عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 30-12-2004, 08:57 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

القذافي الغريق يستبدل تاريخه ومشاريعه وأفكاره ويمسك بقشة إسرائيل

تلخص القصة التي رواها مسؤولون في الاستخبارات البريطانية حول الطريقة التي استخدمها معمر القذافي للتخلص من "تاريخه ومشاريعه وأفكاره القديمة" كل ما يمكن أن يقال عن الرجل الذي حكم واحدة من أغنى دول العالم فأسكن الفقر في كل بيوتها تماما كما أسكن أشياء كثيرة أهمها القمع والاستبداد وحكم الفرد إضافة إلى صوره المفروضة على الجميع... بحكم القانون.

أما القصة ذاتها فتقول إن العقيد، الذي قدم نفسه على امتداد ما يربو على 30 عاما كحامل للواء الشجاعة ، لم يحتمل مشهد قتل ولدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين في الموصل يوم 22 يوليو 2003 فسارع وكلف أحد أبنائه بالاتصال بالبريطانيين ، وعلى الفور قام الابن الذي يجهز للحكم بالاتصال بضابط بريطاني وقال له بالنص :" أنا ابن العقيد معمر القذافي ، أريد أن أتحدث مع أي مسؤول" ، فكان ذلك فتحا لباب واسع عبرته الدول الغربية وبالذات بريطانيا والولايات المتحدة باتجاه فرض شروطها بالكامل و أولها تغيير صفة العقيد من " ثائر" إلى " مجرد منفذ للأوامر والتعليمات".

أمروه بالاعتذار عن ثوريته ففعل . طالبوه بالدخول في علاقات مع إسرائيل فجعل من ليبيا ساحة مفتوحة أمام الوفود الصهيونية التي تجولت على شواطئ برقة وطرابلس وكأنهما - للأسف - تل أبيب . وقبل أن يطالبوه بالكشف عن بقايا مشاريعه القديمة بادر بالإعلان عن برنامجه النووي ، ثم زاد على ذلك فشحن كل مواد هذا البرنامج ومعداته إلى الولايات المتحدة التي رأت في ذلك " نموذجا يجب على الدول الأخرى مثل إيران وسوريا أن تقتدي به " .

كان العقيد يظن أن خطواته المتسارعة باتجاه الغرب ، رغم ما فيها من مهانة لشعبه ، وكذا أمته ، تبعد أولاده عن مصير ولدي صدام ، بل و تبعده هو شخصيا عن مصير صدام. دون أن يتذكر أن آلاف الليبيين تعرضوا لمصير مشابه دون ذنب سوى شبهة انتماء لمعارضة مقموعة أو دفاع عن حق سليب . ودون أن يجدوا كذلك من يسمع لهم شكوى ، أو يوفر لهم اتصالا بجهاز استخبارات في الشرق أو الغرب .

أما أهالي هؤلاء الضحايا فلم يجدوا غير الدهشة وهم يتابعون القذافي وهو يحادث الغرب عن استعداده للإصلاح متناسيا مقولاته الشهيرة حول ضرورات سحق المعارضة ومنها ما قاله في عام 1975 وذكر فيه "المعارضة لابد أن تسحق، الأديان سحقت معارضيها، والله يسحق معارضيه الذي هو خالقهم، وكل واحد يسحق معارضيه .. لابد أن المعارضة .. تسحق تسحق تسحق" وكذلك مقولته "نحن عندما نسحق فردا ضد الثورة هذا يعني أنه من أعوان الشيطان، ولما نرغب في سحق عنصر من عناصر الشر ، فهذا جهاد، وهذا ثواب، وهذا فرض".

الأهم من الكلام في تاريخ القذافي كان الفعل وفي إطاره مارست الأجهزة الأمنية الليبية العديد من الجرائم الموثقة لدى المنظمات الدولية ، و منها - على سبيل المثال - اغتيال محمد سالم الرتيمي في روما (21 مارس 1980) محمد مصطفى رمضان في لندن (11 أبريل 1980) عبد الجليل عارف في روما (19 أبريل 1980) عبد اللطيف المنتصر في بيروت (21 أبريل 1980) محمود عبد السلام نافع في لندن (25 أبريل 1980) عبد الله محمد الخازمي في روما (10 مايو 1980) عمران المهدوي في بون (10 مايو 1980) محمد فؤاد أبو حجر في روما (20 مايو 1980 ) و أبو بكر عبد الرحمن في أثنيا (21 مايو 1980) عبد الحميد الريشي في روما (28 مايو 1980) و عزالدين الحضيري في ميلانو (11 يونيو 1980) و صالح ابوزيد الشطيطي في أثينا( يونيو 1984).

أكثر من ذلك قامت الأجهزة الليبية بمحاولات لاغتيال المعارضين البارزين مثل رئيس الوزراء السابق عبدالمنعم الهوني في مصر ( 1985) ، كما قامت باختطاف وزير الخارجية السابق منصور الكيخيا الذي اختفى قسريا، في مصر، منذ 10 ديسمبر 1993.

أما اغرب القضايا التي تورط فيها القذافي فهي قضية اختفاء المرجع الشيعي اللبناني موسى الصدر ببيروت مع اثنين من مرافقيه في عام 1977 علما بأن نجل الصدر وزوجتي مرافقيه كانوا تقدموا بشكوى مباشرة ضد معمر القذافي وأعضاء حكومته بجرم خطفهم وحجز حريتهم بينما أصدرت جهة لبنانية إنذارا وتهديدا للقذافي ثم منعته من دخول بيروت لحضور القمة العربية عام 2001.

وما خفي كان أعظم
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }