الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #55  
قديم 18-12-2004, 12:05 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

فعلْم الله تعالى بما وقع ويقع وما سوف يقع هو علمٌ كاشف لا علم مُكرِه للإنسان ، فقدر الله تعالى هو علم الله تعالى بما سيكون ، وليس هو إجبار لفعل الأعمال ، لأن الإنسان لا يحتج بالقدر إلا بعد فعله للشيء الذي عمله - أصلاً - باختياره ، وعلى ذلك لا حجة لأحد بالقدر .

- واعلم أن الدعاء يرد القضاء ن ولكن الدعاء - نفسه - هو من الأسباب التي أُمر الإنسان بفعهلا لحصول نفع أو دفع ضر .

ولا إشكال في أن - الدعاء يرد القضاء - فالمريض مثلاً يدعو الله بالشفاء فيشفيه الله تعالى ن فهنا نقول : لولا الدعاء لبقي المرض ، ولكن بالدعاء شُفي . ونقول في نفس الوقت : إن الله سبحانه وتعالى قد قضي بأن هذا المرض سيشفى منه المريض بواسطة ذلك الدعاء ، فهذا هو المكتوب فصار الدعاء يرد القضاء ظاهرياُ ، حيث أن الإنسان يظن أنه لولا الدعاء لبقي المرض ، لكن في الحقيقة لا يرد القضاء لأن الدعاء نفسه مكتوب ، ومكتوب - أيضاً - أن الشفاء سوف يكون بهذا الدعاء وهذا هو القدر الاصلي الذي كُتب في الأزل ، فكل شيء مقرون بسبب ، وإن هذا السبب جعله الله تعالى سبباً يحصل به الشيء ، وكلاهما مكتوب في الأزل قبل حدوثهما .

وكذلك الكفار قد كُتب عملهم في الأزل أنهم كفار ، ( ولكن قد يقول قائل : ما دام أن الله قد كتب عليهم الكفر وقدّره لهم فيكف يعذبهم ) فنقول : إنه يعذبهم لأبهم لأنه أقام عليهم الحُجة وبيَّن لهم طريق الهداية وأرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب ، وبيّن لهم الهُدى من الضلال ، وأعطاهم عقولاً وإرادة واختياراً ن بدليل أنهم يسعون إلى المصالح الدنيا بكل دقة وتخطيط وتركيز ، ويتحرون أسلم السبل لتحقيق المصالح ويفعلون كل ذلك بإرادتهم واختيارهم ، ولا تجد واحداُ منهم يسعى لما يضره في دنياه ، وأنه لا يتهاون ولا يتكاسل في أمرٍ ينفعه ، فكيف يقول عن الكفر أنه مكتوب عليه ولماذا لا يُقدِّر في نفسه أن الهداية مكتوبة له .

ثم هناك حقيقة واضحة وهي أن الإنسان لا يعلم أن الشيء مقدَّر ومكتوب عليه إلا بعد وقوعه ، أما قبل وقوعه فإنه لا يعلم ماذا كُتب له . وبذلك بطل الاعتراض والاحتجاج .

واعلم - أيضاً - أن أعمال الشر والفسق لا تُضاف إلى الله تعالى ، لأن ما يصيب الإنسان من خير فهو من الله وما يصيبه من شرٍ فهو من نفسه وفعله ، وليس معنى هذا أن الله لم يخلق الشر ، بل هو سبحانه خالق الخير والشر ، ولكن الشر لايُضاف إلى الله سبحانه لأن فعل الله تعالى إن كان شراً على الإنسان المُقدر عليه الشر فليس شراً بالنسبة الله تعالى ، وذلك لصدوره عن حكمة بالغة تتضمن الخير قطعاً حتى وإن رآه الإنسان شراً ففعل الله تعالى كله خيراً ، أما مفعولاته ومخلوقاته البائنة عنه ففيها الخير والشر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

وللحديث بقية إن شاء الله .... في التعامل مع الكفار .....



للفائدة :-



قال الله تعالى منكراً على الذين يدعون الأنبياء والأولياء والجن :

(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا(56)أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) الإسراء :56-57 . عن ابن مسعود قال :- كان نفرٌ من الإنس يعبدون نفراً من الجن ، فأسلم النفر من الجن ، فاستمسك الآخرون بعبادتهم فنزلت : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) . قال الحافظ بن حجر : استمر الإنس الذين كانوا يعبدون نفراً من الجن على عبادة الجن والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا ، وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة . وروى الطبري من وجه آخر عن ابن مسعود فزاد فيه : والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون بإسلامهم وهذا هو المعتمد في تفسير الآية . والوسيلة : هي القربة ، كما قال قتادة ولهذا قال :- ( أيُّهم أقرب) .

أقول : في هذه الآية رد على الذين يدعون غير ربهم من الأنبياء والأولياء ويتوسلون بهم ، ولو توسلوا بإيمانهم بهم ، وحبهم لهم - وهو من العمل الصالح - لكان حسنا ، لأنه من التوسل المشروع .

يقول بن كثير في تفسير هذه الآية ما خلاصته :-

نزلت هذه الآية في جماعة من الإنس كانوا يعبدون الجن ويدعونهم من دون الله : فأسلم الجن وقيل نزلت في جماعة الإنس كانوا يدعون المسيح والملائكة . فهذه الآية تنكر على من يدعو غير الله ولو كان نبياً أو وليا .

" محمد بن جميل زينو "

وقفه :-

خير العباد مَن عصم واعتصم بكتاب الله تعالى ، ونظر إلى قبر فبكى ، وقال : هو أول منازل الآخرة وآخر منازل الدنيا ، فمن شُدَّد عليه فما بعده أشدّ ، ومن هُوِّن عليه فما بعده أهون .

" عثمان بن عفان رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه