عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 05-02-2005, 08:37 AM
أبو حمزة الشامي أبو حمزة الشامي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2004
الإقامة: الشام
المشاركات: 15
إفتراضي تابع

إن يد الله سبحانه لم تتدخل لتدمر على الظالمين , إلا بعد أن فاصلهم المسلمون . .
وما دام , المسلمون لم يفاصلوا قومهم , ولم يتبرأوا منهم , ولم يعالنوهم بافتراق دينهم عن دينهم , ومنهجهم عن منهجهم , وطريقهم عن طريقهم , لم تتدخل يد الله سبحانه للفصل بينهم وبينهم , ولتحقيق وعدالله بنصر المؤمنين والتدمير على الظالمين . .
وهذه القاعدة المطردة هي التي ينبغي لطلائع البعث الإسلامي أن تدركها ; وأن ترتب حركتها على أساسها:
إن الخطوة الأولى تبدأ دعوة للناس بالدخول في الإسلام ; والدينونة لله وحده بلا شريك ; ونبذ الدينونة لأحد من خلقه - في صورة من صور الدينونة - ثم ينقسم القوم الواحد قسمين , ويقف المؤمنون الموحدون الذين يدينون لله وحده صفا - أو أمة - ويقف المشركون الذين يدينون لأحد من خلق الله صفا آخر . .
ثم يفاصل المؤمنون المشركين . .
ثم يحق وعد الله بنصر المؤمنين والتدمير على المشركين . .
كما وقع باطراد على مدار التاريخ البشري .
ولقد تطول فترة الدعوة قبل المفاصلة العملية . ولكن المفاصلة العقيدية الشعورية يجب أن تتم منذ اللحظة الأولى .
ولقد يبطيء الفصل بين الأمتين الناشئتين من القوم الواحد ; وتكثر التضحيات والعذابات والآلام على جيل من أجيال الدعاة أو أكثر . .
ولكن وعد الله بالفصل يجب أن يكون في قلوب العصبة المؤمنة أصدق من الواقع الظاهر في جيل أو أجيال . فهو لا شك آت . ولن يخلف الله وعده الذي جرت به سنته على مدار التاريخ البشري .
ورؤية هذه السنة على هذا النحو من الحسم والوضوح ضرورية كذلك للحركة الإسلامية في مواجهة الجاهلية البشرية الشاملة . فهي سنة جارية غير مقيدة بزمان ولا مكان . .
وما دامت طلائع البعث الإسلامي تواجه البشرية اليوم في طور من أطوار الجاهلية المتكررة ; وتواجهها بذات العقيدة التي كان الرسل - عليهم صلوات الله وسلامه - يواجهونها بها كلما ارتدت وانتكست إلى مثل هذه الجاهلية . فإن للعصبة المسلمة أن تمضي في طريقها , مستوضحة نقطة البدء ونقطة الختام , وما بينهما من فترة الدعوة كذلك . مستيقنة أن سنة الله جارية مجراها , وأن العاقبة للتقوى . ( الظلال )