الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #58  
قديم 21-12-2004, 12:15 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

ج - أخطاء عقدية وشركية شائعة :-



1- من الأخطاء الشائعة :-

ضرب المثل بالأنبياء والرسل أو بالملائكة في الأمور المستحقرة أو بما لا يليق ، فإن بعض الناس تجده إن فقل شيئاً مخالفاً أو أراد تأييد فعل مخالف جاء ببعض الأمثلة والقصص عن الأنبياء ، فيقول :-

إن النبي الفلاني فعل كذا وكذا والرسول الفلاني حدث منه كذا وكذا ويستدل بما جرى لبعض الأنبياء من الحوادث والأمور على ما عمله من باطل ومنكر ، دون أن يعرف صحة ماجرى ولا حقيقة ما حدث ، ومن الأمثلة ما يلي :-

- ذكرهم لقصة داود وفهمهم الخاطىء لقصة التسعة والتسعين نعجة ، فيفسرونها بأن المراد هم ( النساء ) وليس النعاج .

أو يقولون : إن النبي يوسف - عليه السلام - قد دخل السجن أو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان شهوانياً ويحب النساء أو غير ذلك مما لا يعرفون صحته أو حكمته . وأن ذلك الفعل محرم لا يجوز ، وإن قاله على سبيل السخرية والتنقص فإنه يكفر .

وقد قال الإمام مالك - رحمه الله - في رجل عيّر رجلاً بالفقر فقال الآخر : تعيرني بالفقر وقد رعى النبي صلى الله عليه وسلم الغنم ، فقال الإمام مالك : قد عرّض بذكر النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضعه أرى أن يُؤدب .

وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله لكاتب له ، انظر لنا كاتباً يكون ابوه عربياً ، فقال له الكاتب : لقد كان أبو النبي صلى الله عليه وسلم كافراً ، فقال له عمر :-

جعلت هذا مثلاً ، فعزله ، وقال : لا تكتب لي أبداً .

وقال القابسي عن رجل قال لرجل قبيح كأنه وجه نكير ، وقال لرجل عبوس كأنه وجه مالك الغضبان ، فقال القابسي : في الأدب بالسوط نكال للسفهاء ، وإن قصد ذم الملك قُتل .

- يحرم الاستشهاد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أُمياً على سبيل التنقص وفعل ذلك جهل بالحكمة العظيمة والآية الكبيرة من جعل النبي صلى الله عليه وسلم أمياً .

وورد في شذرات الذهب ، في وفيات سنة 704 هجري قال :- وفيه ضُرب رقبة رجل يُسمى ( الكمال الأحدب ) وسببه أنه جاء إلى القاضي جمال الدين المالكي يستفتيه ... فقال : ماتقول في رجل تخاصم هو ورجل ، فقال له الخصم : تكذب ولو كنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له القاضي من قال هذا ؟ قال أنا فأشهد عليه من كان حاضراً وحبسه ثم أحضره من الغد إلى دار العدل وحكم بقتله .

ورُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : من حدّث بحديث داود عليه السلام على مايرويه القُصَّاص ..... جلدته .


للفائدة



السؤال:

هل يجوز تعيين شخص بأنه ولي لله مع صلاحه وتقواه سواء كان حيّاً أو ميتاً كأن أقول مثلا : العالم الفلاني من أولياء الله ؟.

الجواب:

الحمد لله

ذكر الله تعالى علاماتٍ يُعرف بها أولياؤه ، وهي : الإيمان والتقوى ، قال الله تعالى : { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } يونس / 62 ، 63 ، ولا يمكن أن نجزم بتعيين شخص أنه ولي من أولياء الله ؛ لأن تحقيق الإيمان والتقوى فيهما أمور قلبية خفية ، ولا يمكن للناس الاطلاع عليها ، لذا يمكن للإنسان أن يُغلِّب الظن على شخص معين لكن دون جزم .

قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - :

ويجب على جميع المسلمين أن يَزِنوا أعمال مَن يدَّعي الولاية بما جاء في الكتاب والسنة ، فإن وافق الكتاب والسنَّة : فإنه يُرجى أن يكون من أولياء الله ، وإن خالف الكتاب والسنَّة : فليس من أولياء الله ، وقد ذكر الله في كتابه ميزاناً قسطاً عدلاً في معرفة أولياء الله حيث قال : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون } ، فمَن كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً ، ومَن لم يكن كذلك فليس بولي لله ، وإن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيءٌ من الولاية .

ومع ذلك فإننا لا نجزم لشخص بعينه بشيءٍ ، ولكننا نقول على سبيل العموم : كل من كان مؤمناً تقيّاً كان لله وليّاً .

" فتاوى مهمَّة " ( ص 83 ، 84 ) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)



وقفه :-

لا تكثر العتاب ، فإنّ العتاب يورّثُ الضغينة والبغضة ، وكثرته من سوء الادب " علي بن أبي طالب رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه