5 - الخطاء شائعة في قراءة بعض الألفاظ والحروف :-
القرآن الكريم يجب أن يُقرأ صحيحاً ، فيُعطى كل حرف حقه من التشكيل والتشديد ؛ لأن هناك بعض الكلمات التي يتغير معناها بالكلية إن تغيرت حركتها كأن تُقرأ بالضمة وهي بالتفتحة ... وهكذا .
قال العلماء :-
" إن تغيير بعض الحروف أو الحركات قد يُغير المعنى تماماً ، وقد يكون هذا المعنى الجديد منكراً عظيماً أو شركاً كبيراً " ، وقد يُغيره إلى معنى آخر ليس فيه منكر ولا شرك ، ولكنه قبيح فيما يخص القرآن الكريم وقالوا أيضاً : " إن الخطأ في قراءة الفاتحة في الصلاة إن كان يُغير المعنى ، فلا تجوز تلك الصلاة "
ومن ذلك ما يلي :-
1 -الخطأ في قراءة الفاتحة .
فترى الكثير من الناس يُخطىء في قراءة قوله تعالى ( أنعمتَ عليهم ) فيقرؤونها بالضم أو الكسر ( أنعمتُ عليهم ) و ( أنعمتِ عليهم ) وهذا خطأ عظيم يُغير المعنى تماماً وتبطل به الصلاة والصواب هو قراءتها ( أنعمتَ ) بالفتح لأن الله تعالى هو الذي أنعم ، أما قراءتها بالضم فتعني أن القارىء هو الذي أنعم وبالكسر ( انعمتِ ) المخاطبة المؤنثة هي التي أنعمتْ .
وهذا خطأ شائع نسمعه بكثرة ويجب الحذر منه لأن اللحن في قراءة الفاتحه بما يُغير المعنى يُبطل الصلاة .
ومن الأخطاء قراءة قوله تعالى ( إيّاك نعبد ، وإيّاك نستعين )
بدون تشديد الياء في ( إيّاك ) وهذا خطأ وفيه شرك في اللفظ ؛ لأن معنى ( الإيا ) ضياء الشمس فصار المعنى :- ضياء شمسك نعبد ، وهذا خطأ عظيم ومعنىً فاسد لأن فيك شرك وكفر ، فيجب الانتباه لذلك وقراءتها ( إيّاك ) بتشديد الياء .
ومن الخطاّ :- قراءة قوله تعالى ( إيّاك نعبد ) بكسر الباء في ( نعبد ) والصواب ( نــعــبـــُد ) بالضم ، وهذا خطأ لا يُغيّر المعنى ولكن الأفضل والأولى تحقيق القراءة الصحيحة وخاصة سورة الفاتحة وتحديداً في الصلاة .
ومن الخطأ :- قراءة قوله تعالى ( ولا الـضـالين ) بالظاء ، أي ( ولا الظالين ) وهذا خطأ ، والصواب قراءتها بالضاد ، لأن الظالين من الظِلال والفي ، أما الضالين فهي من الضّلال أي الانحراف عن دين الله .
ومن الخطأ :-- ايضاً - في قراءة الفاتجة ، قراءة بعضهم ( العالمين ) بكسر اللام ، والصواب ( الحمدالله رب العالَمين ) بفتح اللام ، لأن معنى ( العالِمين ) بالكسر أن الله تعالى ربٌ للعلماء فقط وهذ منكر عظيم ومعنىً فاسد ، فالله تعالى رب كل شيء وهذا ما يفيده لفظ ( العالَمين ) بالفتح .
2 - يُخطىء بعض الناس في قراءة قوله تعالى :- ( من الـــجِـــنَّـــة والناس ) في سورة الناس ، فيقرؤونها ( من الــجَـــنَّــة ) بفتح الجيم ، والصواب كسر الجيم ، لأن المقصود هم الجن والشياطين .
أما بفتح الجيم فيكون المعنى جنة النعيم ، فهذا الفرق بين الكسرة والفتحة أدى إلى اخلاف كبير في المعنى وأفاد معنى فاسداً فكأن القارىء يستعيذ من جنة النعيم .
3 - ومن الأخطاء الشائعة التي لا ينتبه إليها بعض الناس قراءة قوله تعالى ( مــذؤماً مدحوراً ) في سورة الأعراف آية 18 يقرؤونها ( مذموماً ) والصواب الأول .
4 - ومن الأخطاء أيضاً قراءة قوله تعالى ( فما اسطاعوا أن يظهروه ) من سورة الكهف آية 97 . وقوله تعالى ( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) الكهف : 82 ، يقرؤون ( فما استطاعوا ) و ( وما لم تستطع ) بالتاء والصواب عدم وجود التاء في اللفظين .
5 - ومن الأخطاء الشائعة - عند العامه - قلب الضاد إلى ظاء في معظم الكلمات التي فيها حرف الضاد مثل ( الضالين ) يقرؤونها ( الظالين ) ومثل ( أضرب ) يقرؤونها ( اظرب ) وهكذا .... ولكن ليس كل قلب لحرف الضاد إلى الظاء يُغير المعنى ، إلا في أمثلة قليلة ، ولكن الأولى والأكمل أن يُقرأ القرآن صحيحاً سليماً .
6 - ومن الأخطاء الشائعة عدم تحقيق الهمزات ، فيقرأ الإنسان - مثلاُ - ( إيّاك نعبد ) بدون همزة ( اياك ) وعندما تسمعها تكون واضحة أنها بدون همزة ، والصحيح هو تحقيق الهمزة والنطق بها واضحة قوية .
ويُلحق بهذا عدم تحقيق الهاء عند الوقف عليها ، فتسمعها وكأنها ألف مدية مثل ( وما أدارك ماهيه * نارٌ حاميه ) فتسمع من يقرؤها وكأنها ألف ( ماهيا ) ( حاميا) وهذا خطأ والصواب تحقيق الهاء وإظهارها واضحة .
7 - ومن الأخطاء أيضاً مد الألف - كأنه مد متصل أو عارض - عند الوقف عليها ، مثل ( والضحى ) ( وما قلى ) ( بصيرا ) ( عليماً حكيماً ) ( الذي قدَّر فهدى ) فبعض الناس يمد الألف مداً طويلاً ، وهذا خطأ والصواب الوقف عليها بمد طبيعي حركتين .
** *** **
للفائدة
السؤال:
ما المقصود بالجِنّة والنَّاس في سورة الناس ، هل هم شياطين الإنس والجن أم ماذا ؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
قال الله تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس *ِ مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاس * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاس *ِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس ) . سورة الناس
في هذه الآيات الكريمة أمر بالاستعاذة من الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس .
وفيها بيان حال هذا الوسواس ، وأنه قد يكون من الجن ، وقد يكون من الإنس .
قال الحسن : هما شيطانان ، أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية .
وقال قتادة : إن من الجن شياطين ، وإن من الإنس شياطين ، فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن .
هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية الكريمة .
قال ابن القيم رحمه الله :
" فالصواب في معنى الآية أن قوله : ( مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) بيان للذي يوسوس ، وأنهم نوعان : إنس وجن ، فالجني يوسوس في صدور الإنس ، والإنسي أيضا يوسوس في صدور الإنس . . . .
ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة : اشتراكهما في الوحي الشيطاني ، قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ) الأنعام/112 .
فالشيطان يوحي إلى الإنسي باطله ، ويوحيه الإنسي إلى إنسي مثله ، فشياطين الإنس والجن يشتركان في الوحي الشيطاني ، ويشتركان في الوسوسة . . . .
وتدل الآية على الاستعاذة من شر نوعي الشياطين : شياطين الإنس وشياطين الجن " انتهى باختصار .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير جزء عم" :
" وقوله : ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس )
أي : أن الوساوس تكون من الجن ، وتكون من بني آدم .
أما وسوسة الجن ؛ فظاهر ؛ لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم .
وأما وسوسة بني آدم ؛ فما أكثرَ الذين يأتون إلى الإنسان يوحون إليه بالشر ، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلُبِّه وينصرف إليه " انتهى .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب (
www.islam-qa.com)
وقفه :-
لما مات الوليد بن عبدالملك ، صلى عليه عمر بن عبدالعزيز ، وأنزله إلى قبره ، وقال حين أنزله:
لتنزَلنه غير موسد ولا ممهد قد خلفت الأسلاب ، وفارقت الأحباب ، وسكنت التراب ، وواجهت الحساب فقيراً إلى ما قدمت ، غنيا عما أخرت ..
الحقاق