عرض مشاركة مفردة
  #28  
قديم 05-02-2005, 06:45 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي

أقول : إن الجهاد لا يستقيم في أفغانستان والعراق دون الجهاد في جزيرة العرب ، فمهما فعل المجاهدون في تلك البلاد تبقى القوة الأمريكية الجوية مسيطرة لما لها من دعم لوجستي غير محدود في قواعد تهامة ونجد والكويت والبحرين وقطر والإمارات والإحساء ، واسطولها البحري من حاملات للطائرات تحاذي سواحل دول الخليج والبحر الأحمر ..

قد صدق هذا الكاتب و لا شك ، فكيف يستقيم الجهاد في أفغانستان و العراق دون الجهاد في جزيرة العرب حيث توجد القوات على الارض و الاساطيل في مياه الخليج؟

سؤال أوجهه الى الذين يكبّرون كلما سقط جندي امريكي في افغانستان و العراق و تتمعر وجوههم إذا استهدف امريكي او مناصر له في جزيرة العرب ، كيف يستقيم؟




كيف ينتصر المجاهدون على الأمريكان وطائراتهم آمنة في مطارات الجزيرة تمتلئ بطونها بوقود المسلمين ، ويقوم المهندسون الأمريكان بصيانتها ورعايتها آمنين يحرسهم أبناء المسلمين !! هذا فضلاً عن أن المواد التموينية بل وحتى رواتب هؤلاء الجنود تُدفع لهم من أموال المسلمين عن طريق هؤلاء الحكام المرتدين !!


نعم ، فالطائرات التي تقصف البيوت على رؤوس الآمنين في العراق و أفغانستان و الدبابات التي تضربهم لا تتحرك بالمياه ، بل بوقود هو النفط الذي يصدر من جزيرة العرب الى أمريكا ، و قد أوضح الكاتب بالنسب المئوية مدى إعتماد امريكا على نفط الجزيرة ، أفلا نتفكر ؟




ليس من العقل ولا التدبير الصحيح التغاضي عن هؤلاء الكفار في جزيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم : فتدمير معسكراتهم في قطَر ووسط الجزيرة والكويت أولى من تدميرها في أفغانستان والعراق لما لهذه المعسكرات والمطارات من نكاية شديدة بالمسلمين .. وقتل أفرادهم ومهندسيهم في جزيرة العرب لا يقل أهمية عن قتلهم في العراق وأفغانستان ، إن لم يكن قتلهم في الجزيرة أولى ..


إن ضرب مؤخرة العدو شيء معروف في علم القتال منذ عرفت الارض الحروب ، و إستهداف هذه القواعد و مسانديها من المرتدين واجب شرعي و لا شك ، مع ذلك نجد هؤلاء الصائلين على اراضي الإسلام يعقدون مؤتمراً لمكافحة الإرهاب ، و هم يعلمون انهم يجتمعون لمكافحة الجهاد ، و في قلب جزيرة العرب ، فضرب قواعد العدو و المرتدين صار إرهاباً ، و مع ذلك نجد من يهلل لهذا المؤتمر و يعتبره نصراً مظفراً ، ناسياً ان الذين يحضرونه هم الذين يعملون على هزيمة الإسلام ، و لكن عبثاً.


إن هذا الجهاد ليس قطري ، بمعنى أن الحرب ليست في العراق وأفغانستان فقط ، وليست مفروضة على العراقيين والافغان فقط ، ومن ظن هذا فهو جاهل بمفهوم الأمة الإسلامية الواحدة ، وإنما هذه الحرب بين الكفار والمسلمين ، بين أمريكا وأمة الإسلام ، وساحة المعركة هي : كل الأرض .. فقواعد أمريكا في اليابان وكوريا الجنوبية وجزيرة دييجو جارسيا وافريقيا وأوروبا وتركيا وغيرها من الأماكن كلها ساحات قتال ، ومنشآت أمريكا العسكرية والصناعية والتجارية كلها أهداف قتالية ، وأعظم هذه القواعد العسكرية وأشدها نكاية بالمسلمين هي القواعد الموجودة في جزيرة العرب ، فلا بد من قصدها وتدميرها وقتل من فيها ، وهذا واجب وفرض على جميع المسلمين اليوم (عربهم وعجمهم) ، وهو من النصرة التي أوجبها الله في كتابه {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} ، والتغاضي عن هذه القواعد وتركها تُدير رحى الحرب على إخواننا في الثغور من أعظم الخذلان ..
والرجل الأمريكي الكافر البالغ العاقل : حربي حلال المال والدم ، فأينما وُجد يُقتل ويسلب وتسبى ذريّته ، هذا هو حكم الله ورسوله في الحربي ، وهذا ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ..


حقيقة بسيطة ثابتة في كتب السلف الصالح و الصادقين من كتب الخلف ، و لكن يتم التغاضي عنها بكل بساطة ، لأن امريكا لا تريد ، فسمعاً و طاعة ، أليس حكام اليوم ينادون بطاعة ولي الأمر ؟ ، إنهم يقولون لنا انظروا الى حالنا كيف نطيع ولاة امرنا وراء المحيط و إقتدوا بنا.



إن الجهاد في جزيرة العرب ليس لإخراج الكفار منه فحسب ، وإنما هو جهاد لإسقاط أعدى أعداء الأمة الإسلامية ، ولصد هؤلاء الكفار عن بلاد الإسلام الأخرى ، ولضرب مؤخرة جيوشهم ، ولقطع الدعم اللوجستي عنهم ، وللتخفيف عن المجاهدين في العراق وأفغانستان وغيرها من الثغور ، ولإيقاض الأمة الإسلامية ، ولإفشال الخطط الصهيوصليبية في احتلال البلاد الإسلامية ، ولإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ، فليس الأمر تفجير هنا واغتيال هناك ، كما يدعي من لا يفهم حرب الحق والباطل عبر التاريخ ..

إن هذا الدين منصور وظاهر لا محالة ، فقد وعد الله بنصر دينه ، وقضى سبحانه بأن العاقبة للمتقين ، وإنما نحتاج لنصرة دينه إلى الصبر والثبات على ما أمرنا به ، وعلى التوكل عليه حق التوكل ، حتى يكون هذا الجيل أهلاً لنُصرة الله تحقيقاً لقوله سبحانه {إن تنصروا الله ينصركم} ..

أما هؤلاء الذين {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} ، فقد جهلوا أو تجاهلوا بأنه {يَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ، فحقيقة هذا الأمر أن الله { أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} ، ولن يوقف هذا الظهور نعيق ناعق أو تلبيس منافق ..




قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : ( فأيما طائفة امتنعت من بعض الصلوات المفروضات ، أو الصيام ، أو الحج ، أو عن التزام تحريم الدماء ، والأموال ، والخمر ، والزنا ، والميسر ، أو عن نكاح ذوات المحارم ، أو عن التزام جهاد الكفار ، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب ، وغير ذلك من واجبات الدين ومحرماته ـ التي لا عذر لأحد في جحودها وتركها ـ التي يكفر الجاحد لوجوبها .
فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مُقرّة بها ، وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء . ...)





و قال أيضا رحمه الله :

(... كلُّ طَائفةٍ خَرَجَتْ عنْ شريعةٍ مِنْ شرائِعِ الإسلامِ الظَّاهِرةِ المُتَوَاتِرةِ فإنَّه يَجبُ قِتَالها باتفَاقِ أئِمَّةِ المُسلمينَ؛ وإنْ تَكَلمَتْ بالشَّهَادَتين. فإذا أقَرُّوا بالشَّهَادَتين وامتَنَعُوا عَنِ الصَّلواتِ الخَمْسِ وَجَبَ قِتَالُهُم حتَّى يُصَلُّوا وإنْ امتَنَعُوا عَنِ الزَّكَاةِ وَجَبَ قِتَالُهُم حتَّى يُؤدُّوا الزَّكاةَ. وكذلكَ إنْ امتَنَعُوا عَنْ ِصيَامِ شهرِ رمَضَانَ أو حَجِّ البيتِ العَتِيقِ. وكذلكَ إنْ امتَنَعُوا عَنْ تَحريمِ الفَوَاحِشِ، أو الزِّنَا، أو المَيْسِر، أو الخَمْر، أو غيرِ ذلكَ مِنْ مُحَرَّماتِ الشَّريعةِ. وكذلكَ إنْ امتَنَعُوا عَنِ الحُكْمِ في الدِّماءِ والأموالِ والأعراضِ والأبْضَاعِ ونَحوهَا بحُكْمِ الكتَابِ والسُنَّةِ، وكذلكَ إنْ امتَنَعُوا عَنِ الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهِيِّ عَنِ المُنكرِ، وجهَادُ الكفَّارِ إلى أنْ يُسْلِمُوا ويُؤدُّوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُم صَاغِرُونَ.....)




وقال الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل شيخ رحمهما الله تعالى:

(والمقصود بهذا، ما قد شاع وذاع، من إعراض المنتسبين إلى الإسلام - وأنهم من أمة الإجابة - عن دينهم وما خلقوا له - وقامت عليه الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية - من لزوم الإسلام ومعرفته، والبراءة من ضده، والقيام بحقوقه، حتى آل الأمر بأكثر الخلق إلى عدم النفرة من أهل ملل الكفر وعدم جهادهم، وانتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم واطمأنوا إليهم، وطلبوا صلاح دُنياهم بذهاب دينهم، وتركوا أوامر القرآن ونواهيه، وهم يدرسونه آناء الليل والنهار.
وهذا لا شك أنه من أعظم أنواع الردّة، والإنحياز إلى ملَّة غير ملَّة الإسلام، ودخول في ملَّة النصرانية عياذاً بالله من ذلك....)




فماذا بقى لنفهم؟!!
__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