الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #80  
قديم 30-01-2005, 12:18 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

2 - الوقف الكافي :

وهو ما يؤدي معنى صحيحاً مع تعلُّقه بما بعده في المعنى ، فهو الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده .

وذلك مثل قوله تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا اله واحد ...) سورة المائدة :73 .

فالوقف ينبغي عند قوله تعالى ( ثلاثة ) ولا ينبغي الوصل ؛ لكيلا يتوهم السامع أن قوله ( وما من إله إلا إله واحد ) هو من قول النصارى ، كلا ! .

ومثله قوله تعالى ( وما أرسلنا إلا مبشراً ونذيراً (105 ) وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس ..) سورة الإسراء :105 ، 106 . فالوقف على آخر الآية ( ونذيراً ) وقف كافي ، ولا ينبغي الوصل ، لأننا لو وصلنا لأصبح المعنى الرسول صلى الله عليه وسلم مبشراً ونذيراً وقرآنا ، وهذا خطأ ، فالرسول صلى الله عليه وسلم مبشر ونذير ولكنه ليس قرآنا . وأمثلة ذلك في القرآن كثير .

3 - الوقف الحسن :

هو الوقف على كلام يؤدي معنى صحيحاً مع تعلقه بما بعده لفظاً ومعنى ، وهو الذي يحسن الوقف عليه ، ثم نبدأ بإعادة آخر كلمة أو آخر كلمتين من الكلام السابق ونكمل القراءة لكي يتناسق المعنى ويتصل .

مثل قوله تعالى ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك ( وقف ) ثم نبدأ ( أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يُحيي ويميت ) سورة البقرة : 258 . وهذا كثير جداً في القراءة .

وقد يكون الوقف حسناً والابتداء بعده قبيحاً مثل ثوله تعالى ( يُخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم ... ) سورة الممتحنة : 1 فالوقف على قوله ( يُخرجون الرسول ) وقف حسن ، لكن إذا بدأنا وقلنا ( وإياكم أن تؤمنوا ... ) صار المعنى فاسداً لأنه تحذير من الإيمان بالله ، فوجب هنا الوصل ، أو الوقف على قوله ( وإياكم ) .




** *** **




ـــــــــــــــــــــ

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ... في .... تفصيل الوقف القبيح ..




للفائدة




السؤال :-

في مسجدنا يحدث اختلاط بين الرجال والنساء قبيل وقت الإفطار في شهر رمضان ، وهذا الأمر مستمر منذ عدة سنوات . القائمون على المسجد يتحججون بأنهم إذا لم يسمحوا للناس بفعل ما يريدون فلن يحضروا إلى المسجد .

الجواب :-

الحمد لله

أولا :

الاختلاط بين الرجال والنساء محرم ؛ لما يفضي إليه من المفاسد والمحاذير الكثيرة ، وقد سبق ذكر أدلة تحريم الاختلاط في جواب السؤال رقم (1200) .

وإذا كان الاختلاط محرماً في عموم الأزمنة والأمكنة ، فإنه أعظم تحريماً إذا كان يمارس في المساجد وفي شهر رمضان ، لمنافاته للمقاصد الشرعية التي أقيمت لأجلها المساجد ، من حفظ الدين ونشره ، ودعوة الناس إلى الخير ، ونهيهم عن الفساد والغيّ ، ومنافاته لحكمة الصوم التي هي تحصيل التقوى ، ومجانبة داعي الهوى .

والواجب على جميع أهل المسجد إنكار هذا المنكر والسعي في إزالته ، وتتأكد المسئولية على القائمين على المسجد والمشرفين عليه .

وليس لأحد أن يحتج على جواز هذا المنكر أو السكوت عنه بأن منع الاختلاط قد يؤدي إلى تخلف بعض الناس عن الحضور إلى المسجد ، فإن هذه حجة مردودة من وجوه :

الأول : أن السكوت عن إنكار المنكر مع القدرة على إنكاره يوقع صاحبه في الإثم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) رواه مسلم (48) .

ولا يرضى عاقل أن يكون حضوره إلى المسجد سببا في وقوعه في الإثم .

الثاني : أن أهم دور يضطلع به المسجد هو دعوة الناس إلى الخيرات ، وتحذيرهم من المنكرات ، ولهذا كان على القائمين على المسجد أن يبينوا للناس حرمة الاختلاط ، وأن يمنعوهم من الوقوع فيه .

الثالث : أن القول بأن هؤلاء لن يحضروا إلى المسجد ، مجرد ظن ، وعلى فرض حصوله ، فإن المقرر عند أهل العلم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .

الرابع : أنه يمكن تخصيص مكان مناسب لاجتماع النساء قبيل الإفطار ، ولو في زاوية من زوايا المسجد أو خارجه ، في خيمة ونحوها ، مع شغلهن ببعض البرامج المفيدة ، والأعمال النافعة ، التي تشرف عليها النساء .

الخامس : أن الداعية ينبغي أن يكون هو المؤثر في الواقع والساعي إلى إصلاحه ، لا أن يتأثر هو به أو يبحث عن تبريره وتسويغه .

والاختلاط ما هو إلا مشكلة أفرزها الواقع في ظل بُعْده عن الشرع ، فينبغي أن تتكاتف الجهود لإنكاره ، والقضاء عليه ، وإن لم تكن الخطوة الأولى في بيوت الله ، فأين ستكون ؟!

ويمكنك أن تسعى مع بعض إخوانك الصالحين إلى إقناع المسئولين ومساعدتهم في إيجاد المكان المناسب لاجتماع النساء ، ومشاركتهم في إعداد البرامج النافعة لهن .

ونسأل الله أن يكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق .

ثانياً :

وأما ما يقولونه من التسبيح بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح ، فقد سبق في جواب السؤال (50718) أن ذلك من البدع المحدثة التي ينبغي تركها .

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترضي عن الخلفاء الراشدين بين ركعات التراويح ؟

فأجاب :

" لا أصل لذلك – فيما نعلم – من الشرع المطهر ، بل هو من البدع المحدثة ، فالواجب تركه ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، وهو اتباع الكتاب والسنة ، وما سار عليه سلف الأمة ، والحذر مما خالف ذلك " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (11/369) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)



وقفه :-


ينبغي للعاقل أن ينتهي إلى غاية ما يمكنه ؛ فلو كان يُتصور للآدمي صعود السماوات لرأيت من أقبح النقائص رضاه بالأرض .

" ابن قيم الجوزية "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه