عرض مشاركة مفردة
  #102  
قديم 28-01-2005, 04:23 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

القذافي يدين نفسه بـالخيانة الكبرى

انعقد ما يعرف بـ(مؤتمر الشعب العام) بمدينة سرت مسقط رأس الطاغوت القذافي وهي المهزلة التي لازالت تتكرر كل عام تحت زعم أن الشعب الليبـي هو الذي يحكم نفسه بنفسه ، وأن القذافي لا يحمل أي صفة رسمية ، ولا يتحمل أي منصب سياسي باستثناء كونه (قائد الثورة) و (مرشد الشعب) و(القيادة التاريخية) ، وهي شعارات يلهج القذافي بها في كل وقت وحين ليحمَّل هذا الشعب كل أخطاء نظامه ، وسوء إدارته على اعتبار أنه ليس بملك ولا رئيس ولا أمير

وقد ألقى القذافي كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر استهلها بقوله (إننى مضطر كقائد للثورة الآن إلى التدخل الثوري لإنقاذ النفط من التفريط به) ثم شن حملة عنيفة وساخرة على الوزراء الجالسين أمامه ، معقباً بإصدار أمر بحل الحكومة – اللجنة الشعبية العامة حسب اصطلاح القذافي –رغم أنه ليس برئيس كما يزعم. وفي أسلوب مسرحي قام بتمزيق الميزانية المرصودة للسنة الجديدة المبتدئة من رمضان/ يناير الماضي والتي وصفها بأنها (كارثة وخيانة) داعياً (المؤتمرات الشعبية) – التي تمثل الشعب الليبـي حسب نظرية القذافي – للانعقاد من جديد لوضع ميزانية أخرى تضمن سلامة الاستفادة من عوائد النفط التي قال إنها يجب أن تصرف على عملية التحول ، ونقل البلاد من التخلف إلى التقدم

القذافي وصف الإسراف والتبذير في إنفاق عائدات النفط بأنه (خيانة كبرى) ، كما اعترف بتردي وضع الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة وغيرها والتي أصبحت في حالة سيئة للغاية بسبب نقص الإمكانيات المادية!. ولم يبال القذافي وهو يحترف مهنة التضليل والتدجيل بل والكذب الصراح أن يتقمص دور المصلح الغيور على مقدرات البلاد ومكتسباتها، رغم أن الكل يعلم أنه المسؤول عما آلت إليه حال البلاد من أوضاع مزرية اضطر للاعتراف بها بعد أن أهدر-على مدى ثلاثين سنة- مليارات الدولارات من الثروة النفطية على مشاريع فاشلة ، وأعمال إجرامية ودعم عصابات دولية ، وكانت تلك الثروة كافية لإيصال ليبيا إلى مصاف الدول الحديثة المتقدمة على أقل الأحوال

وفي الوقت الذي كان فيه القذافي يلقي باللائمة على غيره في تبذير عائدات النفط ، قائلاً (واجبي تجاه شعبي كقائد للثورة يحتم عليّ أن يتم إنفاق عائدات النفط على كل ما يحقق التقدم للجماهيرية وللشعب الليبـي)- كان الابن الثالث المسمى بـ(هانيبال) يحقق التقدم بطريقته الخاصة من خلال نوادي أسبانيا الليلية ، ومراقصها المشهورة وفنادقها الفاخرة ، وهو ينفق بسخاء منقطع النظير ، فمنذ عدة شهور وحسبما ما ذكرته مجلة التيمبو الأسبانية التي أجرت لقاء مع هانيبال فإن مصاريفه اليومية تربو عن المليون بزيته أسبانية تمضي كلها في إحياء الليالي الماجنة وشراء إسطوانات الموسيقى التي يملك منها الآلاف

ولم يتأخر الابن الأكبر الساعدي هو الآخر عن الاغتراف من أموال الشعب ، و على سبيل المثال فقد استقدم العداء الكندي بن جونسون لأجل تحسين لياقته ، وإشراف جونسون على هذه (المهمة الحساسة) لمدة ثلاثة أشهر مقابل الاف الدولارات ، هذا عدا الامتيازات الأخرى من حيث الاقامة والحركة ونحوهما

لقد أقر القذافي بأن الإسراف وتبذير أموال الشعب الليبـي (خيانة كبرى) ، فإذا كان الشعب الليبـي يُحمل القذافي المسؤولية كاملة عن ضياع عائدات النفط في تحقيق نزواته وأطماعه ، دون أن يكون للشعب فيها أدنى نصيب حتى وصل به الأمر إلى تلك الحال المأساوية - فإن القذافي يكون بذلك قد أدان نفسه ، واستحق –رغم استحقاقه لهذا الوصف منذ وصوله إلى سدة الحكم- عن جدارة وصف الخيانة الكبرى الذي حاول أن يلبسه لغيره كما كان يفعل دائماً

وما خفي كان أعظم
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }