عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 08-02-2005, 03:53 PM
بالعقل...بهدوء بالعقل...بهدوء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: قرطبة
المشاركات: 131
إفتراضي

الاولي: تضم حزب الوفد، وجماعة الاخوان المسلمين، ومجموعة حزب الوسط تحت التأسيس وهو فصيل منشق عن الاخوان المسلمين بقيادة ابي العلا ماضي، والتيار الناصري (ويدخل فيه الحزب العربي الناصري وحزب الكرامة وغيره)، والتيار الشيوعي (ويدخل فيه حزب التجمع الوطني التقدمي) وجماعة الجهاد المصرية والجماعة الاسلامية والفصائل السلفية المتعددة.
المجموعة الثانية: تضم بقية الاحزاب الرسمية والتي تحت التأسيس وكذلك حزب العمل المجمد بقرار من لجنة الاحزاب وحزب الاحرار المجمد عمليا ايضا.
وسنبدأ بهذه المجموعة الثانية لان الكلام عليها كلها يمثل حزمة واحدة ويتلخص في انها جميعا ليس لها برنامج سياسي او اقتصادي او اجتماعي حقيقي كما ليس لها توجه فكري واضح ومتميز ولا قاعدة شعبية تؤيدها فضلا عن ان تكون منضمة اليها وليس فيها كوادر تنظيمية منضبطة وذات ولاء حزبي حقيقي وواضح، فكل ما تملكه هذه الاحزاب القزمية هي مجموعة من الشعارات البراقة والخطب الانشائية البراقة وجريدة هنا او مقر هناك وعدد من الاتباع القليلين يمثلون جسم ورأس وقاعدة الحزب في آن واحد بينما هم اقرب للشلة منهم لاي شيء اخر ومن ثم فلا ينتظر ان يكون لهم اي مستقبل خارج عالم الشعارات والخطب والتصريحات النارية ليس لذلك فقط ولكن ايضا لانهم لا يحملون اي بذور للتطور ليس لشيخوخة معظم قادتها فقط بل وعدم امتلاكهم اي خبرات تنظيمية او نضالية او سياسية لا علي المستوي العملي ولا علي المستوي التنظيري.
اما حزب الوفد وهو قطب القوي الليبرالية في مصر فرغم ثرائه الفكري بحكم انتمائه للتيار الليبرالي وتراثه الفكري العريض الا انه من الصعب الجزم ان افة الجمود الفكري والسياسي التي عمت مجتمعاتنا العربية لم تصبه وتوقف نموه الفكري وتقطع تطوره البرامجي وايا كانت حالته الفكرية فهو مفلس في حجم كوادره خاصة الشابة منها وفي حجم قاعدته الشعبية ولكن الذي اخرجه من زمرة الاحزاب القزمية شيئان تاريخه العريق وقدرته علي استخدام العصبيات العائلية في التعبئة للانتخابات البرلمانية لا سيما في الريف وبطريقة تنافس في فاعليتها الحزب الحاكم في استخدام نفس طريقة التعبئة وهي طريقة تؤدي لكسب اصوات انتخابية كثيرة جدا، وحزب الوفد رغم تاريخه فهو لا يملك خبرات تنظيمية حزبية عملية في مجال العمل الشعبي غير الانتخابي اي في غير وقت الانتخابات ولا في مجال التعبئة والتجنيد للحزب لان حزب الوفد طوال تاريخه مثل معظم الاحزاب المصرية هو حزب اشخاص لا حزب برنامج، وبالتالي فهو بدون ثورة حقيقية داخل الحزب فسيظل حزب اشخاص بارز اذا ثبتت بقية المتغيرات في الساحة السياسية المصرية علي حالها اما اذا تغيرت المعادلة السياسية فلن يكون له ذكر الي جانب احزاب عقائدية او احزاب برامج ذات فعالية وحيوية في حركتها.
اما الاخوان المسلمون فرغم تاريخهم السياسي الطويل وخبراتهم التنظيمية والسياسية والنضالية الواسعة فان عقبتين تعرقلهم حتي الان: الاولي: جمودهم الفكري والسياسي علي نفس اطروحات الامام حسن البنا دون اي مرونة رغم ان حسن البنا نفسه لو كان حيا لغير كثيرا من اطروحاته لتغير الاحوال ويشهد لذلك تاريخ حسن البنا نفسه وتغييره للعديد من اطروحاته السياسية والتنظيمية بعد اختباره لها في الواقع العملي، اما العقبة الثانية فهي المطاردات الامنية لهم واصرار الحكومة علي استبعادهم من المعادلة السياسية. العقبة الاولي تضيع فرصا كثيرة والعقبة الثانية تضع امامهم مخاطر كثيرة، ولن تنطلق جماعة الاخوان المسلمين لتستحوذ علي معظم الساحة السياسية المصرية كما هو مناسب مع حجمها وتاريخها ما لم تغير هاتين العقبتين. ومجموعة حزب الوسط (تحت التأسيس) بقيادة المهندس ابو العلا ماضي احد الكوادر الشابة في جماعة الاخوان المسلمين سابقا، هي مجموعة منشقة عن الاخوان المسلمين وعددها ليس ضخما مثل الاخوان لكن لديها خبرات تنظيمية وسياسية واسعة اكتسبتها لانها نشأت وتربت داخل جماعة الاخوان ومن ثم يتيح لها ذلك فرصا مشابهة لفرص الاخوان في التوسع والنمو والانجاز لكن ستعوقها معارضة الاخوان لها وكذلك معارضة سائر الفصائل الاسلامية المناوئة للاخوان لها ايضا لان مجموعة الوسط لا تفترق عن الاخوان فكريا وعقائديا فمن يعارض الاخوان في هذين المجالين سيعارضهم وتحتاج مجموعة الوسط وقف الصراع مع الاخوان وتحييد الجماعات الاخري كي لا يبقي لها سوي المعوق الحكومي.
اما التيار الناصري فهو اوسع التيارات السياسية في مصر عددا بعد الحركات الاسلامية ولديه خبرات تنظيمية وسياسية واسعة لكن تعرقله معوقات كثيرة منها جموده الفكري والسياسي علي اطروحات مرحلة حكم عبد الناصر ابرزها التشرذم والفرقة بل والاحتراب القائم بين فصائل هذا التيار العديدة ومن التحديات البارزة التي تواجهه بل ربما تواجه وجوده ذاته وكينوته هو ان الاتجاه العام للشارع السياسي المصري الان هو الاتجاه الاسلامي بسبب ما آلت اليه تجارب انظمة الحكم القومية في العالم العربي وبسبب ما تعتبره الجماهير من انجازات تجاه اسرائيل وامريكا حققتها التيارات الاسلامية كحزب الله (لبنان) وحماس والجهاد (فلسطين) والقاعدة ولن يتمكن الناصريون من القيام بدور فعال وملموس في الشارع السياسي المصري الا بتجاوز كل هذه العقبات وعلي رأسها حل خلافاتهم التنظيمية وايجاد صيغة تنظيمية تجمعهم جميعا، وحل اشكالية الدين والدولة في الفكر الناصري بعدها ستكون خطوة استراتيجية عظمي لو انهم عقدوا تحالفا قويا مع الاخوان المسلمين في الانتخابات المقبلة مثلا.
اما جماعة الجهاد المصرية فقد خرجت من المعادلة السياسية في مصر بعد نجاح اجهزة الامن المصرية في تصفيتها تماما بالمعالجات الامنية في الداخل بينما لجأ قادة الخارج للانظمام الي القاعدة تحت قيادة بن لادن ثم لقي اكثرهم مصرعهم في معارك تورا بورا، وربما تظهر مجموعات اخري تحمل نفس الفكر لكن لن يكون لها تأثير بسبب القبضة الامنية الحديدية التي تبديها الحكومة وبسبب الجمود الفكري والسطحية لمثل هذه المجموعات.
اما الجماعة الاسلامية فقد خرجت من المعادلة السياسية بعد تغييرها افكارها وحلها لنفسها ولا ينتظر ان يكون لها اي دور سياسي اللهم الا كجناح ديني داخل الحزب الحاكم وهو امر ليس مستبعدا لكن ليس متوقعا.
واما الفصائل الاسلامية السلفية وهي متعددة فهي لا تمارس العمل السياسي بل تبتعد عنه لعدم رغبتها في الصدام مع الحكومة من ناحية ولاعتبارها ذلك مضيعة للوقت من ناحية اخري لكنها مع ذلك لا تأثير سياسيا بالغا لها لانها تمثل عامل كبح ضد الامتداد الجماهيري لجماعة الاخوان المسلمين وتيار الجهاد والجماعة الاسلامية ونحوهم ممن يتبني عملا سياسيا سلميا او عنيفا وهذا هو تأثيرها السياسي الذي يكاد ان يكون الوحيد.
واخيرا نأتي للحركة الشيوعية المصرية وهي حركة قديمة ترجع لعام 1918 في مصر ورغم انهم الاكثر خبرة في الشارع السياسي المصري في مجالات التنظيم والتجنيد والتعبئة والعمل السياسي لكنهم الاقل عددا والاكثر تفرقا وتشرذما الي جماعات ومجموعات وحلقات وخلايا كثيرة وهم الاكثر نبذا من قبل كل التيارات السياسية بل ومن رجل الشارع العادي فأكبر عائق امامهم هو تدين الشعب المصري الفطري ورفضه لفكرة الالحاد الذي تمثل الشيوعية بالنسبة له ابرز صوره ويزيد من تفاقم هذه المشكلة العداء الدائم والحرب الاعلامية والسياسية الشعواء التي يشنها كثير من الشيوعيين ضد الحركات الاسلامية بل وضد الثوابت والبديهيات الاسلامية الدينية نفسها مما يؤجج مقاومة الحركات الاسلامية اعلاميا ضدهم وذلك بدوره يزيد المواقف الشعبية ضدهم حدة واشتعالا، والشيوعيون في مصر لديهم جمود فكري عجيب حتي ان البعض يتندر عليهم بان اي تطور في الفكر الماركسي في اي مكان في العالم لا يصل للشيوعيين المصريين الا بعد خمسين سنة من حدوثه حتي يفهموه.
وعلي كل حال فالشيوعيون المصريون لا مستقبل لهم في مصر بسبب تدين الشعب المصري وفاعلية وتأثير الحركات الدينية اسلامية ومسيحية علي حد سواء.
كاتب وسجين سياسي من مصر