
13-01-2005, 06:56 AM
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
|
|
البقية =======
ويختص الرسول صلى الله عليه وسلم بالشفاعة العظمى، وهي شفاعته لأهل الموقف يوم القيامة بأن يقضي الله بينهم، وكذا الإيمان بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها، وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة، وهذه الشفاعة تتكرر منه صلى الله عليه وسلم أربع مرات، وبأن الله تعالى يُخرج من النار أقواماً من المؤمنين بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته، فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا، ناسٌ من أهلِ البصرة، فذهبنا إلى أنس بن مالك، وذهبنا معنا بثابتِ البُناني إليه، يسأله لنا عن حديث الشفاعة، فإذا هو في قصره، فوافقناه يصلي الضحى، فاستأذنا، فأذن لنا وهو قاعد على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيءٍ أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة، هؤلاء إخوانك من أهل البصرة، جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال: إذا كان يوم القيامة، ماج الناس بعضهم في بعض، فيأتون آدم، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها ولكن عليكم بإبراهيم، فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى، فإنه كليم الله، فيأتون موسى، فيقول: لست لها، لكن عليكم بعيسى، فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها، لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأَخِرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، واشفع تُشفَّع، وسَلْ تُعط، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرِج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أَخِرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، واشفع تشفع، وسل تعط، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان، فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل. قال: فلما خرجنا من عند أنس، قلت لبعض أصحابنا لو مررنا بالحسن، وهو متوارٍ في منزل أبي خليفة، فحدثناه بما حدثنا به أنس بن مالك، فأتيناه، فسلمنا عليه، فأذن لنا، فقلنا له: يا أبا سعيد، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة، فقال: هيه ؟ فحدثاه بالحديث، فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: هيه ؟ فقلنا لم يزد لنا على هذا، فقال: لقد حدثني وهو جميع، منذ عشرين سنة، فما أدري، أنسي أم كره أن تتكلوا ؟ فقلنا: يا أبا سعيد، فحدِّثنا، فضحِك وقال: خُلق الإنسان عجولاً ! ما ذكرتُهُ إلا وأنا أريد أن أحدِّثكم، حدَّثني كما حدَّثكم به، قال: ثم أعود الرابعة، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجداً، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: وعِزَّتي وجلالي، وكبريائي وعظمتي، لأُخرِجَنَّ منها من قال: لا إله إلا الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط).
ومن ذلك إيمانهم بحوض النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة قال تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر: 1]، أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبداً)، وأخرج أيضاً في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء)، وأخرج في صحيحه أيضاً عن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليردن عليَّ ناسٌ من أصحابي الحوض، حتى إذا عرفتهم اختُلجوا دوني، فأقول: أصيحابي ؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
ومن ذلك إيمانهم بالميزان قال تعالى: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ) [الأعراف: 8-9]، وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).
ومن ذلك إيمانهم بالصراط قال تعالى: (وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) [يس: 66]، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثٍ طويل وفيه: (ويُضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يُجيز، ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذٍ: اللهم سلِّم سلِّم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان ؟) قالوا: نعم يا رسول الله، قال: (فإنها مثل شوك السعدان؛ غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم).
ومن ذلك إيمانهم بالجنة والنار قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى: 7].
ايمان بأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى
منزَّلٌ غير مخلوق تكفَّل الله بحفظه من النقص والزيادة والتحريف والتبديل قال تعالى وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) [الشعراء: 192-195]، وقال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].
محبة الصحابة:
محبة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، و الترضي عليهم، فقد أثنى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عليهم، فقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:100]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه) أخرجاه في الصحيحين.
وأخرج أهل السنن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ، قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا ؟ فقال: (أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة). وقال صلى الله عليه وسلم: (الخلافة في أمتي ثلاثين سنة) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي، وكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه ، حيث خلف أبو بكر رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم سنتين، وعمر رضي الله عنه عشراً، وعثمان رضي الله عنه اثنا عشر سنة، وعلي رضي الله عنه ستَّ سنين.
وترتيب الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم أجمعين - في الفضل، كترتيبهم في الخلافة.
وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فنخير أبا بكر، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم.
ولأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – مزية في أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالاقتداء بهما فقال صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر و عمر) رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه.
ويعتقد أهل السنة أن ما حصل بين الصحابة من الفتن إنما صدر عن تأولٍ واجتهاد، فمن كان منهم مصيباً فله أجران، ومن كان مخطئاً فله أجرٌ واحد وخطؤه مغفورٌ له.
طاعة ولي أمر المسلمين وحضور الجمعة والجماعة ونحوها معه برَّاً كان أو فاجراً:
وجوب طاعة إمام المسلمين ونصرته وحضور الجمعة والجماعة والأعياد والحج والجهاد معه برَّاً كان أو فاجراً، فلا يتركون حضور هذه العبادات العظيمة لفسق الإمام، مع وجوب نصحه في ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) قالوا: لمن يا رسول الله ؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم) رواه مسلم.
خلع الإمام إذا طرأ عليه الكفر:
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يعقدون للكافر إمامةً، ولو طرأ على الإمام الكفر سقطت طاعته ووجب إعلان الجهاد لخلعه ونصب إمامٍ عادل إن أمكنهم ذلك، وإن لم يُمكنهم وجب عليهم الإعداد لذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وأما الحكومات المتسلِّطة على ديار المسلمين اليوم والتي تدَّعي الإسلام فهذه الحكومات قد دخلت في الكفر من أوسع أبوابه لارتكابها عدداً من نواقض الإسلام منها:
1- تشريعهم مع الله ما لم يأذن به الله، قال تعالى: (أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف: 39].
2- طاعتهم للمشرِّعين المحلِّيين والدوليين واتباعهم لتشريعاتهم الكفرية، ودخولهم في أحلافهم الشركية، كاتباعهم لتشريعات هيئة الأمم المتحدة وغيرها مع مخالفة هذه التشريعات والتحالفات لشرع الله تعالى؛ بل ومحاربته، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ) [الشورى: 21]، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ) [محمد: 25-26].
3- حكمهم بغير ما أنزل الله، قال تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) [المائدة: 44]، وقال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء:65].
4- مظاهرتهم وتوليهم للكفار من اليهود والنصارى والمشركين وحمايتهم ونصرتهم ومنع من يُنكر عليهم كفرهم، وعقدوا معهم اتفاقيات ومعاهدات النصرة بالنفس والمال واللسان، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) [المائدة: 51]، وقال تعالى: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [الحشر: 11]، كما قام هؤلاء الحكام الخونة بقتال الموحدين المجاهدين ومطاردتهم وحبسهم وإيصال الأذى إليهم بكل ما أوتوا من قوة خدمةً لليهود والنصارى – عليهم من الله ما يستحقون -.
يبع ===========
|