عرض مشاركة مفردة
  #63  
قديم 03-01-2005, 11:17 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس التاسع والعشرون /2




قولُ الله سبحانه وتعالى (ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) البينة : 5 .

الــشـــرح :-

قوله تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله ..... ) إلخ أي لم يأمر الله تعالى أهل الكتاب ولا غيرهم من أهل الشرك والكفر إلا بعبادة الله ربهم فعبادته تعالى لا غضاضة فيها ولا ذل ولا إهانة للعباد ؛ لأن الله تعالى هو خالقهم ورازقهم ومدبر حياتهم فعبادته واجبة فطرة وعقلاً ، فلم إذاً يختلفون فيها ويترددون ؟ وقوله ( مخلصين له الدين ) أي حال كون عبادتهم المأمورين بها خالصة لله تعالى ، فلا يُشْركوا فيها غيره ؛ إذ الشرك فيها يفسدها فلا تزكى أنفسهم . وقوله ( حُنفاء ) أي مائلين عن ملل الشرك والكفر إلى ملّة الإسلام التي هي ملة إبراهيم عليه السلام . وقوله ( ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ) أي بعد الإقرار بالتوحيد والإشهاد به إذ لا بد لمن أراد الدخول في الإسلام أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ، ثم يأتي بباقي العبادات . وهذا هو ( دين ) الملة ( القيمة ) أي المستقيمة الموصلة إلى رضا الرب وجنات الخلد .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية وردد قراءتها والمستمعون يرددونها حتى يحفظها أكثرهم .

2- اقرأ الشرح بتأن وقف عند كل معنى وبيّنه وردد بيانه حتى يفهم .

3- علمهم أن إخلاص العبادة لله يحتاج إلى نية وهي عزم القلب على العمل ، لذا دلّت هذه الآية على وجوب النية لكل عبادة يعبد بها العبد ربه تعالى .

4- علمهم أن سائر الأديان باطلة إلا الإسلام ، إذ هو دين الملة القيّمة ، فاليهودية والنصرانية والمجوسية والبوذية كلها باطلة وأهلها كافرون .

5- ذكّرهم بأن الإسلام قام على خمس قواعد وهي الشهادتان وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام . فإذا سقطت قاعدة من هذه الخمس سقط كله ولا يقبل من صاحبة .


** *** **




للفائدة



السؤال:

أَيُّمَا أَوْلَى مُعَالَجَةُ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ مِنْ قَلْبِك مِثْلُ : الْحَسَدِ وَالْحِقْدِ وَالْغِلِّ وَالْكِبْرِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَرُؤْيَةِ الأَعْمَالِ وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، مِمَّا يَخْتَصُّ بِالْقَلْبِ مِنْ دَرَنِهِ وَخُبْثِهِ ؟ أَوْ الاشْتِغَالُ بِالأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ : مِنْ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَأَنْوَاعِ الْقُرُبَاتِ : مَنْ النَّوَافِلِ وَالْمَنْذُورَاتِ مَعَ وُجُودِ تِلْكَ الأُمُورِ فِي قَلْبِهِ ؟ أَفْتُونَا مَأْجُورِينَ .

الجواب:

الحمد لله مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَاجِبٌ : وَأَنَّ لِلأَوْجَبِ فَضْلا وَزِيَادَةً ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيمَا يَرْوِيه عَنْهُ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم : { مَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْت عَلَيْهِ } ، ثُمَّ قَالَ : { وَلا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ } وَالأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ لا تَكُونُ صَالِحَةً مَقْبُولَةً إلا بِتَوَسُّطِ عَمَلِ الْقَلْبِ فَإِنَّ الْقَلْبَ مَلِكٌ وَالأَعْضَاءُ جُنُودُهُ ، فَإِذَا خَبُثَ الْمَلِكُ خَبُثَتْ جُنُودُهُ ; وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ } وَكَذَلِكَ أَعْمَالُ الْقَلْبِ لا بُدَّ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي عَمَلِ الْجَسَدِ وَإِذَا كَانَ الْمُقَدَّمُ هُوَ الأَوْجَبُ [ سَوَاءٌ ] سُمِّيَ بَاطِنًا أَوْ ظَاهِرًا فَقَدْ يَكُونُ مَا يُسَمَّى بَاطِنًا أَوَجَبَ مِثْلُ تَرْكِ الْحَسَدِ وَالْكِبْرِ فَإِنَّهُ أَوَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ نَوَافِلِ الصِّيَامِ وَقَدْ يَكُونُ مِمَّا سُمِّيَ ظَاهِرًا أَفْضَلَ : مِثْلُ قِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ مُجَرَّدِ تَرْكِ بَعْضِ الْخَوَاطِرِ الَّتِي تَخْطُرُ فِي الْقَلْبِ مِنْ جِنْسِ الْغِبْطَةِ وَنَحْوِهَا وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عَمَلِ الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ يُعِينُ الآخَرَ وَالصَّلاةُ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَتُورِثُ الْخُشُوعَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الآثَارِ الْعَظِيمَةِ : هِيَ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ وَالصَّدَقَةُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ." انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( مجموع الفتاوى 6/381)

فلا فصل بين صلاح الباطن وإصلاح الظاهر .

والعبادات الظاهرة التي يمارسها الإنسان بجوارحه فإنها – إذا أراد بها وجه الله – تؤثر إيجاباً في باطنه ولا شك .

ومن أمثلة ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْر " رواه النسائي (2386) وصححه الألباني في صحيح النسائي (2249)

ووحر الصدر : غيظة وحقده وحسده .

ومن العلاجات المهمة لأمراض القلب التدبر والتفكر في نصوص الوعيد على من ترك هذه الأمراض ترتع في قلبه كقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر " رواه مسلم (91) .

وحديث قول النار : " أُوثرت بالمتكبرين " رواه البخاري (4850) ومسلم (2846)

وحديث : " يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال " رواه الترمذي (2492) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2025) .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " رواه الترمذي (2510) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2038)

فمن تأمل بعين البصيرة مثل هذا الوعيد على هذه الأمراض القلبية فإنه ولا شك سيجاهد نفسه في تطهير قلبه منها ، ويستعين على ذلك بأعمال الجوارح ويدعو ربه أن ينقي قلبه من الغلِّ والحسد والحقد وغيرها كما قال تعالى عن دعاء المؤمنين : { ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا } .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

وقفه :-

أطوع الناس لله اشدهم بغضاً لمعصيته " أبو بكر الصديق رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه