عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-01-2005, 11:29 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

فى أحد الردود على الموضوع لأخ فاضل


موضوع مهم وذو صلة بهذا الموضوع
رأيت ان انقله اليكم
ونسأل استاذنا الحبيب ان يعود الى المناقشة
وجزاكم الله كل خير
تفاعلاً مع رؤية الشيخ ابن المنيع حول تحديد بدايات الشهور العربية
(يا لها من أمة لا تعرف متى عيدها)!



الدراسة التي نشرتها (الرسالة) لفضيلة الشيخ عبدالله بن المنيع عضو هيئة كبار العلماء حول تحديد بدايات شهور رجب وشعبان ورمضان والاستعانة بالحساب الفلكي والتي رد فيها فضيلته على الكثير من الاعتراضات حول (الرؤية) ورفض الحساب الفلكي، اثارت الكثير من المهتمين بالقضية، التي لا يعرف مغزاها ولا آثارها السلبية الا الذين عاشوا خارج المملكة، ورأوا الخلافات الخطيرة التي تكاد تعصف ببعض الكيانات الاسلامية في بلاد الاقليات المسلمة، بل واثارت جدلا واسعا في بلاد عربية واسلامية ففي العراق تنازعت ثلاث قوى دينية سنية وشيعية في تحديد بدايات الصيام وموعد عيد الفطر، ووصلت الخلافات ذروتها عندما تحدد مواقيت مختلفة -ثلاثة مواقيت- لعيد الفطر في بلد واحد.

الدكتور حامد بن محمود الاستاذ بجامعات برلين واسيوط وجنوب كاليفورنيا والملك سعود والمستشار السابق في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وصاحب كتاب (كلا والقمر.. الاسلام والإعجاز العلمي في تحديد بداية الاشهر) اثارته دراسة الشيخ المنيع وآثر عبر (الرسالة) ان يفتح القضية بأبعادها الحسابية والفلكية وقبل ذلك كله الشرعية، ويحرر الالتباس الذي علق بالاذهان حول علوم الفلك والحساب، ولماذا يرفض العلماء والفقهاء (بعضهم) في حين بدأ يتفهم البعض الآخر هذا العلم والتقدم الذي طرأ عليه والتأكد من أن الرؤية الحسابية لبدايات الشهور هي رؤية يقينية لا ظنية.

يقول د. حامد بن محمود ان القضية بدأ الاهتمام بها منذ ربع قرن من الزمن والسبب قصة غريبة وطريفة قد تكون فيها اهانة له كمسلم وباحث واكاديمي دفعته الى الاهتمام.. ملخص القصة انهم كانوا كدارسين في مدينة لوس انجلوس الامريكية واردنا حجز قاعة مؤتمرات للاحتفال بعيد الفطر المبارك، وكان لابد من تحديد يوم الحجز على يوم عيد الفطر، واختلفنا متى يكون الحجز، ولم نستطع تحديد الموعد، فسمعت رد مدير المركز المسؤول عن حجز القاعة يقول ( يا للجهل هؤلاء لا يعرفون متى عيدهم). وفي هذا الحوار ماذا يقول د. حامد بن محمود كاستاذ واكاديمي ورجل اهتم بقضية التحديد الحسابي لبدايات الشهور العربية؟ في البداية طرح الشيخ المنيع رؤيته وقطعا اثرت جدلا واسعا خاصة في تفسير حديث (صوموا لرؤيته) وان كان الشيخ حاول ان يقدم الرؤية الشرعية على الحساب الفلكي؟!. قال الشيخ ابن المنيع رجل فاضل وعالم جليل وفتح بابا كان مغلقا في قضية رؤية الهلال، ولعله اول العلماء الكبار في المملكة الذي طرح قضية الرؤية طرحا علميا شرعيا وفلكيا وحسابيا بالدليل الشرعي والحسابي ولكن عندما جاء الشيخ المنيع الى قضية تخص اهل الذكر من العلماء المتخصصين في حركة الشمس والقمر وما يسمى عند علمائنا ( علم الهيئة) طرح سؤالا هاما يريد ان يجد الاجابة عليه عند علماء الفلك: هل هناك وسيلة علمية اكيدة لا تقبل الشك تحدد مواعيد ولادة الهلال أم ان الامر لا يصل الى العلم اليقيني وانما امره ظني.

اتجاهان هامان * وكيف ترى انت القضية كمتخصص وباحث؟ - هناك اتجاهان للقضية الاول الشرعي وهو الالتزام بما جاء في كتاب الله وسنة رسولنا الكريم والثاني حسابي جاءت به وسائل التقنية الحديثة والتقدم المذهل.. واذكر اننا كنا في مؤتمر علمي كدارسين في مدينة لوس انجلوس بالولايات المتحدة الامريكية وصادف هذا المؤتمر عيد الفطر فأردنا حجز قاعة في مركز لوس انجلوس للاحتفال بالعيد واختلفنا في تحديد يوم العيد واذ بي اسمع المدير المسؤول وهو امريكي يقول ( يا للجهل هؤلاء لا يعرفون متى عيدهم) انها كارثة، ومن هنا بدأت الاهتمام بالقضية بحثا ودراسة على جميع الاصعدة العلمية والشرعية، وحاولت سؤال اهل العلم الشرعي ولم اجد الاجابة الا الالتزام بنص الحديث (صوموا لرؤيته) .

ثم تحدث على كتاب (بدايات الشهور العربية) للاستاذ الدكتور حسن كمال الدين وقمت بتلخيصه ليكون منطلقا لي في دراستي وابحاثي وخاصة حول قضية حركة الشمس والقمر، وكيف ان هذه الحركة في علم الفلك محسوبة ومحددة مصداقا لقوله تعالى (والشمس والقمر بحسبان). وماذا وجدتم!! * وكيف كان الاكتشاف الذي توصلتم اليه بحثيا؟ - وجدنا انه من الناحية العلمية ان مولد القمر كظاهرة طبيعية يحدث في لحظة واحدة، وهذه اللحظة محددة تحديدا يقينيا لآلاف السنين، ولكن هذه الولادة للقمر او للهلال تختلف في تعريفها في مجال الفلك، ولكي يكون الامر واضحا نضرب مثلا بغروب الشمس فتعريف الغروب عند الفلكيين ومؤسسة ناسا الامريكية هو حينما يمس قرص الشمس الأفق بينما نحن المسلمين نختلف في تعريف الغروب بأنه عندما يختفي غروب الشمس تماما تحت الافق وكذلك الامر بالنسبة للهلال فالتعريف الفلكي الموجود في الجداول هو عندما يظهر اول شعاع من القمر هاربا من ظل الارض. ولكن التعريف الشرعي لولادة الهلال وبدء الشهر القمري هو الذي يحدده قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ومسلم في الحديث الصحيح (صوموا لرؤيته) .

ومن ثم ليس شعاعاً من القمر يعتد به شرعا، ولكن يجب ان تستطيع العين البشرية رؤية هذا الهلال. وكيف يحدد إذاً؟! * وكيف يتم تحديد الهلال بالرؤية والحساب؟ - حدد العلماء قيما بالدرجات الفلكية اختلفت من عالم لآخر، فمنهم من قال 12 درجة، ومنهم من قال 16 درجة ومنهم من قال 14 درجة، وهنا وجدنا حلا علميا شرعيا وهو ان يشهد ولادة الهلال مجموعة من الشباب اصحاء البصر في مواقع مختلفة من المملكة لمدة عام ثلاثة ايام كل شهر، ويتم تدوين الزاوية بالقيمة المتوسطة لهذه الدرجات وعندنا الآن من التقنيات التي تستطيع ان تقيس الضوء الذي هو اساس الرؤية، والتي تقاس بما يسمى بـ(لكس) وهي موجودة عند اهل التصوير وتقرأها رقميا وهذا مقياس لا خلاف فيه. وبدلا من قياس الدرجات نحن نقيس شدة الاضاءة التي استطاع هؤلاء الشباب رؤية الهلال من خلالها وبذلك تكون الرؤية الحسابية تعتمد كليا على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته) لأنه بدون هذه الرؤية لا نستطيع ان نحدد القدر الذي ولد به الهلال.

ليس إهداراً * الا يعني هذا اهدارا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم؟ - بل هو تأكيد له وتثبيت للحديث الشريف وللاسف بعض العلماء ظنوا ذلك وقالوا نحن نهدر الحديث اذا اخذنا بالحساب لأن الحساب هنا مبني على حركة الشمس والقمر والارض وكذلك مبني على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم. شيخ الإسلام * وماذا عن رأي شيخ الاسلام ابن تيمية؟ - لقد عدت الى فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والصادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والمجازة من قبل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وقد وجدت الشيخ ابن تيمية تناول الامر في زمن كانت فيه علوم الشعوذة والدجل والتنجيم مختلطة بعلم الفلك وكان يصعب الفصل بينهما وبي روادهما وعلمائهما. ولتوضيح الامر نضرب مثالا بعلم الكيمياء الذي ظهر تاريخيا مرتبطا بعلم السحر لاستخلاص الذهب من التراب ومع التقدم العلمي والتقني البشري الذي اسهم فيه المسلمون اسهاما عظيما افترق العلمان وصارت الكيمياء علما مستقلا بذاته، وافترقت عن علم الشعوذة، كذلك الحال بالنسبة لعلم الفلك والهيئة الذي ظهر في ظل التنجيم والشعوذة والذي يقرأ كلام شيخ الاسلام ابن تيمية يجده انه يهاجم بشدة علم الشعوذة والتنجيم ويحمل بشدة على المشعوذين والمنجمين الذين يبنون اقوالهم على الجن، وفرق بين اقوال هؤلاء المشعوذين واقوال الحسابيين الذين يتولون حساب المواقع للشمس والقمر والارض، وكان مأخذه فقط على هؤلاء الحسابيين انهم يضيعون اوقاتهم واعمارهم والليالي الطويلة في الحساب ليخرجوا بنتيجة لا تسمن ولا تغني من جوع وهو ان الشهر يبدأ اليوم او غداً.

