عرض مشاركة مفردة
  #60  
قديم 21-12-2004, 12:53 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس السادس والعشرون /2



قوله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالصدق فإنّ الصدق يهدي إلى البر وإنّ البر يهدي إلى الجنة . ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي غلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّابا ) رواه مسلم .

الــشـرح :-



قوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالصدق يُريد الزموه ولا يفارقكم ولا تفارقوه ، اصدقوا نياتكم وأقوالكم وأعمالكم أي في ظاهركم وباطنكم حتى تكونوا من الصادقين في الدنيا وهم أهل الطهر ولصفاء ومع الصادقين في الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً . وعلل لهم أمره إياهم بالصدق وملازمته فقال :- إن الصدق الحق الكامل الظاهر والباطن يهدي أي صاحبه الملازم يهديه إلى البر . والبر يهدي إلى الجنة ، إذ من لازم الصدق كان من أهل الجنة وهو كذلك . وزادهم حثاً على الصدق وترغيباً فيه بقوله :- ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق أي يقصده ويطلبه ليحصل عليه حتى يكتب عند الله صديقاً ، وعندها فقد فاز بصحبة مواكب الجنة الأربعة والكمال عنايته صلى الله عليه وسلم بأمته لتكمل وتسعد في الدارين بعدما رغبهم في الصدق حذرهم من ضده وهو الكذب فقال : إياكم والكذب أي احذروه واجتنبوه وعلل ذلك بأن الكذب يهدي إلى الفجور وهو معصية الله ورسوله بالخروج عن طاعتهما في الأمر والنهي ، والفجور يهيد إلى النار ، وزاد في التحذير فبيّن لهم أن المرء إذا كذب وواصل الكذب ولم يتب من فإن عاقبته أن يكتب عند الله كذاباً وعندها يُواكب الاذبين المفترين على الله الكذب ، وهم أهل جهنم وبئس المصير .

إرشــادات للمربي :-

1- اجتهد في تحفيظ الحديث للمستمعين حتى يحفظه كلهم .

2- اقرأ الشرح قراءة بتأن واشرح المعاني الخفية حتى ترى أنهم فهموا المراد من الحديث .

3- رغبهم في الصدق وملازمته ، وحذرهم من الكذب ورغبهم في البعد عنه والتوبة منه .

4- علمهم أن المرء إذا اعتاد الصدق لازمه ولم يفارقه ، وأنه إذا اعتاد الكذب لازمه ولم يفارقه وهي سنة الله في الناس ، لذا على العبد أن يبادر بالتوبة كلما أذنب وإلا يتوالى الذنب وتصعب عليه التوبة لقول رسو الله صلى الله عليه وسلم : وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وقول الله تعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ) النساء :17 .


للفائدة



دعاة السوء والفرقة


السؤال بتاريخ 2003-07-24 06:30 ص

فضيلة الشيخ، نرجو منك توجيه نصيحة للشباب في هذه المدينة، والسبب أن بينهم فجوة كبيرة؛ فكلٌ يقول: إنه على الحق. والله يعلم من معه الحق. فنرجو أن توجهوا نصيحة في طلب العلم وكيف ينهجون خاصة في بداية تعلمهم وفي بداية طلبهم للعلم؟


الجواب بتاريخ 2003-07-24 06:32 ص

بسم الله الرحمن الرحيم.

لا شك أن الشيطان لعنه الله يريد أن يفرق بين المسلمين، وكذلك أعوان الشيطان من بني الإنسان يريدون أن يفرقوا بين المسلمين؛ شبابهم وشيبهم، هذا أمر معروف منذ تعهد الشيطان بذلك حين قال ما ذكره الله عنه: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} [الإسراء: 62 ـ 65]؛ يعني آدم عليه السلام.

هذا مهنة الشيطان، ولا يقاوم الشيطان وأعوان الشيطان إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بذلك، مع الرجوع لأهل العلم والبصيرة بالتعلم منهم ومشاورتهم، ثم الحذر من الدسائس التي تتخلل المجتمع من هنا وهناك على أيدي دعاة السوء الذين يريدون أن يفرقوا هذا المجتمع؛ لأن هذا المجتمع في هذه البلاد ولله الحمد ما زال بخير، يمتاز به على سائر الناس في البلدان الأخرى... يحكم فيه شرع الله سبحانه وتعالى، والولاية فيه ولله الحمد ولاية مسلمة مؤمنة؛ لا نقول: إن عندها الكمال في كل شيء، وما عندنا من النقص يمكن إصلاحه بالمناصحة الشرعية، كذلك هذه البلاد على عقيدة التوحيد، ليس فيها قباب أو أضرحة تعبد من دون الله، ليس فيها مزارات شركية كما في البلاد الأخرى، وهي بلاد الحرمين الشريفين، ترفل بالأمن والاستقرار، نأمن على أنفسنا وأموالنا وعلى أولادنا، بينما البلاد الأخرى على تخوف.

فكروا يا عباد الله بهذه النعمة، والنعمة تستوجب الشكر، فإن لم تشكر فإنها تزول {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، فعلى شباب المسلمين أن يتذكروا هذه النعمة، وأن يسعوا في بقائها وإصلاح ما يحصل فيها من خلل بالطرق الصحيحة، وعليهم أن يحذروا كل الحذر من المفسدين الذين يتسمون باسم الدعوة وباسم الإسلام، وهم ينشرون العداوة والأحقاد بين المسلمين، ويتصيدون في الماء العكر، ويتلمسون الزلات البسيطة ليكبروها، حتى يجعلوها كأنها جرائم ليس لها علاج وليس لها إصلاح، وأنها كفر، وأنها، وأنها...

علينا أن نحذر من هذا النوع من الناس، وإن تلبسوا باسم الإسلام وباسم الدعاة؛ لأن الداعية من صفاته الإخلاص والسعي بالإصلاح والسعي بإزالة الفرقة بين المسلمين.

أما هذه الدعوة التي تفرق بين الناس وتشتتهم؛ فهذه دعوة إلى الفتنة؛ فالذي يشهر بالأخطاء والذي ينشر المخازي والذي يقنط الناس من الإصلاح؛ فهذا داعية سوء، علينا أن نحذر من أمثال هؤلاء، وأن نعود إلى رشدنا، وأن نشكر نعمة الله علينا، وأن نقبل على تعلم العلم النافع، وأن نزيل ما بيننا من الاختلاف بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


وقفه :-

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لرجل همّ بطلاق امرأته ( لِمَ تطلِّقها ؟ ) قال : لا أحبها . فقال عمر رضي الله عنه ( أوكلُّ البيوت بُنيت على الحب ؟ فأين الرعاية والتذمم )

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه