عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-01-2005, 06:49 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: اثبتوا.. واذكروا الله..

اثبتوا واذكروا الله..

المسلمون يعرفون ضعفكم المادي..

ويعرفون خذلان الناس لكم الأقرباء والبعداء..

ويعرفون بذلكم للغالي والنفيس في سبيل الله..

ويعرفون ما ترتب على ذلك من فقد النفوس الأبية الزكية التي تنير الدرب وتمهد الطريق للمقتدين الشرفاء، وعلى رأسهم شيخ الجهاد والمجاهدين أحمد يس تقبله الله شهيد في الخالدين..

ويعرفون أنكم قد بايعتم الخالق بالنفس والمال، لتنالوا الشهادة التي يتمنى المزيد منها بعد نيلها، بل تمناها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما لصاحبها من قرب من الله ومن نيل رضاه، وعدا منه لأهلها من السابقين واللاحقين..

(( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم ُ)) [التوبة (111)]

وأنتم لا تريدون من الناس أن يعرفوا قصدكم، فيكفيكم أن الله مطلع على نياتكم، فلا تريدون من غيره جزاءا ولا شكورا..

وإنما تريدون (الجهاد في سبيله) لا في سبيل سواه وإذا خطر ببالكم معرفة الأمة لجهادكم في سبيل ربكم، فإنما تريدون من وراء ذلك أن يشاركوكم الأجر والمثوبة فإعانتكم الواجبة عليه فرضاً ممن تقاتلون في سبيله، مستعينين به وحده على عدوكم..

إن طريقكم طريق أنبياء الله ورسله وعباده المتقين، تلك القوافل المباركة، طريق طويلة شاقة، ولكن المجاهدين يعلمون أنها من أهم سبلهم إلى رضا ربهم الذي يبتليهم وهو أعلم بما في قلوبهم، ويمحص تلك القلوب ليصطفيها من بين سائر القلوب لتكون بجواره في جنات النعيم التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر..

(( وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )) [آل عمران(154)]

نعم طريقكم طويل وشاق يصعب على أهل النفوس المريضة والقلوب الواجفة السقيمة أن تستقيم عليه وتهتدي إلى سلوكه..

لأنه كما قال الله تعالى: (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيب ٌ)) [البقرة: (214)]

فلا يسلك هذا الطريق إلا أهله الذين يعرفون فضله ويعلمون شرفه وقدره، فإذا اشتد عليهم الأمر وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، كانوا كما قال الله تعالى عن أمثالهم..

(( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22) مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً )) [الأحزاب (23)].

هم الذين وعدهم الله بالنصر على أعدائه، وإن قل عددهم وعدتهم، وكثر عدد عدوهم وقويت عدته، إذا ما أعدوا ما استطاعوا من قوة، يرهبون بها عدو الله وعدوهم..

(( إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )) [محمد (7)]..

(( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين َ)) [البقرة (249)]..

يثبتون في الصف ويصبرون على الابتلاء، و يصابرون العدو حتى ينالوا نصر الله..

فاثبتوا على الطريق واصبروا وصابروا كما عهدناكم، فلا يقدر على الصبر عليها طالبو الجاه والمنصب وذوو المطامع المادية..

التي تؤثر العاجل على الآجل..
وتقدم الباطل الزاهق على الحق الثابت الذي اختاره الخالق..
ويَرْهَبون تهديد الأعداء ويطمعون في ترغيبهم..
فيسارعون في ما يرضيهم ولو أسخط الله..

فقد أرعبتم العدو بالحجارة، واشتد رعبه بصواريخ القسام، مع كثرة عَددِه وقوة عُدَدِه.

وثقوا تماماً أن العدو الذي احتل الديار..
وأهلك الحرث والنسل وداس المقدسات الكبار..
وأزهق أنفس الأزكياء الأطهار..
لا ينتظر منه التنازل عن تحقيق جميع أهدافه في الأرض المباركة وما جاورها طوعاً واختياراً..
ولكنه سيغادرها فقط بالجهاد في سبيل الله إرغاما واضطرارا..
وهذا أمر معلوم مشاهد..
فما ترك بلداً عدوٌّ اغتصبها بدون مقاومة وتضحيات، في الأزمنة الغابرة والأيام الحاضرة..
فما انتصر على عدوه من لاينه وعاونه..
وإن كان لضرورة أو حاجة هادنه..

وفي البلدان التي احتلها المعتدون في هذه الأَعصار بيان وعبرة لذوي الاعتبار، جميع الدول التي اغتصبها المغتصبون الغربيون، في أوربا و أفريقيا وآسيا، وفي الشعوب العربية المغربية والمشرقية، وفي فيتنام وشعوب شرق وجنوب شرق آسيا عبرة ومنها "فيتنام" مثال.

وقد يشتد على أهل البلدان المغتصبة الحصار، ويتفوق عليه العدو بالسلاح والرجال، فيحوجه ذلك إلى الصلح والمهادنة برهة من الزمن:

http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=...neral&p=11&key

ولكنه يبقى عازما على التحرر بالمقاومة والجهاد في سبيل الله، فيسعى جهده في اتخا ذ القوة والعتاد للانتصار على عدوه عندما تتاح له الفرصة، لأن نفسه تأبى الاستعباد، ولو استعبد العدو بدنه، لأن قلبه حر لا يعبد إلا ربه، ونفسه عزيزة لا تذل إلا لخالقها..

(( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ))[الزمر (29)]

فأنتم أيها المجاهدون أحرار لستم عبيدا للدرهم والدينار والجاه والمنصب، لا تعبدون إلا الله تعالى، ومن يريد أن يثبطكم عن جهادكم وعبادتكم - قرب أو بعد - سيبوء بالفشل ويضمحل ويضل ويضمحل، مهما أرغى وأزبد..

وستبقون أنتم مرفوعة رايتكم خفاقة ثابتة لا تحركها الرياح العاتية، والعداوة الماكرة، بل تبقى يد قائد الركب قابضة عليها، حادية جحافل المجاهدين إلى الانغماس في صفوف الأعداء، لا يصدها صاد، ولا يرد عن غايتها راد، مهما عظم شره وارتفع صوته، وكثر أتباعه وجنده..

كناطح صخرة يوما ليوهنها
،،،،،،،،،،،،،،،فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

يا ناطح الجبل العالي ليوهنه
،،،،،،،، أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل


فإلى الأمام أيها المجاهدون الأبطال..

(( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )) [محمد(35)]

ونحن ندعوكم إلى الاعتصام بحبل الله وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والثبات في الصف حتى تلقوا ربكم، والمحافظة على ذكره وحضور القلوب وقت الرخاء والشدة، فهو معكم وناصركم، وإن خذلكم القريب والبعيد، فتلك بعض وسائل نصره..

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) [الأنفال (46)]

(( وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ )) [الحج (78)]

وندعو كذلك إخوانكم المسلمين في كل مكان أن يحققوا ما أمرهم الله به من الأخوة الصادقة لعباده المؤمنين: (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )) [الحجرات (10)]

ومن تحقيق هذه الأخوة نصر المظلوم على ظالمه بالمال والنفس، وفي ذلك نصر لدين الله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد (7)]

كما ندعو من ظلمكم ظلماً مباشراً أو غير مباشر أن يعودوا إلى رشدهم ويتركوا الظلم فإن الظلم مع كونه ظلمات يوم القيامة، هو شؤم ووبال على صاحبه في الدنيا أيضاً..

(( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ )) (104) [هود]


http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..