عرض مشاركة مفردة
  #57  
قديم 19-12-2004, 02:43 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الخامس والعشرون /2



قولُ الله سبحانه وتعالى (يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة : 119 .

الــــشـــرح :-

قوله تعالى ( يأيها الذين ءامنوا ) هو نداؤه تعالى للمؤمنين من عباده ناداهم بعنوان الإيمان ، لأنهم بإيمانهم قادرون على امتثال ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه أو يرغبهم فيه أو يحذرهم منه ، لأن المؤمن حيٌّ بإيمانه يسمع ويبصر ويعقل ويفهم ويقدر على النهوض بالتكاليف بخلاف غير المؤمن وهو الكافر فإنه شبيه بالميت إن لم يكن ميتاً فعلاً ، لأن الذي ينادي فلا يسمع ويكلف فلا يقدر هو إلى الموت أقرب منه إلى الحياة . وقول الله تعالى ( اتقوا الله ) هذا واحد من اثنين ناداهم من أجلهما ، والثاني قوله ( وكونوا مع الصادقين ) ، أمرهم بالتقوى وهي اتقاء عذاب الله بطاعته فيما يأمر به من اعتقاد وقول وعمل ، وفيما ينهى عنه أيضاً من اعتقاد باطل وقول سيئ وعمل فاسد . وأمرهم بأن يصدقوا في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم ليعدهم بذلك ، لأن يكونوا مع الصادقين ، في الدنيا والآخرة إذ قال تعالى : والذي جاء بالصدق وهو رسو الله صلى الله عليه وسلم وصدق به وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه أولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية وليقرأها معك المستمعون وواصلوا قراءتها حتى تحفظ .

2- اقرأ الشرح بتأن جملة جملة وبيِّن لهم معاني ذلك ورغبهم في فهمه .

3- ذكرهم بصدق الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع ، ولما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من تبوك جاء غيرهم ممَّن تَخَلَّلُوا يعتذرون بالحق والباطل وأبى هؤلاء أن يعتذروا بالكذب فأمر الله بمقاطعتهم فقوطعوا وصبروا فأنزل الله توبتهم وتاب عليهم وأصبحوا مَضْرب َ المثل في الصدق ودعا الله تعالى في هذه الآية المؤمنين أن يكونوا معهم ، جعلنا الله منهم آمين .

4- حثثَّهُمْ على الصدق ولزومه ، فإنه يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة .

5- علمهم أن الصدق يكون ظاهراً وباطناً كما قال ابن العربي لما قرأ تفسير الصادقين بأنهم الذين استوت ظواهرهم وبواطنهم قال :- هذا القول هو الحقيقة والغاية التي إليها المنتهى .


للفائدة



السؤال:

ما هي صورة مدارسة جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان للقرآن ؟ وهل يدل على أن الاجتماع أفضل من الانفراد على القرآن ؟ وهل هناك مزية لليل على النهار؟ نرجو التوضيح .

الجواب:

الحمد لله

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

" أولاً :

أما كيفية المدارسة فلا أعلم عن كيفيتها.

ثانياً :

وأما هل المستحب أن يجتمع الناس على القرآن أو أن يقرأ كل إنسان بمفرده ؟

فهذه ترجع إلى الإنسان نفسه ، إن كان إذا اجتمع إلى إخوانه لتدارس القرآن صار أخشع لقلبه ، وأنفع في العلم فالاجتماع أفضل ، يعني إذا كان الاجتماع صار هناك حضور قلب وخشوع وتدبر للقرآن ، وتساؤل فيما بينهم فهذا أفضل ، وإن كان الأمر بالعكس فالانفراد أفضل .

ثالثاًَ :

وأما مدارسة جبريل للنبي عليه الصلاة والسلام فهو من أجل تثبيت القرآن بقلب النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما الفقرة الثالثة من السؤال وهي : هل هناك مزية لليل على النهار فهذا نعم ، لكن قد يكون للإنسان أعمال لا يستطيع معها أن يدرس القرآن في الليل ، فيجعل أكثر دراسته في النهار ، فالإنسان ينظر ما هو أنفع له ، لعموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : « احرص على ما ينفعك » فما كان أنفع لك إذا لم يكن محظوراً شرعاً فهو أفضل "

انتهى مجموع الفتاوى 8/78 . (www.islam-qa.com)


وقفه :-

لا يزال الإسلام منيعاً ما استد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلاً بالسيف أو ضرباً بالسوط ، ولكن قضاءٌ بالحق وأخذاً بالعدل .

" عمير بن سعد رضي الله عنه - امير حمص في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه