عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 07-01-2005, 04:22 PM
قلم المنتدي قلم المنتدي غير متصل
فـــوق هام السحــب
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
الإقامة: ksa
المشاركات: 1,478
إفتراضي

قال سماحة الإمام عبد العزيز بن باز منكراً على من أراد الخروج على هذه الدولة بقول أو فعل: "وهذه الدولة بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها، وإنما الذي يستبيحون الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج ، الذين يكفرون المسلمين بالذنوب، ويقاتلون أهل الإسلام، ويتركون أهل الأوثان، وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم إنهم: (( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)) وقال: (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة )) متفق عليه. والأحاديث في شأنهم كثيرة معلومة ))([5]) .

وقال الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : (( ولا ريب أن بلادنا من أحسن البلاد الإسلامية وأقومها بشعائر الله على ما فيها من نقص وضعف ))([6]) .

وقال – رحمه الله وغفر له - في "بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من الكتاب والسنة، وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك" ومحذرا من الدعوات الباطلة والضالة واصفا أصحابها بأنهم دعاة شر عظيم :

فكان مما قال : "صارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والإخلاص له، والبعد عن البدع والضلالات، ووسائل الشرك .."

وقال: "وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق، ونصر بها الدين، وجمع بها الكلمة، وقضى بها على أسباب الفساد وأمّن الله بها البلاد، وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله، وليست معصومة، وليست كاملة، كلٌّ فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص، وعلى إزالة النقص، وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة، والزيارة الصالحة، لا بنشر الشر والكذب، ولا بنقل ما يقال من الباطل ...".

وسئل الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - عن من يقول: أن أكثر الشر في بلد التوحيد مصدره الحكومة، وأن ولاتها ليسوا بأئمة سلفيين؟

فقال: "ردنا على هذا أنهم كالذين قالوا للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أنه مجنون وشاعر وكما يقال: لا يضر السحاب نبح الكلاب، لا يوجد والحمد لله مثل بلادنا اليوم في التوحيد وتحكيم الشريعة وهي لا تخلو من الشر كسائر العالم، بل حتى المدينة في عهد النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- كان فيها من بعض الناس شر... ".

وقد سئل الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - عمن يكفر حكام المسلمين فقال: "هؤلاء الذين يكفّرون؛ هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، والكافر من كفّره الله و رسوله، وللتكفير شروط؛ منها: العلم، ومنها: الإرادة؛ أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه، وأراد المخالفة، ولم يكن متأولاً ...".

ثم بعد ذلك يستنكر علينا أسامة بن لادن وأتباعه وصفنا لهم بأنهم خوارج مع أنه كلام علمائنا وهو مقتضى النصوص الشرعية وما عليه السلف الصالح.

قال الإمام الآجري -رحمهُ اللهُ- : "وقد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله -عزَّ وجلَّ الكريم- عن مذهب الخوارج ، ولم ير رأيهم ، وصبر على جور الأئمة ، وحيف الأمراء ، ولم يخرج عليهم بسيفه ، وسأل الله العظيم كشفَ الظلم عنه ، وعن جميع المسلمين ، ودعا للولاة بالصلاح ، وحجَّ معهم ، وجاهد معهم كلَّ عدو للمسلمين ، وصلى خلفهم الجمعة والعيدين ، وإن أمروه بطاعتهم فأمكنه طاعتهم أطاعهم ، وإن لم يمكنه اعتذر إليهم ، وإن أمروه بمعصية لم يطعهم ، وإن دارت بينهم فتنة لزم بيته ، وكفَّ لسانه ويده ، ولم يهو ما هم فيه ، ولم يُعِن على فتنته ، فمن كان كل هذا وصفه كان على الطريق المستقيم -إن شاء الله تعالى-"([7]) .

وقال –أيضاً-: "لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء عصاة لله ولرسوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وإن صلُّوا وصاموا واجتهدوا في العبادة ، فليس ذلك بنافع لهم ، وإن أظهروا الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر، وليس ذلك بنافع لهم.

لأنَّهم قوم يتأوَّلون القرآن على ما يهوون ، ويُمَوِّهون على المسلمين ، وقد حذَّرنا الله -عزَّ وجلَّ- منهم ، وحذَّرنا النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم-، وحذرناهم الخلفاء الراشدون بعده ، وحذَّرناهم الصحابة -رضي اللهُ عنهم- ، ومن تبعهم بإحسان -رحمة الله تعالى عليهم- .

والخوارج هم الشراة الأنجاس الأرجاس ومن كان على مذهبهم من سائر الخوارج، يتوارثون هذا المذهب قديماً وحديثاً ، ويخرجون على الأئمة والأمراء ويستحلُّون قتل المسلمين" ([8]) .

وقال -رحمه الله- : "ومما يتبع الحرورية من المتشابه قول الله -عزَّ وجلَّ- : {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } ويقرؤون معها : {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ}. فإذا رأوا الإمام يحكم بغير الحقِّ قالوا : قد كفر ، ومن كفر عدل بربِّه فقد أشرك ، فهؤلاء الأئمة مشركون، فيخرجون فيفعلون ما رأيت ، لأنهم يتأوَّلون هذه الآية"([9]) .

ثم قال -رحمه الله- :"فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام عدلاً كان الإمام أو جائراً ، فخرج ، وجمع جماعة ، وسلَّ سيفه ، واستحلَّ قتال المسلمين ؛ فلا ينبغي أن يُغْتَرَّ بقراءته للقرآن ، ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صيامه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه مذهب الخوارج"

وهكذا أجمع السلف -رحمهم الله- على ذمِّ أهل البدع والتحذير منهم ، وبيان سوء عاقبتهم ، وأن نهايتهم الخروج على جماعة المسلمين وإمامهم ، واستحلال دمائهم .

