وحب السيطرة على الآخرين ! ونأسف للإشعاع ..
وحقيقة فإني مندهش مما يسمونه الرأي العام العالمي ..ومن رؤساء الدول الكبرى ..فإلى متى يحق لأمريكا أن تلاحق انتشار أسلحة الدمار الشامل وتعترض على إجراء تجاربها حتى على روسيا وفرنسا والصين .. في حين تطور هي ترسانتها النووية . وتجبر الدول على التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية . وتمول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تلاحق الدول , في حين تمتنع هي عن التوقيع على بروتوكولاتها !!!
وتلاحق أمريكا من تعتبرهم مجرمي حرب , وتستصدر من الأمم المتحدة حصانة لجنودها و مسئوليها المجرمين الشاذين أخلاقيا وجنسيا من ملاحقات جرائم الحرب !!!
وتنادي الدول لمكافحة الاحتباس الحراري في الأرض . ثم تمتنع عن إبرام المعاهدات التي تنظم إنتاج الغازات الصناعية !!!
وتصم آذان البشرية بحقوق الإنسان والحيوان ..وترتكب في العراق وأفغانستان , وفلسطين وغيرها أبشع ألوان الجرائم ... !!!
وأعجب من بوش يندد بسوء الإدارة الروسية أمام ( بوتين) في وسائل الإعلام . ويعلم الأرض الديمقراطية ! ثم تسن إدارته الأحكام العرفية داخل أمريكا وخارجها لملاحقة خصومها . وترفض نتائج محاكمات الأبرياء وتطالب حكوماتهم بإعادة اتهامهم !!
وقائمة إجرامها ومكاييلها المجحفة العجيبة تطول .وصمت العالم أكثر عجبا من إجرام أمريكا !
فإذا كانت البشرية عاجزة عن تأديب هؤلاء الهمج رعاة البقر .. فإننا سنتولى هذه المهمة مستعينين بالله . وعلى العالم أجمع أن يشكرنا إن كان بقي لديه شيء من حياء وموضوعية .
هذا بإيجاز ما أعلق به على اتهامي الباطل بالاشتراك في عمليات سبتمبر , والذي دعاني للإدلاء بوجهة نظري في حربنا مع أمريكا وأنجع الأساليب الممكنة فيها . وأعود لأؤكد عدم علمي ولا مشاركتي بشرف غزوة سبتمبر ..رحم الله أبطالها وأكثر من أمثالهم في أمتنا .
وألفت النظر إلى أني قد كتبت في التنظير لطرق مواجهة أمريكا وحلفائها في عالم ما بعد سبتمبر واحتلال العراق عددا من الأبحاث والكتب , خلال سنوات اعتكافي الثلاثة الماضية . وقررت نشرها الآن . وأستفتح ذلك بأهم الكتب وأشملها وهو كتاب ( دعوة المقاومة الإسلامية العالمية ) , وهو الآن على الانترنت إن شاء الله . وفيه شفاء من علَّة أمريكا إن شاء الله .
أما التهم الأمريكية الأخرى لي ؛ من قبيل أني امتلكت معسكرا للتدريب , وأني دربت المجاهدين , وما إليها من التهم.. فلا تستأهل الرد. فما يعتبرونه إرهابا , نعتبره عبادة وجهادا . وما يعتبرونه تهما , نعتبره مصدرا للفخار والعزة . فنحن ندافع عن أنفسنا , ونحمي شعوبنا , وقبل كل ذلك نؤدي فرائض ديننا الذي يعتبر كل موطئ يغيظ الكفار عملا صالحا.
فليبشر ( إيرلي ) وسيده ( بول ) وخليفته الشمطاء ( كوندليسا ) , و كبير المجرمين وسيدهم ( بوش ) مني ومن أمثالي بما يسوء وجوههم .
وأما ادعاؤهم بأني عرفت الشيخ أسامة منذ 1988 , وأني من كبار القاعدة , وما ذهبوا فيه من الروايات والمذاهب .فليس الخوض فيه أمرا هاما الآن .فإذا كانت التفاصيل تهم كولن بول , وكونديليسته فليكتبوا :
• فقد تشرفت بمعرفة الشيخ عبد الله عزام وعملت فترة معه أيام الجهاد الأفغاني 1987.
• ثم تشرفت بمعرفة الشيخ أسامة منذ 1988 , وادعاؤهم هذا صحيح , وتشرفت بالانتساب للقاعدة والعمل فيها إلى 1992. ودربت خلال ذلك بعض طلائعها الأولى , ودرست في معسكراتها ومعسكرات عموم الأفغان العرب مختلف العلوم الحركية والعسكرية , خاصة في مجال تخصصي في هندسة المتفجرات والعمليات الخاصة وحروب عصابات المدن , التي كنت قد تلقيت فيها تدريبا عاليا في العراق ومصر والأردن , ولله المنة والفضل .
• وأما ما زعموا من أني من كبارها فكل عناصر القاعدة والأفغان العرب كبار , وأنا أقلهم .
• وقد تشرفت خلال تلك الفترة بالمشاركة في الجهاد الأفغاني ضد الروس والشيوعيين , إلى أن أبدنا خضراءهم وطوينا أعلامهم , وجعلناهم عبرة . كما سنفعل بأمريكا بعون الله .
• ثم تشرفت بدعم جهاد حكومة المرتدين في الجزائر, و بدعم من عرفت من المجاهدين فيها عندما التزموا الصراط السوي (1994- 1996 ).. ثم تشرفت بالبراءة ممن انحرف عن الجادة منهم وعدوا على المسلمين ودمائهم وحرماتهم بمكر من الاستخبارات الجزائرية .
• ثم تشرفت بالهجرة إلى دار الإسلام في أفغانستان لما قامت , وتشرفت ببيعة أمير المؤمنين المجاهد ملا محمد عمر . يدا بيد في محرم 1421هـ . ثم عملت مع وزارة دفاع طالبان مجاهدا معهم . وأنشأت لذلك ( معسكر الغرباء ) الذي ذكره (إيرلي ) . ودربت فيه كثيرين من العرب والعجم . وقد ذاق الكفار والمرتدون بأس بعض من دربتهم في وسط أسيا وفي بلاد الحرمين المدعوة ظلما ( السعودية ) وغيرها . كما عملت مع وزارة إعلام إمارة أفغانستان الإسلامية مسؤولا عن القسم العربي فيها , وكتبت في جرائدهم الرسمية , وأعددت البرامج الهادفة لإذاعة كابل العربية ..
• وأنشأت ( مركز الغرباء للدراسات ) لنشر الفكر الجهادي ودعوة المقاومة العالمية . وقد ألفَّت في الفكر والمنهج والعلوم السياسية والعسكرية والحركية والدراسات الشرعية آلاف الصفحات , وسجلت مئات أشرطة الكاسيت والفيديو عبر خمس وعشرين سنة ولله وحده الفضل والمنة.. وقد عثرت استخباراتكم على كثير منها في كل الدنيا حيث شرقت وغربت .. فهل يكفي هذا أيرلي ..؟!
• هذا ما مضى ..وأما ما ننويه لكم ولأعوانكم المرتدين في المستقبل فهو أشر و أنكى.إن شاء الله .
• وهاأنذا أنزل أول الغيث , موسوعة المقاومة الإسلامية العالمية . وأسأل الله لها رجالها . والحفظ والعون والرعاية لنا ولجميع المجاهدين في سبيله .
وأما ما اختلفوا فيه الآن من كوني من القاعدة أم لست من القاعدة , فلقد صارت القاعدة أمةً لما غدت الأمة قاعدة .. قاعدة عن جهاد أعدائها . وهذا ما ساعدت عليه أمريكا التي تعتبر كل من يجاهدها من القاعدة ..فليكن !
ولقد التقيت الشيخ أسامة – حفظه الله - لآخر مرة في نوفمبر 2001 . أثناء معارك الدفاع عن الإمارة . وتذاكرنا ببيعة أمير المؤمنين , وعاهدته على الجهاد وحرب كل أعدائنا . وهو ما أفعله بيدي وقلمي ما وسعني إن شاء الله . والشيخ أسامة اليوم رمز جهادنا ورمز للأمة كلها .
ويجب عليَّ وعلى كل واحد منا أن يقدم وسعه في معركة المصير هذه . ويبذل أقصى ما عنده .
ولا أقول هذا رياء ولا فخرا – معاذ الله – وإنما ليعلم ( إيرلي) وسيد ( إيرلي) وسيد سيده , أنه إذا كانت فرائص حكامنا ترتعد لوعيده فإنا نعلم أنه يرتعد لوعيدنا .. وإذا كانت فرائص الجبناء من بعض دعاتنا ومشايخنا ترتعد أمام وجوه أعوان الطواغيت , فإنهم أهون عندنا من الجعلان . وإذا كان كبار ملوكنا ورؤسائنا يطمع بنظرة في لقاء بوش ليرضى عنه ويورث أبناءه الملك والإجرام , فإننا لا نشتهي لقاءه ولا لقاءهم إلا لنطيح عنقه وأعناقهم .. وإنا فاعلون إن شاء الله وأعان .
أبو مصعب السوري
ذو القعدة 1425هـ / الموافق ديسمبر 2004م
|