عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-02-2005, 02:42 AM
الهلالى الهلالى غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 1,294
إفتراضي


كان الهدف من وراء الجهاد الأفغاني – كما كان يُبشّر الشيخ عزام رحمه الله – هو : تحرير المسجد الأقصى وفلسطين وسائر الأمة من أيدي الأعداء .. كان الهدف : إرجاع مقدرات الأمة لأهلها ، وأخذ الأمة الإسلامية مكانها الحقيقي من الصدارة والريادة في العالم .. وكان الشيخ رحمه الله يزرع هذه المعاني في قلوب المجاهدين ..

هذه الثلّة البسيطة من المجاهدين استمروا في طريقهم ، فجمعوا الشباب وشرعوا بتكوين نواة الجهاد في الأرض من جديد ، وبفضل الله ، ثم بفضل طلبة العلم الشرعي في أفغانستان ، أقام المجاهدون صرح أول إمارة إسلامية في الأرض منذ أكثر من قرن من الزمان ..

هذه الإمارة لم تكن مشروع أفغانستان ، بل كانت مشروع أمة الإسلام ، ولذلك أعلن العالم أجمع الحرب عليها لعلمهم بأن أمة الإسلام متى استيقظت فلا بد لها أن تلتهم سائر الأمم ، وهذا وعد من الله حاصل لا محالة ، ولكن القوم بوعد الله يجهلون ..

الذي تولى كِبر دعم الجهاد الأفغاني ضد الروس هم أهل الجزيرة العربية (حكاماً ومحكومين) ، وكان أهل نجد والحجاز وأهل الكويت من أكثر من دعم الجهاد الأفغاني الأول ، ولما انقلبت الآية ، وصدر المرسوم الأمريكي السامي بتعقّب المجاهدين : كانت حكومة "آل سعود" وحكومة "آل الصباح" من أشد الناس نكاية بالمجاهدين .. فالأمر عندهم لم يكن أمر جهاد ودين وراية شرعية ، بل كلّ ما في الأمر أنها : أوامر أمريكية ، فأمريكا هي التي أحلت الجهاد وجعلته من أوجب الواجبات (عند هؤلاء الحكام) ، وأمريكا هي التي حرّمت هذا الجهاد - في ما بعد - وجعلته من أعظم الموبقات ..

إقامات جبرية .. سجون .. معتقلات .. طرد من الوظائف .. ملاحقات .. مسائلات .. قتل .. إعتداء على الأجساد والأعراض : كل هذا كان من نصيب مَن لبّى نداء الله ونفر إلى ساحات الجهاد ..

ظن الكفار والمنافقون بأنهم قضوا على البقية الباقية من المجاهدين !! وأنهم أسكنوا ذلك الحماس وتلك الشّعلة !! وأنهم أطفؤوا النار التي ظنوا أنهم أوقدوها ، وكان ذلك بعد توقيع معاهدة "دايتون" المخزية بين النصارى والمسلمين في البوسنة والهرسك ، والتي وُقّعت في أمريكا ، والتي طلب بعدها "علي عزّت بيجوفيتش" من المجاهدين الخروج من البوسنة ، بضغط من أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين (وقد عذَره المجاهدون الأنصار لعلمهم بالحال) ..

في غضون هذه الأحداث الجسام ، كانت أمريكا تعد العدة للخطوات النهائية لخطتها القديمة ، ألا وهي : غزو بلاد الإسلام مباشرة واحتلال منابع النفط في العراق وجزيرة العرب وإيران ، وتأمين حدود دولة يهود الكبرى : من الفرات إلى النيل (بما في ذلك : مدينة رسول الله صلى اله عليه وسلم ، حيث مسجده وقبره عليه الصلاة والسلام) ، وطعن الأمة الإسلامية في قلبها (جزيرة العرب) لتقضي عليها إلى الأبد ..

وبينما كانت أمريكا تعد عدتها للحرب الصليبية الثامنة على الأمة الإسلامية ، كانت هناك عصابة من رجال هذه الأمة يعدّون العدّة للتصدي لهذه الخطة الأمريكية الخبيثة .. كانت هذه الجماعة تُدرّب الشباب المسلم على الجهاد والتضحية في سبيل الدين في ربوع أفغانستان ، فتكوّنت قاعدة لا بأس بها من المجاهدين في أكثر بلاد المسلمين تحت إشراف القاعدة الجهادية الأم في خراسان ..

نفّذت أمريكا أولى خطواتها : إغراء صدام وإعطاءه الضوء الأخضر لاحتلال الكويت ، ثم القيام بجلب أساطيلها البحرية والبرية إلى جزيرة العرب بحجّة تحرير الكويت ، وبهذه الحجة : احتلّت منابع النفط في جزيرة العرب عسكرياً .. وبعدها قامت بإضعاف العراق : فدمّرت الجيش العراقي في حرب "تحرير" الكويت ، ومنعت العراق من صناعة الأسلحة ، وقامت بمحاصرة العراق لمدة 12 سنة مات في الحصار أكثر من مليوني عراقي جوعاً (أكثرهم من الأطفال) ، ثم أغرت أمريكا رافضة الجنوب وأكراد الشمال بالتمرد على حكومة بغداد .. ولما أتى وقت احتلال العراق : عملت قبله على ضرب الإماراة الإسلامية في أفغانستان لعلمها بأنها الدولة الوحيدة التي ستقف في وجه هذه الخطة الخبيثة ..

كانت الطائرات الأمريكية والصواريخ بعيدة المدى تخرج من مطارات وقواعد جزيرة العرب (عمان ، قطر ، البحرين ، الإمارات ، الكويت ، نجد وشمال الجزيرة والإحساء) ، وحكام الجزيرة تكفلوا بمؤن ومتطلبات الجيش الأمريكي يدفعونه من أموال المسلمين مقابل بقائهم على عروشهم !! قُتل عشرات الآلاف من أطفال ونساء أفغانستان ، وشُرّد الملايين ليُعلن الحكام العرب على الملأ بأن حكومة "طالبان" مخالفة للشرع والدين !! شرع أمريكا ودينها !!

بدأت حرب العراق .. كانت حرب خاطفة قصيرة سلّم كثير من قادة البعث والروافض البلاد للنصارى المعتدين ، هُتكت أعراض ، دُمّرت بيوت ، سُرقت أموال ، وكان القصف الأمريكي يأتي عن طريق الطائرات التي تخرج من مطارات دول الخليج العربي (وخاصة قلب الجزيرة : قاعدة "سلطان" وقاعدة "تبوك" ، ثم الكويت) ..

لما نوى الأمريكان غزو أفغانستان : هب كثير من شباب الإسلام للذود عن الإمارة الإسلامية ، فخرج الآلاف من الشباب ميممين شطر أفغانستان ، وأتى الأمر الأمريكي بوقف هذا الزحف الإسلامي فزجّ الحكام بكثير من هؤلاء المجاهدين في السجون ، وألقوا القبض على كل من اشترك في جهاد سابق (أفغانستان ، البوسنة ، الشيشان ، كشمير ...) !! زُجّ بهؤلاء في السجن لا لشيء إلا لأنهم دافعوا عن الإسلام في يوم من الأيام ، حتى امتلأت سجون الجزيرة بخيرة شباب أمة محمد صلى الله عليه وسلم (ولا زال هؤلاء المجاهدين في السجون) !!

جائت حرب العراق ، فأمرت أمريكا الحكام بزيادة الإجرائات الأمنية لمنع المسلمين من الجهاد في سبيل الله .. فمنع الحكامُ الخطباء من الخوض في هذه الحملة الصليبية على الإسلام ، ومن التحريض على الجهاد أو حتى ذكر فضله في الشريعة ، وبدأ الحكام بتغيير المناهج الدراسية الممسوخة لتزداد مسخاً على مسخها وليحذفوا منها كل ما يمت للنصارى واليهود بصلة ، ولينشأ جيل لا يعرف الجهاد في سبيل الله ولا التضحية في سبيله ، ولا الولاء والبراء ، فلا يُعكّر صفو هذه الحملة الصليبية ، وجنّد هؤلاء الحكام شرذمة من "حفاظ النصوص" لنقل المسلمين من دين الحق إلى الإرجاء المحض !! (وقد أخبرني أحد المدرسين من دولة الإمارات بأن حكومة هذه الدولة حذفت كل ما يمت للنصارى واليهود من مقرراتها منذ زمن ، وأدخلت مادة الموسيقى في منهجها ليرتقي الحس العربي والإسلامي في الناشئة ويزيد تمسكهم برصيدهم الحضاري الإسلامي ويقاوموا هجمة العولمة والتغريب بالموسيقى الإسلامية !!)

أرسل قادة الجهاد في أفغانستان الكثير من الشباب العرب إلى أرض العراق ، ونفر شباب الشام ومصر والجزيرة وتركيا واليمن والمغرب وغيرها من بلاد الإسلام إلى أرض الرافدين للجهاد (وبعض المجاهدون الشيشان) ، وانضم هؤلاء إلى أسود العراق المسلمين المجاهدين من أهل السنة والجماعة .. وفي أيام قلائل : تحوّل نصر أمريكا ودول الكفر والحكومات المرتدة وجيوش المنافقين إلى هزيمة ساحقة على أيدي شباب أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - العُزّل المجاهدين ..

جُنّ جنون أمريكا ، وأخذت تقصف المدن العراقية بكل همجية وبقنابل عنقودية وكيمياوية وغيرها من القنابل الفتاكة ، والطائرات التي تقصف مدن العراق – كالعادة – تنطلق من جزيرة العرب ، ومهما فعل المجاهدون في العراق فإنهم لن يستطيعوا تدمير هذه الطائرات لأنها ليست على أرض مطارت القواعد العسكرية الأمريكية في العراق !!

هنا التفت المجاهدون في العراق إلى إخوانهم في الجزيرة ، وطلبوا منهم النجدة والنُّصرة وأن يكفّوا عنهم هذه الطائرات التي تنطلق من بين أظهرهم (كما فعل إخوانهم الأفغان من قبل) ، فبدأت بعض الهجمات على جنود الصليب في جزيرة العرب ..

حاول الحكام عبثاً أن يُقنعوا الناس بأن هؤلاء الصليبيين المحتلين الصائلين القاتلين المدمرين بلاد الإسلام الهاتكين أعراض المسلمات هم من "أهل العهد" الذين لا يجوز قصدهم بأذى !! واستخدموا لهذا الغرض بعض من ينتسب إلى أهل العلم بعد أن أغدقوا عليهم الأموال !! ولكن هذا المكر لم ينطلي على عوام المسلمين الذين يشاهدون ويسمعون ما يفعله الأمريكان في العراق وأفغانستان ..

وبعد أن ظهر كذبهم : أخذوا يتعقّبون المجاهدين في بلاد الجزيرة يقتلونهم ويأسرون أهليهم ، حتى أنهم قتلوا بعض المجاهدين في البلد الحرام وبجوار المسجد الحرام ، ليرضى عنهم النصارى أعداء الإسلام !!

حاولوا تشويه هذا الجهاد ونعتوه بنعوت استخدمها النصارى واليهود ليصدوا المسلمين عن فريضة فرضها الله عليهم ، فقالوا : تدمير ، وتخريب ، وعنف ، وإرهاب ، وإفساد في الأرض ، وخروج عن طاعة ولي الأمر ، والإفتئات على الدين ، وغيرها من النعوت الكثير العقيمة التي لم تُفرّخ إلا أوهاماً في عقولهم يمجها عامة المسلمين الذين كرهوا كل ما هو أمريكي ويهودي ، وكرهوا كل من تولاهم وأعانهم على قتلهم المسلمين .

إن لجهاد المجاهدين في جزيرة العرب أهداف عظيمة جليلة ، أذكر منها :

1- قطع الإمدادات العسكرية التي يمدها حكام تلك البلاد لدعم الحملة الصليبية الثامنة على البلاد الإسلامية.

2- عدم تمكين الصليبيين من استخدام أرض جزيرة رسول - الله صلى الله عليه وسلم – لقتل أتباعه في العراق وأفغانستان وغيرها من بلاد الإسلام.

3- عدم تمكين الصليبيين من احتلال منابع النفط في الجزيرة للتقوي بها على المسلمين. وبنظرة سريعة للأرقام المعلنة عن النفط يتبيّن سبب حاجة أمريكا لنفط الخليج : فنسبة الإحتياطي العالمي المؤكد للنفط في العالم ، كما يلي : إيران (8.7 %) ، العراق (9.8 %) ، الكويت (9.5 %) ، الإمارارت (9.7 %) ، المملكة العربية (25.7 %) البلدان الأخرى داخل أوبك (13.2 %) ، الولايات المتحدة (2.9 %) ، الإتحاد السوفييتي سابقاً (5.5 %) ، البلدان الأخرى خارج أوبك (15.4 %) .. أي أن دول أوبك وحدها تمتلك أكثر من (75 %) من احتياطي النفط العالمي ، وأكثر من (60 %) من هذا الإحتياطي في منطقة الخليج العربي ، وأيظا (36 %) من احتياطي الغاز الطبيعي المؤكد في الخليج العربي .. علماً بأن دول أوبك كلها تستهلك ما يقارب (8 %) من النفط المنتج عالمياً ، وأمريكا وحدها تستهلك (25 %) من المنتج النفطي العالمي !! فأمريكا تستورد (22%) مما تستهلكه من النفط يومياً ، وأكثر ما تستورد من الخليج ، فهي بحاجة لنفط الخليج ، وبأزهد الأسعار لتقف على رجلها .. وأمريكا تأخذ الكثير من نفط دول الخليج بالمجان (وكذا بريطانيا من بعض الدول الخليجية) ، ولكن هؤلاء النصارى لم يقنعوا بهذا الكثير ، بل يريدون الكل ، وهذا ما فعلوه في العراق ، ويريدون فعله في بقية دول الخليج ..


يتبع ===============