عرض مشاركة مفردة
  #55  
قديم 18-12-2004, 05:49 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الثالث والعشرون /2



قولُ الله جل جلاله : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) القصص : 83 .

الشرح :-

قوله تعالى : ( تلك الدَّرُ الأخرةُ ) هذه جملة ابتدائية وهو بَدْءٌ مُشَوّقٌ ووصف للدار الآخرة ، لأنها سبقتها هذه الدار الأولى الفانية ، وأخبر عنها بقوله ( نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ) ، أي نجعلها مَأوى ومسكناً للذين لا يريدون في هذه الحياة الدنيا استطالة على الناس ولا تعالياً ولا تكبراُ عليهم ولا فساداً بارتكاب المعاصي كالشراك والقتل والزنى والسرقة وشرب الخمر . وقله تعالى ( والعاقبة للمتقين ) جملة تذييلية تابعة للسابقة تحمل البشرى بحسن العاقبة في الدارين الأولى والآخرة ، وأهلها هم المتقون أي الذين اتقوا عقاب الله بطاعته في أوامره ونواهيه ، لأن فعل الأوامر يزكي النفس فيعدها لنعيم الدار الآخرة ، وكما يزكي النفس يجنب صاحبه مهالك الدنيا ورزاياها ، كما أن احتناب المناهي يحفظ للنفس طهارتها ، ويَقي المكروه في هذه الحياة الدنيا .

إرشــادات للمربي :-

1- اقرأ الآية قراءة جيدة ، ويقرأها معك المستمعون حتى يحفظها أكثرهم .

2- اقرأ الشرح مبيناً معاني كل جملة على حدة وكرر البيان حتى يفهم المستمعون .

3- علمهم أن هذه الآية أذهبت أماني الذين يقولون إنه لا يضر مع الإيمان شيء ، وأن المؤمنين كلهم ناجُون ، كما قال الفضيل بن عياض ، إذ اشترطت لأهل الدار الآخرة شروطٌ وهي أنهم يريدون علواً في الأرض ولا فساداً .

4- ذكرهم أن عليَّ بن الحسين بن عليِّ مرَّ وهو راكب على مساكين يأكلون كِسراً أي خبزاً لهم فسلّم عليهم فدعوه إلى طعامهم ، فقرأ هذه الآية ( تلك الدّار الأخرة ....) إلخ ثم نزل من على فرسه وأكل معهم .

5- ذكرهم أن العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة خاصة بالمتقين الذين يتقون الشرك والمعاصي فلا يَقْرَبُوها .


** *** **


للفائدة :-


السؤال:

كيف نجمع بين هاتين الآيتين : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) وقوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) وهل بينهما تعارض ؟

الجواب:

الحمد لله ليس بينهما تعارض ، فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب منه فإنه لا يغفر له ومأواه النار كما قال الله سبحانه : (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ )( المائدة :72) وقال عز وجل : ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( الأنعام : 88) والآيات في هذا المعنى كثيرة . أما الآية الثانية وهي قوله سبحانه : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)( طه :82) فهي في حق التائبين ، وهكذا قوله سبحانه : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )( الزمر :53 ) أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين . والله ولي التوفيق .

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ( 4/ 419) (www.islam-qa.com)


وقفه :-

قال أحمد بن محمد بن سليمان التستري ( سمعت أبا زرعة يقول :- إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة .....

" أبو زرعة هو عبيد الله بن عبدالكريم الزازي ، توفي سنة 264 هجري من موالي بني مخزوم "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه