الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #79  
قديم 27-01-2005, 10:52 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

تفصيل الوقف الجائز



الوقف الجائز الذي سبق تعريفه - بأنه يُؤدي معنى صحيحاً - ينقسم إلى ثلاثة أقسام :-

1 - وقف تام .

2 - وقف كافي .

3 - وقف حسن .

1 - فالوقف التام :-

هو الوقف على كلام تم معناه ولم يتعلق بما بعده لفظاً ولا معنى ، وهو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ، وأكثر ما يكون هذا الوقف في الحالات التالية :-

أ - الوقف عند نهاية الآيات - ما عدا بعض آيات سبقت الإشارة إليها .

ب - في آخر بسم الله الرحمن الرحيم .

ج - قد يوجد الوقف التام - كذلك - قبل نهاية الآية كما في قوله تعالى ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ) سورة النمل :34 . فلو وقفنا عند قوله ( أذلة ) كان وقفاً تاماً ؛ لأنه آخر كلام بلقيس ، وقد اكتمل المعنى مع أن الآية لم تكتمل ، والأولى الوقف على نهاية الآية ( وكذلك يفعلون ) لأنه رأس آية .

د - قد يوجد الوقف التام بعد نهاية رأس الآية ، كما في قوله تعالى ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون ) سورة الصافات :137 ، 138 . فالوقف التام أن نقف على قوله تعالى ( وبالليل ) مع أن نهاية الآية هو قوله ( مصبحين ) ولكن المعنى لم يتم مع نهاية الآية فهو مرتبط بما بعده وهي كلمة ( وبالليل ) فالأولى أن نقف عندها ثم نقرأ ( أفلا تعقلون ) لأن معنى الآية : إنكم تمرون عليهم في الصباح وفي الليل . ولو قرأنا ( وبالليل أفلا تعقلون ) لكان المعنى مختلفاً تماماً وهو إنكم لا تعقلون في الليل وهو معنى غير مراد .

ومثله قوله تعالى ( ..... ولبيوتهم أبواباً وسرراً عليها يتكئون (34 ) وزخرفاً ....) سورة الزخرف :34 . فقوله تعالى ( يتكئون ) هي آخر الآية ، وكلمة ( زخرفاً ) هي بداية آية جديدة لكنها مرتبطة بما سبق ، فعندما نقف عليها يكون الوقف تاماً ، فتقرأ ( .. عليها يتكئون وزخرفاً * وإن كل ... ) .

ويُلحق بالوقف التام وقف آخر اسمه : وقف البيان التام ، أو الوقف الـــلازم ، أو الوقف الواجب ، ويُرمز له في المصاحف بميم صغيرة ( بخط النسخ ) فوق الكلمة .

وهذا الوقف الــلازم هو :- الوقف على كلمة تُبين المعنى ، بحيث لا يُفهم المعنى بدون هذا الوقف ؛ بل قد يلتبس المعنى تماماً وذلك مثل قوله تعالى ( وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ) يونس :65 . فهذه آية واحدة ، ولكن ينبغي الوقف عند قوله تعالى ( ولا يحزنك قولهم ) فنقف ولا نواصل بما بعدها ، لأننا إذا وصلنا التبس المعنى وصار ( ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعاً ) فكأن القول المحزن هو قولهم إن العزة لله .. وهم لم يقولوا ذلك بل قالوا الكذب والشرك فهذا قولهم ، ثم بيّن الله تعالى في كلام جديد : إن العزة جميعاً هي لله تعالى فلا تحزن على قولهم الذي قالوا .

ومثل ذلك - أيضاً - قوله تعالى ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ) سورة الفتح :9 . فهذه آية واحدة ، ولكن ينبغي الوقف عند قوله تعالى ( وتوقروه ) لأن كل ما سبق في الآية هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم نبدأ كلاماً جديداً ( وتسبحوه ) وهذا خاص بالله تعالى وليس بالرسول صلى الله عليه وسلم فكان الوقف لا زماً لأننا لو وصلنا لصار المعنى أن نسبح الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا خطأ فوجب الوقف .

ومثله قوله تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (247 )الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) البقرة :247 ،248 .

فهاتان آيات منفصلتان ، فالوقف على قوله تعالى ( يحزنون ) وقف تام لأنه رأس آية ولا ينبغي الوصل لأن المعنى يصبح : إن الذين بأكلون الربا هم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وهذا معنى فاسد فيجب الوقف ثم نبدأ كلاماً جديداً ( الذين يأكلون الربا ... ) .

ومثله قوله تعالى ( سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض ... ) سورة النساء :171 . فالوقف التام - الواجب - يكون عند قوله ( ولد ) ثم نبدأ كلاماً جديداً ( له ما في السماوات ) لأن المراد نفي الولد عن الله سبحانه مطلقاً .

ومثله قوله تعالى ( فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يُسرون وما يعلنون ) سورة يس : 76 . فهذه آية واحدة ، ولكن يلزم والوقف عند قوله تعالى ( قولهم ) ثم نبدأ القراءة من جديد ؛ لأننا لو وصلنا لتوهم السامع أن عبارة ( إنا نعلم ما يُسرون وما يعلنون ) هي من ضمن كلام الكفار ، والحقيقة أنها من كلام الله تعالى .

ومثله قوله تعالى ( .... إن الله شديد العقاب * للفقراء والمهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم ) سورة الحشر : 7 . فهاتان آيتان ، فالوقف التام عند قوله ( شديد العقاب ) لأنها رأس آية ، ولا يجوز الوصل للآيتين معاً لأن الوصل يُوهم بأن شدة العقاب هي للفقراء المهاجرين ، وهذا خطأ وليس هو المراد ، بل شدة العقاب كانت لأمر سابق فيجب أن نقف عند ( شديد العقاب ) ثم نبداً كلاماً جديداً ( للفقراء ) .

وكذلك في قوله تعالى ( فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نُكر ) سورة القمر : 6 . فينبغي الوقوف عند ( فتول عنهم ) ثم نبدأ كلاماً جديداً .

وكذلك قوله تعالى ( وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) سورة آل عمران : 7 . فينبغي الوقف عند قوله تعالى ( إلا الله ) ثم نبدأ كلاماً جديداً ( والراسخون في العلم .. ) وذلك لأن الله وحده هو الذي يعلم تأويله ، ولو وصلنا الكلام لأصبح الراسخون في العلم يعلمون تأويله - أيضاً - وهذا مُختلف فيه بين أهل التفسير .

ومثله قوله تعالى ( فإنها محرّمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تاس على القوم الفاسقين ) سورة المائدة :6 .

فينبغي الوقف عند قوله ( سنة ) ولا ينبغي عند قوله ( عليهم ) لأن الوقف عن ( عليهم ) يُفيد أن الأرض المقدسة محرمة عليهم إلى الأبد وهذا خلاف ما حدث فقد دخلوها فالواجب الوقوف عند قوله ( سنة ) لأن الله تعالى حرّم عليهم دخولها أربعين سنة ثم دخلوها .

وهذه بعض الأمثلة سقناها للبيان والإيضاح ، وهناك أمثلة أخرى كثيرة يُرجع إليها في كتب التجويد .


** *** **





للفائدة




السؤال:

أيهما أصح " تفسير ابن كثير " أو " تفسير الطبري " ؟.

الجواب:

الحمد لله

كل واحد من هذين التفسيرين لعالم جليل من علماء أهل السنة ، ولا يزال العلماء ينصحون باقتنائهما ، ولكل واحدٍ منهما ميزات تجعل طالب العلم لا يستطيع تفضيل واحدٍ منهما على الآخر ، وهذه بعض اللمحات عن التفسيرين :

1. " تفسير الطبري "

- ولد الإمام محمد بن جرير الطبري عام 224 هـ وتوفي عام 310 هـ عن ستة وثمانين عاماً في إقليم طبرستان .

- سمى تفسيره " جامع البيان في تأويل آي القرآن " .

- قال أبو حامد الإسفرايني : لو سافر مسافر إلى الصين من أجل تحصيله ما كان ذلك كثيراً في حقه .

" طبقات المفسرين " للداودي ( 2 / 106 ) .

وقال ابن خزيمة : نظرت فيه من أوله إلى آخره ، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير.

" سير أعلام النبلاء " ( 14 / 273 ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما التفاسير التي في أيدي الناس : فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري ؛ فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة ، وليس فيه بدعة ، ولا ينقل عن المتهمين ، كمقاتل بن بكير والكلبي .

" مجموع الفتاوى " ( 13 / 358 ) .

وقال أيضاً في "مقدمة في أصول التفسير" (ص 39) عن تفسير ابن جرير :

من أجل التفاسير وأعظمها قدراً . انتهى .

- اعتمدَ أقوال ثلاث طبقات من طبقات مفسري السلف ، وهم الصحابة ، والتابعون ، وأتباع التابعين ، ويذكر أقوالهم بأسانيده إليهم ، وهذه ميزة عظيمة في كتابه ، لا توجد في كثير من كتب التفسير الموجودة بين أيدينا ، غير أن هذه الميزة لا تتناسب مع عامة المسلمين الذين ليس لديهم القدرة على البحث في الأسانيد ومعرفة الصحيح من الضعيف ، وإنما يريدون الوقوف على صحة السند أو ضعفه بكلام واضح بَيِّن مختصر .

- فإذا انتهى من عرضِ أقوالِهم : رجَّحَ ما يراه صوابًا ، ثمَّ يذكر مستندَه في الترجيحِ .

2. " تفسير ابن كثير "

- هو أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي ، توفي في عام 774 هـ .

- سمى تفسيره " تفسير القرآن العظيم " .

- قال السيوطي رحمه الله في حق هذا التفسير : لم يؤلَّف على نمطه مثله .

" تذكرة الحفاظ " ( ص 534 ) .

- وتفسيره من التفسير بالمأثور – الآية والحديث - ، وشهرته تعقب شهرة الطبري عند المتأخرين .

- سهل العبارة ، جيد الصياغة ، ليس بالطويل الممل ، ولا بالقصير المخل .

- يفسِّر الآية بالآية ، ويسوق الآيات المتناسبة مع ما يفسره من الآيات ، ثم يسرد الأحاديث الواردة في موضوع الآية ، ويسوق بعض أسانيدها وبخاصة ما يرويه الإمام أحمد في مسنده ، وهو من حفظة المسند ، ويتكلم على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً– غالباً – وهي ميزة عظيمة في تفسيره ، ثم يذكر أقوال السلف من الصحابة والتابعين ، ويوفق بين الأقوال ، ويستبعد الخلاف الشاذ .

قال عنه محمد بن جعفر الكتاني : إنه مشحون بالأحاديث والآثار بأسانيد مخرجيها مع الكلام عليها صحةً وضعفاً .

" الرسالة المستطرفة " ( ص 195 ) .

- نبَّه على الموقف الشرعي من الروايات الإسرائيلية ، ونبَّه على بعضها خلال تفسيره لبعض الآيات .

والخلاصة :

أنه لا غنى لطالب العلم عن الكتابين ، وأنه عند المفاضلة بينهما : فإن تفسير ابن جرير لم يؤلَّف بعده مثله ، وهو زاد للعلماء وطلبة العلم ، لكنه لا يصلح لعامة الناس لعدم صلاحيتهم هم له ، وتفسير ابن كثير أقرب لأن يوصى به عوام الناس ، وفيه من الفوائد للعلماء وطلبة العلم الشيء الكثير .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

وقفه :-

امنعوا الناس من المزاح فإنه يذهب بالمروءة ويوغر الصدور

" هذا ما كتبه أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عماله "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه