَّة آدم وحواء ومعنى بثّ أنشأ وفرق .
إر شــــادات للمربي :-
1- اقرأ الآية ويقرؤها معك المستمعون سراً حتى ترى أنهم قد حفظوها .
2- علِّمهم أن في الآية تذكيراً بنعمة الخلق المقتضية لشكر الله بعبادته وحده .
3- علّمهم أن تقوى الله بطاعته بعد الإيمان به وتوحيده هي سبيل نجاة العبد وفوزه ونجاحه في الدنيا والآخرة .
4- علّمهم بأن في الآية إشارة إلى بدء الخلق ، وقد مضى عليه آلاف السنين ، وفي ذلك تربية لهم على شكر الله ومحبته لواسع أفضاله وعظيم نعمائه .
5- علمهم أن لفظ الزوج يطلق على الذكر والأنثى ، ويقال للمرأة زوجة وزوج أفصح ، لأن كلاً من المرأة والرجل زوج لصاحبه .
6- في الآية تقرير للأخوة الإنسانية التي جهلها أكثر الناس ، ولم يعطوها حقها وعلة ذلك الجهل .
وقفه :-
موت ألف عابدٍ أهون من موت عالمٍ بصير بحلال الله وحرامه " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "
الحقاق