فاحذر –حماك الله من الفتن- منهم ، فإنَّهم قوم سوء ، فقد حذَّرك الله منهم ، وحذَّرك رسولك -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- منهم ، وحذَّرك الخلفاء الراشدون منهم ، وحذَّرك الصحابة والتابعون والسلف منهم ، فاحذر ما حذَّرك الله منه ، وما حذَّرك رسوله منه ، وما حذَّرك الصحابة والسلف منه ، فإنه لا يهلك على الله إلا هالك .

وخلاصة الرد على كلام أسامة بن لادن الأخير بما يلي:

1- أن أسامة بن لادن يكفر جميع حكام العرب ، ويزعم سقوط شرعيتهم وهذا هو قول الخوارج فغالب حكام العرب مسلمون وأخصهم حكام الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- تجب طاعتهم في غير معصية الله.

2- أن أسامة بن لادن لم يكتف بما حل بديار من المسلمين من البلاء بسببه وسبب أتباعه وأشباههم بل حمل غيره مسؤلية ما تسبب به ، ودعا عتاةَ الخوارج لشد الرحال إليه لتكوين مجلس شورى كهوفي!!

3- أن أسامة بن لادن يدافع عن المفجرين في ديار المسلمين كالمفجرين في الرياض ويصفهم بأنهم شهداء!!

وقد علم الله وعلم المؤمنون أنهم خوارج مارقون.

4- انه يتهم بلاد المسلمين وحكامهم بأنهم غير قادرين عن الدفاع عن المسلمين فليت شعري ما الذي قام به أسامة بن لادن وجميع الخوارج من دفاع عن المسلمين ؟!!

أليس هم من تسبب بدمار أفغانستان وجلب الجيوش إليها؟ فأين دفاعه عن المسلمين؟ فهل الاختباء في المغارات كفعل المنافقين وعمل التفجيرات هنا وهناك أعادت مجد المسلمين أو طردت الغزاة والمعتدين؟!! لا والله بل زادت من كَلَبِهِم وتكالبهم على بلاد المسلمين .

ولكن أسمة بن لادن من الذين لا يفقهون ولا يعقلون.

5- أن أسامة بن لادن يحكم بغير الشريعة الإسلامية بل من المحاربين لها ولكن باسم الإسلام.

6- أن أسامة بن لادن متمسك بالزعامة محب لها لذا طالب بمجلس حل وعقد في غير بلاد حكام العرب أي عنده في الكهوف ليكون هو الزعيم وهذه آفة الخوارج

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : "ومما ينبغي أن يعلم ؛ أنَّ أسباب هذه الفتن تكون مشتركة ، فَيَرِدُ على القلوب من الواردات ما يمنع القلوب عن معرفة الحق وقصده ، ولهذا تكون بِمَنْزِلَة الجاهلية ، والجاهلية ليس فيها معرفة الحق ولا قصده ، والإسلام جاء بالعلم النافع ، والعمل الصالح ، بِمَعْرِفَة الحق وقصده ، فيتفق أنَّ بعض الولاة يظلم ، فلا تصبر النفوس على ظلمة، ولا يمكنها دفع ظلمة إلا بما هو أعظم فساداً منه ، ولكن لأجل محبة الإنسان لأخذ حقه ، ودفع الظلم عنه ؛ لا ينظر في الفساد العام الذي يتولد عن فعله ، ولهذا قال النبي --: ((إنكم ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)).

فقد أمر النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- المسلمين بأن يصبروا على الاستئثار عليهم ، وأن يطيعوا ولاة أمورهم وإن استأثروا عليهم ، وأن لا ينازعوهم الأمر .

وكثير ممن خرج على ولاة الأمور ، أو أكثرهم ؛ إنَّما خرج لينازعهم مع استئثارهم عليه، ولم يصبروا على الاستئثار ، ثم إنه يكون لولي الأمر ذنوبٌ أخرى ، فيبقى بغضه لاستئثاره يعظم تلك السيئات ، ويبقى المقاتل له ظاناً أنه يقاتله ، لئلا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله ، ومن أعظم ما حرَّكَه عليه طلب غرضه: إما ولاية ، وإما مال"([10]) .

فيا أيها الغافل استيقظ واعرف عدوك ، ويا أيها المغتر تعرف على أقوام غارقين في الباطل ولكنك إذا سمعتهم وما يظهرون من دعوى الإصلاح اغتررت بهم.

فمن يعتصم بالكتاب والسنة، ويعرف أحوال المنافقين والخوارج المارقين لا يشتبه عليه حال أسامة بن لادن –كفى الله المسلمين شرَّه- ، بل حاله أظهر من الشمس في رابعة النهار .

فاعتصموا أيها المسلمون بالله ، واطلبوا منه –تعالى- أن يهديكم الحق، وأن يصرف عنكم داعي الباطل .

وفي الختام أسأل الله أن يصلح حال المسلمين ، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كيد الأعداء ، وأن يوفق ولاة أمورهم لما فيه الخير والصلاح.

وأسأله تعالى أن يحفظ الدولة السعودية وأن يحميها من كل سوء ومكروه ، وأن يعز بها دينه ، ويعلي بها كلمته ، وأن يوفقها لاجتثاث الخوارج والإرهابيين من جذورهم .

وأسأله تعالي أن يخزي الخوارج ، وأن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يجعل تدبيرهم تدميراً عليهم .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي –كان الله له-.