ولبيان ذلك نضرب مثالا بمواعيد الصلاة فلا يوجد دليل شرعي على تحديد مواعيد الصلاة غير الظل والشفق (حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) ولكن من من العلماء والمشائخ والفقهاء الآن يعود الى هذا الدليل، وهو القرينة الشرعية الوحيدة وقطعا الاجابة لا أحد، واننا نعتمد كليا على الساعة في دخول مواقيت الصلاة. حركة بسيطة * ولماذا هذه المقارنة بين تحديد مواقيت الصلاة بالساعة وتحديد بدايات الشهور العربية بالحساب؟ - لأن الأمر مهم والسبب بدهي ان حركة الارض حول نفسها وحركة الشمس حركة بسيطة تسهل حسابها، ولذلك كانت الساعات التي تحمل ضمينة لكي تكون دليلا يقينيا على وضع الظل ووضع الشفق ووضع الخيط الابيض والأسود.

ولذا لم يعترض احد من العلماء على استخدام الساعة كوسيلة يقينية لتحديد مواقيت الصلاة بل واستخدامها للتفريق بين الحلال والحرام، فمن افطر قبل الآذان وقبل غروب الشمس آثم باجماع العلماء، وباطل صيامه ان فعل ذلك متعمدا، وكذلك اذا استمر في الطعام والشراب بعد رؤية الخيط الابيض من الخيط الاسود فهنا نحن نحرم ونحلل بناء على مواقيت الساعة لما توفر للجميع يقينا بأن الساعة قطعية في مواعيدها ولا تقبل الظن.

ولابد ان نفرق بين امرين ان وسائل تحديد مواعيد الصلاة لم نتعبد بها وبذاتها ولكنها وسيلة لتحديد امر شرعي وهو دخول وخروج الوقت وكذلك فإن رؤية الهلال هو وسيلة لتحديد بدء الصيام ولا يتعبد بها في ذاتها، وذلك لأن المعروف عند العلماء انه عندما يرى العدول من المسلمين الهلال يصوم الناس ولم يطلب منهم رؤية هذا الهلال فهو وسيلة ولا يتعبد به .
ليس سهلا * وهل علم الفلك في التحديد الحسابي يقينا؟ - علم الحساب وعلم الفلك الحديث ليست سهل المنال لكل واحد سواء كان عالما او غير ذلك ولكننا نسترشد هنا بقرينة تجعل هذا اليقين يقينا في تحديد ميلاد الهلال بالمفهوم الفلكي ونؤكد ذلك بما ينشر عبر التحديد الدقيق بالدقيقة والثانية عند موعد خسوف وكسوف الشمس والقمر، والذي يزور المناظير الفلكية في المملكة ليرى هذا الكسوف والخسوف يجده يحدث بنفس التوقيت الدقيق المعلن عنه، وهناك ابحاث نشرت على مدار خمسة الاف سنة عن عدد مرات الخسوف الجزئي، وعدد مرات الخسوف في شبه الظل وفي جداول منشورة تحدد مواعيد كل منها بدقة.

فالوسائل الحديثة يقينية في حساباتها ولا جدال في ذلك ولا احد ينكر هذا الامر. * اليست هذه القضية خاصة بالمجامع الفقهية؟ - نعم.. وقد نوقشت من قبل في المجمع الفقهي بمكة المكرمة ولكن لم يتوفر لدى العلماء والفقهاء هذه الحقائق العلمية المؤكدة المبسوطة في الابحاث الآن. * اليست هذه القضية ونحن نقترب من شهر رمضان في حاجة الى حسم؟ - فتح هذه القضية يجعلنا نهيب بعلمائنا الاجلاء وهيئات الفتوى والتشريع ان تحسمها خاصة ان هناك ادلة بثبوتية الحساب الفلكي يقينا لقد صار المسلمون اضحوكة وهم يختلفون على رؤية الهلال. ونحن نضع هذه الابحاث امام العلماء والفقهاء والمجامع الفقهية ومجالس وهيئات الفتوى ونؤكد انها محسومة حسابيا وشرعيا. * وكيف تحسم؟ - ببساطة مشروع تتبناه مدينة الملك عبدالعزيز بتوفير مجموعة من الشباب الاصحاء يختارون بعناية لمدة سنة ويوفر لهم تفرغ ثلاثة ايام في كل شهر عربي وتزودهم باجهزة لقياس شدة الضوء وتوزعهم على اماكن مختلفة من المملكة ذات المساحة الشاسعة وتبعدهم عن الاضاءات الاصطناعية ويتم جمع المشاهدات ونأخذ متوسط هذه المشاهدات ونضعها في البرنامج الذي صممه عبر الحاسوب الاستاذ الدكتور مصطفى عفيفي ونحل هذه القضية تماما.