أشكر القائمين على المؤتمر لإتاحة الفرصة حتى أشارك في هذا التجمع الطيب إن شاء الله .
فيما يلي عرض لماهية هذا المؤتمر سأقرأه عليكم كما وصلني ، فهو يجمل وجهة نظري بشكل كامل و كأني كاتبه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع لعباده الجهاد في سبيله فقال : " كُتب عليكم القتالُ وهو كُرهٌ لكم " ، وقال : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يُحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دينَ الحقِّ من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزيةَ عن يدٍ وهم صاغرون " ، وقال : " فإذا انسلخ الأشهُرُ الحُرُم فاقتلوا المشركينَ حيثُ وجدتموهم وخُذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد " ](1)[ ، وصل اللهم وسلم على إمام المجاهدين القائل في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه : " والذي نفسُ محمدٍ بيده ، لولا أن أشقَّ على المسلمين ، ما قعدتُ خلافَ سريةٍ تغزو في سبيل الله أبداً ، ولكن لا أجدُ سَعَةً فأحِلهم ، ولا يَجِدون سَعَة ، ويشقُّ عليهم أنْ يتخلَّفوا عني . والذي نفسُ محمدٍ بيده ، لودِدْتُ أن أغزُوَ في سبيل اللهِ فأُقتَل ، ثم أغزُوَ فأُقتَل ، ثم أغزُوَ فأُقتَل " ( أخرجه مسلم : 1876 ) ، وبعد :
أقيم في قرن الشيطان بنجد المؤتمر العالمي الأول لمكافحة الإرهاب ، فرأيت لزاماً عليّ أن أبين حقيقة هذا المؤتمر ، وحكم الشرع فيمن شارك فيه أو أيّده بأي نوع من أنواع التأييد ، وليس ذلك والله إلا لكشف ما التبس على عدد من الجهلة ، ودحض حجج الرويبضة والمتفيهقة ، وإماطة اللثام عن الوجه القبيح لهذا النظام ومن في فلكه سار ، وإبراء للذمة أمام الله تعالى ، فنقول مستعينين به سبحانه :
(( العداء الأزلي للأصولية الإسلامية ))
ذكرتُ في كتابٍ سوف أنشره قريباً بإذن الله تعالى أنّ عداء النصارى لهذه الأمة ممتد منذ أن بعث الله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ابتداء من تراجع هرقل عن إسلامه ، وقتل قساوسة الروم لأسقفهم الكبير" صفاطر " رحمه الله بعد أن أعلن إسلامه ودعاهم لهذا الدين ، ومروراً بغزوة مؤتة وتبوك واليرموك ، ومروراً كذلك بالحروب الصليبية على أمتنا ، وانتهاء بالحرب الصليبية الجديدة بقيادة أمريكا .
ما يجب علمه هو أنّ الغرب كان يحذر منذ عقود من تنامي الصحوة الإسلامية التي تدعوا إلى القيام بما أوجبه الله بلا تردد أو تخوف أو مداهنة ، كالقيام بالجهاد الذي حرصت الصليبية وأشياعها على وأده ، ولذلك بذلوا ما بوسعهم في حرب الصحوة أو كما سموها " الأصولية " ، سواء كان ذلك علناً منهم ، أو عبر وكلائهم الذين يترأسون الدول الإسلامية ، وأضفوا على الأصوليين كلمة " إرهاب " و " تطرف " ، فالأصوليون المتطرفون في الجزائر ، والأصولية الوهابية في بلاد الحرمين ، والتطرف الإسلامي في مصر ، كلها أمثلة على هذه الديباجة التي وضعتها الصليبية العالمية على من التزم التزاماً كلياً بهذا الدين !! .
وللتدليل على ذلك نذكر بعض الأمثلة على محاربة الغرب للأصولية ، ولقطع السُبُل على الرويبضة والمتفيهقين والعلمانيين وغيرهم ، سنورد أدلة ذلك قبل الأحداث المباركة في أمريكا ، فنقول :
قال " لورانس براون " عن الخطر الحقيقي الذي يواجه الغرب الصليبي : " كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة ، لكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل تلك المخاوف .كانوا يخوفوننا بالخطر اليهودي ، والخطر الياباني الأصفر ، والخطر البلشفي . لكنه تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا ، والبلاشفة الشيوعيون حلفائنا ، أما اليابانيون ، فإن هناك دولاً ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقاومتهم . لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في الإسلام ، وفي قدرته على التوسع والإخضاع ، وفي حيويته المدهشة " ( المجلد الثامن ، ص10 ، لورانس براون نقلاً عن التبشير والاستعمار : ص184 ) .
ويقول " مورو بيرجر " في كتابه " العالم العربي المعاصر " : " إن الخوف من العرب ، واهتمامنا بالأمة العربية ، ليس ناتجاً عن وجود البترول بغزارة عند العرب ، بل بسبب الإسلام . يجب محاربة الإسلام ، للحيلولة دون وحدة العرب ، التي تؤدي إلى قوة العرب ، لأن قوة العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره . إن الإسلام يفزعنا عندما نراه ينتشر بيُسر في القارة الأفريقية " ( مجلة روز اليوسف : 29-6-1963م ) .
وكتب الشيخ سفر الحوالي حفظه الله في كتابه " كشف الغمة عن علماء الأمة " : " وفي هذا المسار نشرت مجلة البلاغ الإسلامية الكويتية في 16 ذي الحجة 1410هـ ، أي قبل الغزو بحوالي 25 يوماً مقالاً مؤثراً بعنوان : هل انتهت الحروب الصليبية ؟ . قالت فيه : " اليوم تتوالى الأخبار التي يُخيل للسامع أنها ليست إلا بيانات عسكرية في معركة طاحنة تدور رحاها بصمت عجيب . وتعرضت فيه للفكرة التي طُرحت في الغرب ونشرت عنها " الفايننشال تايمز " وهي : إقامة عمود دفاعي أوروبي ضد العالم الإسلامي ! . بل نشرت الصحافة الأمريكية أن دول البلقان مثل اليونان وبلغاريا قد تصبح ( دول مواجهة في أوروبا ضد انتشار التطرف الإسلامي ) . وأنذرت صحافة أمريكا عدوها النووي " الاتحاد السوفيتي " باحتمال وقوع الأسلحة الذرية في الجمهوريات الإسلامية السوفيتية في أيدي متطرفين مسلمين وأن ذلك يعتبر تهديداً خاصاً للبشرية والعالم المتمدن .
وقالت : إن المتطرف يأتي من الصحراء والمبدع يأتي من الغابات وربما كان هذا هو الفارق الأكبر بين الشرق والغرب .
وقد علَّق المحامي الأمريكي الذي أورد هذه النصوص بعنوان " إعلام أمريكا وخطر المسلمين " قائلاً : بالترويج لخطر المسلمين لا بالنسبة إلى الدول الغربية فحسب بل حتى إلى الاتحاد السوفيتي يرى المرء تقارباً بين مصالح الأعداء القدامى الذين كانوا يشتبكون في الحرب الباردة ، ويُحتمل أن تتردد القضية الجديدة عن الخطر الإسلامي على العالم المتمدن أكثر فأكثر في المستقبل " .
وأضاف حفظه الله في موضع آخر من الكتاب : " وفي الوقت نفسه جرى الإعلان أيضاً عن وظيفة جديدة للمخابرات الأمريكية في ظل الوفاق ( وهي قديمة في الواقع ) فقد أذاعت هيئة الإذاعة البريطانية في برنامج عالم الظهيرة في أواخر ذي القعدة الماضي ما نصه تقريباً : " إن الجهد الرئيسي للمخابرات الأمريكية الذي كان منصباً لمراقبة إمبراطورية الشر - يعني الاتحاد السوفيتي - سيتجه أساساً لمراقبة الجماعات الأصولية في العالم الإسلامي ووضع العقبات والعراقيل أمامها " .
وأذاعت تعليقاً لصحيفة " الفايننشال تايمز " قالت فيه : " إذا كانت أمريكا تشجع الاتجاهات الديمقراطية في شرق أوروبا ودول العالم الثالث فإنه يجب عليها ألا تشجع تلك الاتجاهات في العالم الإسلامي لأنها بذلك تدفع – دون أن تدري - بالأصوليين إلى تسلم زمام السلطة في ذلك العالم !! " .
وفي أثناء الإعلانات والشعارات المعسولة عن السلام العالمي القريب وحرية الشعوب في الحرية والاستقلال والديمقراطية... الخ . فجَّر الرئيس الفرنسي ميتران قنبلة صليبية مذهلة حين قال : إذا نجح الأصوليون في حكم الجزائر فسوف أتدخل عسكرياً كما تدخل بوش – الأب - في بنما !! .
والواقع أن مثار الذهول ليس مجرد تهديد بالتدخل فقد تدخلت فرنسا فعلاً في دول كثيرة منها زائير ووسط أفريقيا وساحل العاج وتشاد والجابون ، ولكنه في الجراءة على إعلان بعض مخططات الغرب السرية وإشهار الحرب الصليبية الذي يزيد الصحوة الإسلامية اشتعالاً ، ومن هنا كان تراجع ميتران الحاد في موقفه إلا أن ذلك لم يمنعه من التصريح بأن ( الانتفاضة الفلسطينية خطر يهدد المنطقة كلها بوباء التطرف ) . اهـ الاقتباس .
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون : " إن الثوريين الشيوعيين والإسلاميين أعداء إيديولوجيين يتبنون هدفاً مشتركاً : الرغبة في الحصول على السلطة بأي وسيلة ضرورية بغية فرض سيطرة دكتاتورية تقوم على مُثُلهم التي لا تُحتمل ، ولن تحقق أي من الثورتين حياة أفضل للشعوب في العالم الثالث .
بل سيجعلون الأمور أسوأ ، لكن إحداهما أو الأخرى ، ستسود ما لم يضع الغرب سياسة موحدة لمواجهة الأبعاد الاقتصادية والروحية على حد سواء للصراع الدائر الآن في العالم الثالث .
إن رياح التغيير في العالم الثالث تكتسب قوة العاصفة ، ونحن لا نستطيع إيقافها لكننا نستطيع أن نساعد في تغيير اتجاهها " ( 1999م ، نصر بلا حرب للرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون : ص307 ) .
وقال في موضع آخر من الكتاب : " وفي العالم الإسلامي من المغرب إلى إندونيسيا تخلف الأصولية الإسلامية محل الشيوعية باعتبارها الأداة الأساسية للتغيير العنيف " .
وكتب الشيخ الشهيد يوسف العييري ، رفع الله قدره : " فبرغم التطاحن بين الصليبيين ، وفي طفرة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا عام 1405هـ 1985م ، إلا أن هذا لم يكن كافياً لنسيان حربهم للإسلام ، فقد صرح الرئيس الأمريكي السابق ( نيكسون ) ، بعد تولي ( جورباتشوف ) لرئاسة الاتحاد السوفيتي ، كما نشرت مجلة الشئون الخارجية قال : " يجب على روسيا وأمريكا أن تعقدا تحالفاً حاسماً لضرب الأصولية الإسلامية " . وفي كتابه نصر بلا حرب يؤكد ( نيكسون ) بأن : " واجب الولايات المتحدة ورسالتها في الحياة هي زعامة العالم الحر ، الذي يجب بدوره أن يتزعم العالم ، وأن الوسيلة الوحيدة لهذه الزعامة هي القوة ، وأن العدو الأكبر في العالم الثالث هو الأصولية الإسلامية " ( سلسلة الحرب الصليبية على العراق للإمام الشهيد يوسف العييري : ص96 ) .
وكتب أيضاً رفع الله درجته : " قال ( خفير سولانا ) أمين عام حلف شمال الأطلسي سابقاً في اجتماع للحلف عام 1412هـ بعد سقوط الاتحاد السوفييتي : " بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط العدو الأحمر يجب على دول حلف شمال الأطلسي ودول أوروبا جميعاً أن تتناسى خلافاتها فيما بينها وترفع أنظارها من على أقدامها لتنظر إلى الأمام لتبصر عدواً متربصاً بها يجب أن تتحد لمواجهته وهو الأصولية الإسلامية " .
وقال الرئيس الروسي النصراني الأرثوذوكسي بوتين في آخر اجتماع له أمام دول الكومنولث من عام 1421هـ : " إن الأصولية الإسلامية هي الخطر الوحيد الذي يهدد العالم المتحضر اليوم وهي الخطر الوحيد الذي يهدد نظام الأمن والسلم العالميين ، والأصوليون لهم نفوذ ويسعون إلى إقامة دولة موحدة تمتد من الفلبين إلى كوسوفو ، وينطلقون من أفغانستان التي تعتبر قاعدة لتحركاتهم ، فإذا لم ينهض العالم لمواجهتها فإنها ستحقق أهدافها ، وروسيا تحتاج إلى دعم عالمي لمكافحة الأصولية في شمال القوقاز " ( حقيقة الحرب الصليبية الجديدة للإمام الشهيد يوسف العييري : ص132-133 ) .
يتضح لنا مما سبق – والأدلة أكثر من أن تُحصر – أن الصليبية العالمية ومن شايعهم قاموا بربط الإرهاب بالإسلام والجهاد ، أو الأصولية كما يسمونه ، وجعلوه صفة – وإن كانت صحيحة – ملازمة لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، فكل مسلم إرهابي ، وكل إرهابي مسلم !! .
(( مؤتمر مكافحة الإسلام والجهاد ))
عندما أعلنت الحكومة السلولية المرتدة في هيئة الأمم الكافرة عن إقامة هذا المؤتمر عَلِم من علم أن المؤتمر لن يدور إلا حول نقطة واحدة ، وهي مكافحة الجهاد والصحوة الإسلامية !! ، ولن يدور البحث والنقاش ولن تُصدر القرارات إلا بما يوافق هوى " العم سام " وحلفائه الصليبيين .
كتب الشيخ يوسف العييري رحمه الله : " وقد أعلنت الإدارة الأمريكية حربها على الإسلام في كل مكان وهي التي سبق أن حددت لحملتها الصليبية ستين هدفاً صرحت بأسماء سبع وعشرين هدفاً وذلك يوم الثلاثاء 7/7/1422هـ فكانت هذه الأهداف التي حددها الرئيس الأمريكي جورج بوش في حرب مكافحة الإرهاب ( مكافحة الإسلام ) التي أطلقتها الولايات المتحدة ، تتضمن 11 جماعة و 12 شخصاً و 4 منظمات إغاثة .