عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 23-01-2005, 04:17 AM
الحافي الحافي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
الإقامة: أطهر أرض و (أنجس) شعب
المشاركات: 639
إفتراضي

بـــاتـت تــذكرني بـالله قاعـــدة *** والدمع يهطل من شأنيه ما سبلا
يا بنت عمي كتاب الله أخرجني *** كرها وهل امنعن الله ما فعلا
فإن رجعت فرب الخلق أرجعني *** وإن لحقت ربي فابتغي بدلا
ما كنت أعرج أو أعمى فيعذرني *** أو ضارعا من ضنا لم يستطع حولا

روى الطبري في تاريخه عن ابن اسحاق أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه ولم قال : شهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عيه أنا وأخ لي فرجعنا جريحين ، فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه بالخروج في طلب العدو ، قلت لأخي - أو قال لي - أتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ والله مالنا من دابة نركبها وما منا إلا جريح ثقيل ، فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا ، فكان إذا غلب حملته عقبة .. ومشى عقبة .. حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون .

قال أبو الدرداء : ( ذروة سنام الإيمان الصبر للحكم والرضى بالقدر )

وبهذا الدواء نستشفي من جراحنا المنبعثة هنا وهناك

فبعد تفهم هذه الحقائق ندرك المعنى المطلوب من وراء تشييد معركة الفلوجة وثباتها وانتصابها بكل ما أوتيت من قوة لأنها اليوم هي المعركة الوحيدة على ثغر الإسلام الأول والثبات فيها والرباط على خطوطها يعني الثبات على الثغر الأول الذي نطاعن منه الكفر والعدوان .

ولا يعني أن نرى العدو قد دخل إلى العمق وتجول في ساحات المدينة وتمركز على الأطراف أنه قد حقق أهدافه في الانتصار؛ فمعركتنا مع العدو هي حرب شوارع ومدن تتنوع في تكتيكاتها وأساليبها الدفاعية والهجومية .

والحروب الضارية لا تحسم نتائجها من أيام ولا أسابيع بل تأخذ وقتها ريثما يحين موعد إعلان النتيجة

ويكفينا قبل حسم النتيجة أن قرت عيوننا برؤية أبناء الإسلام يثبتون كالجبال الرواسي على خطوط الفلوجة المباركة
ويلقنون الأمة دروسا جديدة في الصبر والجلد واليقين .

ولعلنا نلقي نظرة حول بعض من هذه الدروس والنتائج العظام
التي تمخضت عن تلك المعركة الشامخة ، فأقول :

أولاُ : أحيت المعركة من جديد معاني العزة والكرامة والإباء ، وأيقنت الأمة أن هناك ثلة من أبنائها قادرين على مواجهة الأخطار الكالحة بكل جراة وثبات وعزيمة ، وأن هذه الثلة صدقت مع أمتها في خططها ومشاريعها التي أعدتها في انبعاث الأمة من جديد وبذلت من أجل ذلك كثيرا من الدماء

ثانيا : تعلمت الأمة وهي في ذلتها وانكسارها أنها تستطيع أن تواجه وترابط وتعارك أسياد الأرض وطغاتها بعصابة قليلة من أبنائها ، وبعتاد خفيف من السلاح تستطيع بذلك أن تلحق بالعدو خسائر جسيمة أليمة وتجبره على تجرع كأس الهزيمة المر .

ثالثا : فتحت الفلوجة أرض المعركة على مصراعيها فألهبت همم أبناء االإسلام داخل العراق وخارجه ودفعت بدمائها الطاهرة التي أريقت على أرضها بالكثير من أبناء الإسلام لينهضوا وينفروا للتصدي للحملة العالمية الصليبية فاشتعلت المعارك والملاحم في أنحاء متفرقة من أرض العراق وتشكلت الكتائب والمجاميع وانبرى المجاهدون يتلقفون أرتال العدو ويصطادون دورياته ويغيرون على مواقعه ، وقد شهدنا بفضل الله خسائره الكثيره التي تكبدها على أرض العراق كلها فكان من مفاخر هذا الفتح أن تعظم نفوس أبنا الجهاد وتنها أمامها أساطير الآلات الحربية الحديثة فهمهم الآن قد تحررت من أوهام العجز والخوف وانطلقت إلى ميادين الجد والعمل .

رابعا : أحرزت معركة الفلوجة نصرا استرتيجيا عسكريا مهما فالجميع على دراية بتفوق الآلة العسكرية الأمريكية وتطور جيوشها ونظامها الحربي الذي يعتمد على ضرب الأهداف عن بعد دون التحام واشتباك ، والذي يفترض أن يؤمن سلامة الجندي الأمريكي دون أن يستهلك في معارك خطره تكلفه روحه ، ولكن الفلوجة استدرجت هذه الآلة الضخمة وفق خطة مدبرة ، استدرجتها إلى حرب شوارع قاسية غير منتظمة تسنزف جهدها وطاقتها وعتادها ، وأصبح الجندي الأمريكي يواجه الموت والهلاك من حيث لا يحتسب ، وأرغم الأمريكان على النزول إلى الأزقة والشوارع والدخول إلى البيوت و الأبنية ؛ فانكشف العدو لنيران العدو وكمائنهم وفاجأته قدرتهم على المناورة و الكر والفر ، واضطر لخوض معارك قريبة لم يعهدها تكبد فيها خسائر عظيمة في الأرواح والآليات تزيد على المئات والعشرات .

خامسا : تجرعت الإدارة العسكرية الأمريكية الهزيمة الكبرى ؛ فقد بدا واضحا لعرابي هذه الحرب ومخططيها أن المجاهدين لا يوقفهم أي نوع من أنواع الردع ولو كلف ذلك خوض حرب إبادة شاملة يقتلون فيها جميعا ، فالعقلية الجهادية أصبحت المعضلة الكبرى أمام خطط الحرب الأمريكية والعالمية ، وما حدث في الفلوجة من مفاخر الصمود والثبات أوهن نفوس قادة العدو وجلب لهم الكآبة والضجر النفسي والإرباك المعنوي ، وما ينتظرهم أدهى وأمر بعون الله تعالى .

سادسا : أسهمت الفلوجة بثباتها ورباطة جأشها بكشف اللثام عن وجوه الردة والنفاق والعمالة وخلعت ثوب الدجل الذي تسربلت به حكومة علاوي المرتدة ، وكشفت الزيف الذي تردده من أنها تريد مصلحة العراقيين وتقوم على حقن دمائهم وتجنيبهم الحروب والويلات ؛ وتشقى في كسب رضاهم ، ثم يراها الناس كلهم وهي تسارع في إنفاذ قرار الحرب على الفلوجة وتغمس يديها في دماء ابناء المدينة الطاهرة ، وتقتل الآلاف منهم وتشرد عشرات الألوف وتشرف على عمليات التدمير والتخريب تحت اسم محاربة الإرهاب والوطنية .

سابعا : أسقطت المعركة القناع الزائف عن قبائح السحنة الرافضية الهالكة ، فقد أوغلوا بحقدهم في هذه المعركة وبلؤم ظاهر شاركوا في الحملة العسكرية على الفلوجة بمباركة من إمام الكفر والزندقة ( السيستاني ) وكان لهم طول كبير في عمليات القتل والنهب والتخريب ، واستباحة أرواح العزل من الأطفال والنساء والشيوخ ، بل استزلتهم نفوسهم الكريهة إلى جرائم عظام ، فجعلوا يقتحمون بيوت الله الآمنة ويدنسونها ، ويعمدوا إلى تعليق صور شيطانهم السيستاني على الجدران ويخطون عليها بحقد : ( اليوم أرضكم وغدا عرضكم ) .

وللعلم فإن 90% من الحرس الوثني هم من الروافض الحاقدين و10% هم من قوات البشمرقة الكردية
وصدق من قال من العلماء في الرافضة أنهم بذرة نصرانية غرستها اليهودية في أرض مجوسية .

ثامنا : انكشاف الخطوط الخفية لأعداء الجهاد في هذه المعركة ، فقد برز فيها مشاركات عسكرية عدة
لصفوف خلفية معادية ؛ فقد اتضح مشاركة 800 جنديا اسرائيليا في المعركة ، وقد رافقهم 18 حاخاما قضى الكثير منهم كما تناقلت ذلك صحفهم ووسائل إعلامهم .
كما ظهرت مشاركة أردنية عسكرية من قبل ضباط أردنيين شاركوا في التخطيط والاقتحام العسكري للمدينة ..

وذلك يدل على تحقق الجميع من أن الفلوجة هي قاعدة جهادية تؤرق ليل أعداء الدين من الكفار والمرتدين .

تاسعا : من نتائج المعركة الشامخة .. تجدد الدماء في عروق أبناء الجهاد ، وتزايد حرصهم على الارتقاء بالعمل الجهادي نحو أهدافه المنشودة وخططه الموعودة ، فقد أفرزت المعركة جيلا من القادة والطاقات والخبرات التي تعتبر بالأحداث ، وتتأمل في التجارب والمكتبات وتمعن بعزم في الطريق المرسوم وقد صقلتها شدائد المعركة ، وأخرجتها في قالب قوي متين .

يقول سيد – رحمه الله - في الضلال :
" ففي معاناة الجهاد في سبيل الله والتعرض للموت في كل جولة ما يعود النفس الاستهانة بهذا الخطر المخوف الذي يكلف الناس كثيرا من نفوسهم وأخلاقهم وموازينهم وقيمهم ليتقوه ، وهو هين هين عند من يعتاد ملاقاته سواء سلم منه أو لاقاه والتوجه به لله في كل مرة يفعل في النف في لحظات الخطر شيئا يقربه للتصور فعل الكهربا بالاجسام وكأنه صياغة جديدة للقلوب والأرواح على صفاء ونقاء وصلاح ، ثم هي الأسباب الظاهرة لإصلاح الجماعة البشرية كلها .. عن طريق قيادتها بأيدي المجاهدين الذين فرغت نفوسهم من كل أعراض الدنيا وكل زخارفها ، وهانت عليهم الحياة وهم يخوضون غمار الموت في سبيل الله ولم يعد في قلوبهم ما يشغلهم عن الله والتطلع إلى رضاه .
وحين تكون القيادة في مثل هذه الأيدي تصلح الأرض كلها ويصلح العباد ويصبح عزيزا على هذه الأيدي أن
__________________
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid أن المفهوم السياســي للوطن في الإعلام العربي والخطاب السياسي ـ غالبا ـ ينتهي إلى أنه الكذبة الكبرى التي اصطلح الجميع على إستعمالها للوصول إلى أطماعه الخاصة ، الحزب الحاكم يستعملها مادامت توصله إلى أطماعه ، وطبقة التجار كذلك ـ إن كانت ثمة طبقات تجار خارج السلطة التنفيذية ـ مادموا يحصلون على الصفقات الكبرى ، والأحزاب الساعية للسلطة يمتطــون هذا المفهوم للوصول إلى السلطة .


ولهذا ينكشف الأمـر عندما يتخلى الزعيم عن الأرض هاربا عندما يفقد سلطته ، وتعيش الأحزاب السياسية خارج الوطـن ، وهي تتاجر سياسيا بشعاره ، ويُخرج التجار أموالهم ليهربوا إليها عندما تتهدد مصالحهم التجارية في الوطــن ، بينما كانوا يجعلون الأرض سوقا استثماريا فحسب ، ويبقى فيها الشعب المسكين الذي كان مخدوعا بهذه الكذبة ، حبّ الوطن ، إنه حقـا زمــن الزيــف والخــداع .
=46969