عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 30-12-2004, 04:53 PM
الحـارق الحـارق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
المشاركات: 438
إفتراضي القذافي والزعامة المتورمة

كل زعامات العالم، وقادة الشعوب حين تفتح صفحاتها في التأريخ تجد لهم أعمالاً عظيمة ومضيئة، وإنجازات مبهرة، ومواقف رجولية واعية ومفكرة، ولا يخلو هذا التأريخ من بعض مواقف الضعف، ومواطن الخلل، وممارسات الخطأ، ذلك أنهم بشر يعملون فيخطئون ويصيبون، غير أن سمات القيادة، ومواصفات الرمز القيادي والقومي تظل تبرز في تاريخهم كومضات لامعة تضيء سيرتهم التاريخية.
كل زعامات العالم هكذا، ينصفهم التأريخ عبر أعمالهم الكبيرة، وقراراتهم الجريئة في مسيرة صنع شعوبهم، وكتابة التأريخ، ويقف الدارس والباحث والمؤرخ عند لحظات من التردي والانكسار والمواقف التي أحدثت نوعاً من الهزائم في مسيرة الكيانات.
هكذا سنة الحياة، وقوانين الكون، ومسيرة الرموز.
رجل واحد..
واحد فقط.. ولا غيره.
سيرته، وتاريخه منذ أن طفا على سطح السياسة العربية، ووجد كطفل في ظل جمال عبدالناصر، وقادته الظروف لأن يكون على قمة هرم السلطة في ليبيا، لا تجد في تاريخه سطراً واحداً فيه بصيص إضاءة. أو عملاً يصنف أنه مدماك في مسيرة شعبه، أو أمته العربية والإسلامية، ولا يمكن أن تعثر على ممارسة تعطي المؤشر بأنك أمام زعامة تُحترم.
معمر القذافي.
لو أُخضع لفحوصات طبية لمدى سلامة قواه العقلية لكان التقرير بالتأكيد موصياً بأن مكانه الطبيعي هو مصحة عقلية، وليس كرسي الحكم في بلد لدى شعبه من الخصائص الجيدة والرائعة ما يؤهله لأن يكون بلداً فاعلاً ومؤثراً في مسيرة هذه الأمة، وصنع مستقبلاتها. والإسهام في القضاء على داءاتها وأمراضها وأوجاعها. ولدى الوطن من الثروات الكبيرة ما يمكنه من احتلال مكانة قيادية مؤثرة في التأريخ، والحدث، ومسارات الأمور والقضايا.
منذ أن وجد معمر القذافي على قمة الهرم السلطوي في ليبيا، وهذا الوطن يخرج من أزمة ليدخل في أزمة أخرى أكبر فداحة من سابقتها. ويخرج من نفق مظلم معتم ليدخل في نفق آخر أكثر عتمة، وأكثر حفراً من الآخر، ذلك بفعل الجنون الذي هو سمة القائد، وبفضل الحماقات التي يقدم عليها واحدة بعد أخرى.
الحماقات هي الأبرز في تاريخ هذا الإنسان المريض.
الأعمال اللامسؤولة هي نتاج تفكير هذا الكائن المتخلف عقلياً.
بدد ثروات ليبيا.
أهدر كل مواردها.
عبث بكل مقدراتها البشرية والطبيعية.
استباح كرامة الشعب الليبي، وقيمه، وشهامته، وأصالته العربية ليضعها رهن نزواته وحماقاته وجهله.
لم يُبق شيئاً لليبيا الوطن، والإنسان، الجغرافيا، والسياسة، المواطن، والأرض.
ولعل كل من زار ليبيا يتذكر كيف يعطى له "السِّفر الخالد" الكتاب الأخضر في المطار عند الدخول. ويطلب منه حفظه في مكان إقامته في ليبيا، ولو كانت المدة يوماً واحداً، ولا يسمح له بالخروج من أي ميناء من الموانئ إلا بعد، "تسميعه" غيباً وعن ظهر قلب أمام موظف منح سمة الخروج..!!.
أليس هذا الرجل مجنوناً.. مجنوناً.. مجنوناً.
هذه زعامة عربية..
ماذا سيحكي التأريخ عنها.؟؟
التأريخ إن حكى.. كارثة..!؟.


راشد فهد الراشد..