الموضوع: تلبيس إبليس
عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 21-12-2004, 02:35 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

تلبيسه على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر





وهم قسمان :- عالم وجاهل

فدخول إبليس على العالم من طريقين :-

الطريق الأول :-

التزين بذلك وطلب الذكر والعجب بذلك الفعل :-

روينا بإسناد عن أحمد بن أبي الحواري ، قال :- سمعت ابا سليمان ، يقول : سمعت أبا جعفر المنصور يبكي في خطبته يوم الجمعة ، فاستقبلني الغضب وحضرتني نية أن اقوم فأعظه بما أعرف من فعله إذا نزل ، قال : فكرهت أن أقوم إلى خليفة فأعظه والناس يرمقونني بأبصارهم ، فيأمر بي فأقتل ، فجلست وسكتّ .

والطريق الثاني :-

الغضب للنفس ، وربما كان ابتداء ، وربما عرض في حالة الأمر بالمعروف لأجل ما يلقى به المنكر من الإهانة ، فتصير خصومة لنفسه ، كما قال عمر بن عبدالعزيز لرجل : لولا أني غضبان لعاقبتك ، وإنما أراد : أنك أغضبتني ، فخفت أن تمتزج العقوبة من غضب الله ولي .

فأما إذا كان الآمر بالمعروف جاهلاً ، فإن الشيطان يتلاعب به ، وإنما كان إفساده في أمره أكثر من إصلاحه ، لأنه ربما نها عن شيء جائز بالإجماع ، وربما أنكر ما تأول فيه صاحبه وتبع فيه بعض المذاهب ، وربما كسر الباب وتسور الحيطان وضرب أهل المنكر وقذفهم ، فإن أجابوه بكلمة تصعب عليه صار غضبه لنفسه ، وربما كشف ماقد أمر الشرع بستره . (( كما يفعل بعض كتّاب المنتديات هداهم الله من قولهم " حدثني ثقه بأن رجال الحسبه قبضو على رجل يفعل في مدينه كذا وكذا والعجيب ان يسمي المدينه وهكذا نسأل الله السلامه )) .

وقد سئل أحمد بن حنبل عن القوم يكون معهم المنكر مغطى ، مثل طنبور ومسكر ، قال : إذا كان مغطى فلا تكسره . وقال في روايه أخرى : أكسره .

وهذامحمول على أنه يكون مغطى بشيء خفيف يصفه فيتبين ، والاولى على أنه لا يتبين .

وسئل عن الرجل يسمع صوت الطبل والمزمار ولا يعرف مكانه ، فقال :- ولا عليك ماغاب عنك ، فلا تفتش . وربما رفع هذا المنكر أهل المنكر إلى من يظلمهم . وقد قال أحمد ابن حنبل : إن علمت أن السلطان يقيم الحدود فارفع إليه .

ومن تلبيس إبليس عن المنكِر :-

أنه إذا أنكر جلس في مجمع يصف ما فعل ويتباهى به ، ويسب أصحاب المنكر سبّ الحنق عليهم ويلعنهم . ولعل القوم قد تابوا ، وربما كانوا خيراً منه ، لندمهم وكبره ، ويندرج في ضمن حديثه كشف عوارات المسلمين ، لأنه يُعلم من لا يُعلم ، والستر على المسلم واجب مهما امكن .

وسمعت عن بعض الجهلة بالإنكار أنه يهجم على قوما ما ( أي دون أن يتيقن ويتثبت ) ما عندهم ، ويضربهم الضرب المبرح ، ويكسر الأواني . وكل هذا يوجبه الجهل .

فأمَّا العالم إذا أنكر فأنت منه على أمان . وقد كان السلف يتلطفون في الإنكار . ورأى صلة بن أشيم رجلاً يكلم امرأة ، فقال : إن الله يراكما ، سترنا الله وإياكما .

وكان يمر بقوم يلعبون ، فيقول : يا إخواني ما تقولون فيمن أراد سفراً فنام طول الليل ولعب طول النهار ، متى يقطع سفره ؟ فانتبه رجل منهم ، فقال : ياقوم إنماا يعنينا هذا ، فتاب وصحبه .


وأولى الناس بالتلطف في الإنكار على الأمراء فيصلح أن يقال لهم :- إن الله قد رفعكم فاعرفوا قدر نعمته ، فإن النعم تدوم بالشكر ، فلا يحسن أن تقابل بالمعاصي .

((( لا ان تقول او تكتب كما يكتب بعض الناس من السب والشتم وأن تتمنا ان يموت ولي الأمر وبعض الناس يدعم مقالته بالصور والمشاهد فقط لا لشيء ولكن لغاية يريدها في نفسه نسأل الله السلامه ))))

وقد لبس إبليس على بعض المتعبدين ، فيرى منكراً فلا ينكره ، ويقول :- إنما يأمر وينهى من قد صلح ، وأنا لست بصالح ، فيكف آمر غيري ، وهذا غلط ، لأنه يجب عليه أن يأمر وينهى ، ولو كانت تلك المعصية فيه . إلاّ أنه متى أنكر متنزهاً عن المنكر أثر إنكاره ، وإذا لم يكن متنزهاً لم يكد يعمل إنكاره ، فينبغي للمنكر أن ينزه نفسه ليؤثر إنكاره .

قال ابن عقيل : رأينا في زماننا أبا بكر الإفقالي في أيام القائم وهو االخليفه أبو جعفر عبدالله بن القادر بالله أحمد بن إسحاق بن المقتدر جعفر العباسي البغدادي . إذا نهض لإنكار منكر استتبع معه مشايخ لا يأكلون إلاّ من صنعة أيديهم : كأبي بكر الخبّاز ، شيخ صالح أضر من أطلاعه على التنور ، وتبعه جماعة ما فيهم من يأخذ صدقة ، ولا يدنس بقبول عطاء ، صوام النهار قوام الليل أرباب بكاء ، فإذا تبعه مخلط ردّه وقال : متى لقينا الجيش بمخلط أنهزم الجيش .



للفائدة




حكم الإنكار العلني فوق المنابر

السؤال بتاريخ 2003-05-31 11:57 م السؤال : : هل ورد في الكتاب أو السنة الإنكار العلني على الولاة من فوق المنابر ؟؟


الجواب بتاريخ 2003-06-01 12:00 ص الجواب : الحقيقة أن الإنكار العلني على الولاة أمر محدث ، ولم يكن من أصول السنة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئا من معصية الله ، فليكره ما يأتي ولا ينزعن يدا من طاعة )) ،

وهكذا يقول نبي الهدى صلى الله عليه وسلم إذا فلا يجوز الإنكار العلني على المنابر ؛ لأن الإضرار التي تترتب عليه أكثر من فائدته، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالنصيحة لعامة المسلمين ولخاصتهم ، فقال كما في حديث تميم الداري رضي الله عنه : (( الدين النصيحة ؛ الدين النصيحة؛ الدين النصيحة )) قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال: (( لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم))

لكن النصيحة لأئمة المسلمين بأي صورة تكون، ينبغي أن تكون بصفة سرية ؛ وقد قال أسامة بن زيد رضي الله عنه لما قيل له ألا تكلم عثمان رضي الله عنه ، فقال أتضنون أني لا أكلمه إلا أن أسمعكم) يعني أني أكلمه سرا .

إذا الأصل هكذا في السنة ، ومن يقف على المنبر ويقول : رسالة إلى الملك الفلاني ، أو إلى الوزير الفلاني أو ما أشبه ذلك ، فهو مخطئ بل يجب عليه إن كان يرى شيئا من المنكر؛ يجب عليه أن يرسل نصيحة سرية، فإن قبلت فليحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك ، وإن لم تقبل فليعلم أن ذمته قد برئت ، وليس عليه شيء بعد هذا

(( الفتاوى الجلية عن المنهاج الدعوية ))

الشيخ أحمد بن يحيى النجمي


وقفه :-

ما من عامل يعمل عملاً إلا كساه الله رداء عمله " عثمان بن عفان رضي الله عنه "

الحقاق



--------------------------------------------------------------------------------
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه