عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 19-01-2005, 03:38 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الأول /3




قولُ الله تعالى (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) العنكبوت : 43



الشرح :-

قوله تعالى ( وتلك الأمثال ) . الأمثال جمع مَثَل : بفتح الميم والثاء : الشبيه والنظير وقوله ( نضربها ) أي نجعلها ( للناس ) ليعتبروا بها فينجوا من هلكةٍ أو يظفروا بمغنم والإشارة في قوله وتلك إلى مثل ضربه للناس وهو أن حال المشركين في عبادتهم غير الله تعالى كحال العنكبوت في اتخاذها بيتاً لها من لعابها ظناً منها أنه يقيها من الهلاك وهو لا يغني عنها شيئاً كذلك المشركون في اتخاذهم آلهة دون الله ظناً منهم أنها تنفعهم بجلب خيرٍ أو دفع ضر وهي في ضعفها وعدم نفعها كبيت العنكبوت سواء بسواء وقوله تعالى ( وما يعقلها ) أي الأمثال المضروبة للناس للاعتبار بها حتى يظفروا بالمحبوب المرغوب وينجوا من المخوف المرهوب . ما يعقلها ويفهم معناها ومغزاها حتى ينتفع بها .

( إلا العالمون ) أي ذا العلم بالله وشرائعه وأسرار كلامه ، وما تهدي إليه آياته . ففي هذه الآية الإشادة بالعلم والعلماء والحط من قيمة الجهل والجهلاء ، ويكفي في فضل العلم قوله تعالى ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) الزمر : 9 ، وقوله تعالى ( وإنه لذو علمٍ لما علّمناه ) يوسف : 68 ، وقوله ( وقل رب زدني علماً ) طه :114 .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية حتى تحفظ من المستمعين .

2 - اقرأ الشرح بتأنٍ وأفهم المستمعين المعاني معنى بعد آخر حتى يفهموا .

3 - ذكرهم بخيبة المشركين في عبادتهم غير الله تعالى . وأن حالهم في ذلك كحال العنكبوت التي تواصل البناء ليل ونهار لتقي نفسها وإذا بها لم تجن من بنائها سوى الخسران .

4- علمهم باستحسان ضرب الأمثال من أجل الهداية والتعليم والتبصير .

5 - ذكرههم بفضل العلم الشرعي وأنه من أوجب الواجبات وأن صاحبه شريف رفيع القدر وأن فاقده لأشبه بالحيوان إن لم يكن مثله سواء بسواء .



للفائدة




السؤال:

يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟.
الجواب:

الحمد لله

يجاب على ذلك بأمور :

أحدها : أن لا يقصدوا الشهادة لذاتها , بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات , والناس غالباً لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة .

الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد .

الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا , وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك ؛ لأن الله يقول : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً - ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3 ، وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي .

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يُقال بأنه مخلص ؟



فالجواب :

أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقاً فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمراً مادياً من ثمرات العبادة , فليس كالمرائي الذي يتقرب من الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به , لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة إرادة محضة .

وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلاً يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب , وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات , والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة , ولذلك بيَّن الله تعالى في كتابه حكمة الصوم - مثلاً -

أنه سبب للتقوى , فالفوائد الدينية هي الأصل , والدنيوية ثانوية , وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية , وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، كتاب العلم ، الصفحة ( 100) . (www.islam-qa.com)

وقفه :-

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما لابنه : يا بني ، إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ؛ وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمتت ؛ ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتىى يمسك .

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه