عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 01-02-2005, 08:05 PM
القوس القوس غير متصل
وما رميت إذ رميت
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
المشاركات: 2,350
إفتراضي اخيرا

على سبيل المقارنة، نورد الأرقام التالية من تقرير التنمية البشرية العالمي لعام 2001 لمجموعة من الدول:

الدولة
مؤشر التنمية البشرية لعام 1999 معدل الدخل الفردي
البرازيل 0،750 7037 دولار
الفليبين 0،749 3805 دولار
جامايكا 0،738 3674 دولار
غواتيمالا 0،626 3674 دولار
جنوب أفريقيا 0،702 8908 دولار
سيريلانكا 0،735 3279 دولار
كوستاريكا 0،821 8860 دولار
السعودية 0،754 10815 دولار

ولنلاحظ أن معدل الدخل الفردي هنا تم حسابه بقياس القوة الشرائية المعادلة، فهو لن يكون مثل معدل الدخل الفردي الاسمي أو الذي يأخذ التضخم بعين الاعتبار. بالرغم من ذلك، نلاحظ من الجدول أعلاه مفارقات مهمة بالنسبة لمؤشر التنمية البشرية ومؤشر الدخل الفردي. فالبرازيل والفليبين متقاربان في مؤشر التنمية البشرية، أو نوعية الحياة، بالرغم من الاختلاف الرهيب في معدلي دخلهما الفردي. وجامايكا وغواتيمالا في أمريكا الوسطى متقاربان في معدلي دخلهما الفردي ولكنهما يختلفان بشكل واضح في مؤشر التنمية البشرية. وجنوب أفريقيا يقل مؤشر تنميتها البشرية عن مؤشر التنمية البشرية في سيريلانكا، مع أن دخلها الفردي حوالي ثلاثة أضعاف الدخل الفردي في سيريلانكا. وكذلك الأمر في السعودية التي يقل مؤشر التنمية البشرية فيها بقوة عن دولة كوستاريكا التي تجاوزت حد 0،8 للدول المتقدمة، مع أن الدخل الفردي في السعودية أكثر بكثير منه في كوستاريكا.

والخلاصة من هذه المفارقات أن مؤشر التنمية البشرية يستطيع أن يعبر عن نوعية الحياة بشكل أفضل بكثير من معدل الدخل الفردي حتى عندما يتم تعديل الأخير بمقياس القوة الشرائية المعادلة، وهو ما يفترض أن يرفع معدل الدخل الفردي في الدول الفقيرة وأن يخفضه في الدول الغنية.

بالإضافة إلى ذلك، يتم حساب مؤشر التنمية البشرية داخل كل دولة حسب الإقليم الجغرافي وحسب الجنس وحسب الاقليات العرقية أحياناً. ويكون ذلك بنفس طريقة حساب مؤشر التنمية البشرية للبلد ككل مع أخذ الإحصائيات الخاصة بكل منطقة جغرافية، أو بالذكور والإناث، على حدة بالنسبة لكل منها. وكذلك يمكن أخذ سوء توزيع الدخل بين السكان بعين الاعتبار عن طريق ضرب معدل الدخل الفردي بلرقم واحد ناقص قيمة معامل جيني Gini Coefficient الذي يقيس توزيع الدخل بين السكان. وعند استخدام هذه الصيغة لمعدل الدخل الفردي، فإن قيمة مؤشر التنمية البشرية تنخفض بشكلٍ عام كلما ساء توزيع الدخل بين السكان.

بعض المقاييس الأخرى للتنمية البشرية:

وتحسب تقارير التنمية البشرية أيضاً مقياسان آخران يمثلان الوجه الآخر لمؤشر التنمية البشرية هما دليل الفقر البشري للدول النامية Human Poverty Index I و دليل الفقر البشري للدول الصناعية Human Poverty Index II . وهذان المؤشران يدخل فيهما طول العمر والمستوى التعليمي ومستوى المعيشة ولكن بشكل معكوس. إذ بدل التعبير عن مستوى الإنجاز الذي حققته كل دولة في كل مجال، يتم التعبير عن مستوى قلة الإنجاز. مثلاً، في حساب دليل الفقر البشري للدول النامية، تستخدم مؤشرات مثل النسبة المئوية من السكان الذين يتوقع أن لا يعيشوا حتى سن الأربعين للتعبير عن طول العمر، ويستخدم نسبة الأميين من البالغين للتعبير عن المستوى العلمي، وثلاثة متغيرات أخرى للتعبير عن الوضع الاقتصادي هي نسبة الذين لا يحصلون على مياه صالحة للشرب، ونسبة الذين لا يحصلون على خدمات صحية، ونسبة الأطفال دون الخامسة الذين يعانون من نقص في الوزن.

أما دليل الفقر البشري للدول الصناعية، فتستخدم مؤشرات أخرى تعبر عن قلة الإنجاز مثل النسبة المئوية للسكان الذين لا يتوقع أن يعيشوا حتى الستين كمؤشر لطول العمر، والنسبة المئوية للأميين وظيفياً (أشباه الأميين) كمؤشر للمستوى التعليمي، نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر من السكان المعرف عند 50 بالمائة أو أقل من معدل الدخل الفردي، ويضاف مؤشر رابع هنا للتعبير عن التهميش الاقتصادي في المجتمعات المتقدمة وهو نسبة الذين يعيشون في بطالة طويلة المدى من القوة العاملة.

ولن ندخل في طريقة حساب هذين الدليلين، سوى أن نشير أنها تختلف عن طريقة حساب مؤشر التنمية البشرية.

ملاحظتان أخيرتان:


في النهاية، لا بد من الإشارة أن إلى قضيتين في معرض الحديث عن المقاييس الإحصائية للتنمية البشرية المستدامة:

• أن ثمة فرق بين مفهوم التنمية البشرية والطرق الإحصائية لقياسه. فقد تعجز المقاييس الإحصائية عن الإلمام بكنه المفهوم. ومازالت هناك الكثير من النقائص في مؤشرات التنمية البشرية، ولكن العمل جارٍ باستمرار على تطوير هذه المقاييس. ولذلك، نجد تقارير التنمية البشرية تحدث التعديلات بين الفينة والأخرى على طرق قياس مؤشر التنمية البشرية نفسه وعلى ابتكار مقاييس أخرى تتجاوز ما يهمله مؤشر التنمية البشرية. ولكننا يجب أن لا ننسى أن مؤشر التنمية البشرية لا يزال في بداية عهده نسبياً مقارنةً بمقياس معدل الدخل الفردي مثلاً الذي تطور مع طرق حساب الدخل القومي منذ حوالي قرن، أما مؤشر التنمية البشرية فعمره يتجاوز العقد بقليل. ولكنه بالرغم من ذلك أكثر شمولاً وقدرة عن التعبير عن نوعية الحياة كما سبق الذكر. بيد أن النقد الأهم لمقياس التنمية البشرية قد يكون الطريقة التي جمعت فيها عناصره مع بعضها والتي يعتبرها البعض عشوائية نوعاً ما لأنها لم تشتق رياضياً ومن النظرية الاقتصادية التقليدية كما يحدث عادة بالنسبة للمؤشرات الاقتصادية المستخدمة عامةً، ولكن هذا لا يعني أن مؤشر التنمية البشرية لا يشق طريقه بقوة باتجاه إيجاد منهجية صارمة يقوم عليها.

• أن السبب الأساسي لحساب مؤشر التنمية البشرية ليس قياس التنمية البشرية في كل بلدٍ من البلدان لمعرفة مقدار ما أنجزه فيها فحسب، بل ترتيب قيم مؤشرات التنمية البشرية للبلدان المختلفة بشكلٍ تنازلي لتصنيف البلدان من حيث نوعية الحياة فيها حسب مؤشر التنمية البشرية، ومقارنة ذلك بتصنيفها من حيث معدل الدخل الفردي. ويلاحظ في هذا المضمار وجود علاقة موجبة بين معدل الدخل الفردي ومؤشر التنمية البشرية، ولكن هذه العلاقة بعيدة عن أن تكون علاقة كاملة أو آلية. فالدول التي تنال أعلى العلامات في مؤشر التنمية البشرية ليست نفسها الدول التي يتمتع مواطنوها بأعلى مستويات للدخل الفردي.

ونختتم بهذا الجدول من تقرير التنمية البشرية لعام 2003 الذي يظهر أول بلدان العالم حسب مقاييس التنمية البشرية، وبعدها أول الدول العربية في الترتيب العالمي، وانتبهوا أن الدخل محسوب بالدولار المعادل للقوة الشرائية:

الدولة ترتيبها في التنمية البشرية HDI لعام 2001 الدخل الفردي
النرويج
الأول
0،944 29620

أيسلندا
الثاني
0،942 29990

السويد
الثالث
0،941
24180
أستراليا
الرابع
0،939
25370

هولندا
الخامس
0،938
27190

بلجيكا
السادس
0،937
25520

الولايات المتحدة
السابع
0،937
34320

كندا
الثامن
0،937
27130

اليابان
التاسع
0،932
25130

سويسرا
العاشر
0،932
28100

البحرين
37
0،839 16060

قطر
44
0،826
غير موجود

الكويت
46
0،820
18700

الإمارات
48
0،816
غيرموجود

ليبيا
61
0،783
غير موجود

السعودية
73
0،769
13330

عمان
79
0،755
12040

لبنان
83
0،752
4170

الأردن
90
0،743
3870

تونس
91
0،740
6390



ونلاحظ من هذه الأرقام المفارقة في حالة الولايات المتحدة التي تتمتع بأحد أعلى مستويات الدخل الفردي في العالم ولكنها تقع في المرتبة السابعة في التنمية البشرية، بينما نلاحظ أول عشر دول عربية في الترتيب العالمي لا يتناسب تسلسلها في التنمية البشرية مع معدلات دخلها الفردية.

أ.ع. نوفمبر 2003
__________________
وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)