الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #54  
قديم 18-12-2004, 12:03 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

- واعلم أنه يجب الرضا بقضاء الله وقدره والتسليم لذلك ، ولا يجوز الاعتراض أو التسخط .

وحكم الرضا بالقضاء أنه مستحب في المصائب التي تصيب الإنسان وواجب في القضاء الديني الشرعي في الأمر والنهي ، ولا يجوز الرضا به بالكفر والمعاصي فإن الله تعالى نهى عن الرضا بقضاء الكفر والمعاصي مع أنه سبحانه قدّره لكنه لم يأمر به ، وعلى ذلك فإن الإنسان إذا وقع في الكفر والمعاصي فإنه يؤمن بقضاء الله وقدره من حيث الأصل ولكنه لا يرضى بذلك الكفر وتلك المعاصي وعليه أن يتركها ويعمل الطاعة والإيمان .

- وأعلم أن الإيمان بالقدر لا يُنافي فعل الأسباب ، بل فعل الأسباب واجب أمر به الشرع ، فلا يجوز الاحتجاج بالقدر على ارتكاب المعاصي أو ترك العمل وطلب الرزق بحجة أن كل شيء قد قدره الله وكتبه فالإنسان بذلك مجبر عليه ولا داعي للعمل الديني أو الدنيوي ! فنقول لأولئك القوم : -

إن الله تعالى قد وهب للإنسان عقلاً ومدارك ، وأرسل له الرسل وأنزل عليه الكتب وبيّن له طريق الخير وطريق الشر ، وأعطاه حرية الاختيار والتمييز بين الأشياء ، ثم أمره بالسعي والعمل وهو سبحانه لم يُجبر أحداً على فعل معصية أو ترك طاعة وقد ربط سبحانه الأسباب بالمسببات وأمر الإنسان بتعاطي كل سبب لما يخصه من جلب نفع أو دفع ضرر ز وهاهو الإنسان بتعاطي كل سبب لما يخصه من جلب نفع أو دفع ضرر . وهاهو الإنسان أمامنا يسعى ويتجه لما يرى أن فيه مصلحته ، ويبتعد عما فيه شر وضرر ، وأنه يفكر ويجتهد في سلوك السبل الصحيحة في دنياه ، فلماذا لا يفعل ذلك فيما يخص عمل الآخرة من أداء الواجبات والطاعات . ولا أحد من البشر يسلك الطريق الصعب ويترك السهل ثم يقول هذا قد قُدّر علي بل سوف يسلك الطريق السهل المأمون .

وهناك لفتة مهمة وهي :-

أنك حين تقوم بفعل معصية أو مشكلة لم يكن لديك العلم بأنها مقدرة عليك إلا بعد ما تقع ، فلماذا لم تُقدِّر في نفسك قبل أن تفعل المعصية أن الله تعالى لم يُقدرها لك وأنه قد قدَّر لك الطاعة .... فتفعلها ، وبذلك فإن ما وقع باختيار الإنسان فلا حجة له بالقدر ، لأنه لا يعلم اصلاً ماذا قُدِّر عليه لكي يحتج به .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


وللحديث بقية إن شاء الله عن القدر ........




للفائدة :-


السؤال:

هل يحاسب الإنسان على كل ما عمل في الدنيا ؟.

الجواب:

الحمد لله كل إنسان بما كسب رهين فمن آمن وعمل صالحاً دخل الجنة ومن كفر بالله ورسوله دخل النار قال تعالى : ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً ، و الذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلاً ظليلاً ) النساء/56-57 .

والأعمال الصالحة , إنما تنفع صاحبها , والله غني عنا والأعمال السيئة إنما تضر صاحبها , ولا تضر الله شيئاً , كما قال سبحانه : ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ) فصلت/46 .

وقال سبحانه : ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ) العنكبوت/6 .

والله سبحانه كريم يضاعف الحسنات ، كما قال تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فلا يجزي إلاّ مثلها وهم لا يظلمون ) الأنعام/160 .

والأعمال الصالحة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف والنهي من المنكر والجهاد , وتلاوة القرآن وغيرها من شعائر الإسلام كلها جزاؤها الجنة كما قال تعالى : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ) النساء/124 .

والأعمال السيئة والمعاصي كالظلم والشرك والقتل والفساد والكبر وغيرها من المعاصي كلها جزاؤها النار إلاّ من تاب قال تعالى : ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين ) النساء/14 .

والأقوال والأعمال , خيراً كانت أو شراً , كلها مقيدة عند رب العالمين , قال تعالى : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) الجاثية /29 .

ولا يقبل الله من الأعمال إلاّ ما كان خالصاً لله موافقاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه : ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) الكهف/110 .

ويوم القيامة يرى كل إنسان ما عمل من طاعة أو معصية من خير أو شر كما قال سبحانه : ( يومئذٍ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) الزلزلة/6 - 8 .

وفي يوم القيامة كل إنسان سيعطى كتابه ويقال له : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ) الإسراء/14 .

فمن آمن وعمل صالحاً أخذ كتابه بيمينه مسروراً ودخل الجنة ومن عصى الله ورسوله أخذ كتابه بشماله , أو من وراء ظهره , ودخل النار كما قال سبحانه : ( فأما من أوتي كتابه بيمينه ، فسوف يحاسب حساباً يسيراً ، و ينقلب إلى أهله مسروراً ، و أما من أوتي كتابه وراء ظهره ، فسوف يدعو ثبوراً ، ويصلي سعيراً ) الانشقاق/7 - 12 .

وشتان بين الإيمان والكفر وبين الطاعات والمعاصي وبين أهل الجنة وأهل النار : ( أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ، أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون ، وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ) السجدة/18 - 20 .

وقد بين الله أن أهل الإيمان هم الفائزون وأهل الكفر هم الخاسرون كما قال سبحانه : ( والعصر ، إن الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) سورة العصر .

اللهم ارزقنا الجنة وأجرنا من النار وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ..

من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري . (www.islam-qa.com)

وقفه :-

عن الحسن رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال في الخوف والرجاء : ( ألم تر أن الله ذكر آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند آية الرخاء ، ليكون المؤمن راغباً راهباً ، لا يتمنى على الله غير الحق ، ولا يُلقي بيده إلى التهلكة ).

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه