عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-02-2005, 12:22 PM
tafza tafza غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 13
إفتراضي كيف وجد ذو القرنين ان الشمس تغرب في العين الحمئة...!!!

كيف وجد ذو القرنين ان الشمس تغرب في العين الحمئة...!!!


بسم الله الرحمن الرحيم;

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته;


الموضوع : كيف وجد ذو القرنين ان الشمس تغرب في العين الحمئة...!!!

ابتداء، يجب علينا ان نضع تحفظا مهما حتى لا نقع ضحية الاختلاف على المفهوم، فنقول باننا نقصد ب ( الروائي ) و ( الرواية ) هي تلك الرواية غير المنسوبة الى النبي صلى الله عليه وسلم، بل نقصد بها الرواية التي هي من اجتهاد اشخاص في عصر ما بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم.
من الصعب ان تكون المعالجات الفكرية وليدة المترادفات اللفضية الا ان اثارتنا الفكرية وليدة التطبيقات المعاصرة للقرآن الكريم، فهو كتاب الله الذي بدأ المسلمون يتزاحمون في ساحته القدسية المجردة من التطبيق العلمي والعملي..

الحقائق العلمية المعاصرة اجبرت المسلمين على فرض طوق قدسي على المتن الشريف لكي لا تنال الحقائق العلمية من هيبة القرآن الكريم، او تسبب مصدرا لتشويه مصداقية الكتاب الحكيم، ولعل اثارتنا الفكرية تتضح لو اخذنا مثلا من الاية 86 من سورة الكهف
( حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين اما ان تعذب واما ان تتخذ فيهم حسنا)، ولو قلبنا اراء المفسرين السابقين والمعاصرين، فان اضطرابا فكريا كبيرا يحل في ساحة الباحث عن الحقيقة القرآنية، لا بسبب اختلاف المذاهب، بل في
المعالجة العلمية والتي تجبر الباحث ان يدفع القرآن الى ركن قدسي. لان الحقيقة العلمية المعاصرة اثبتت بما لا يقبل الشك ان الشمس لا تغرب
بل نحن نغرب عنها وهي حقيقة في الف باء علوم العصر.. كيف وجد ذو القرنين ان الشمس تغرب في العين الحمئة...!!!.. عندما يتهرب ( العقائدي ) من معالجة الفكر المضطرب لا يجد وسيلة غير السمو بقدس القرآن وتصديقه وان ما اوتينا من العلم الا قليله وتلك هي نقطة البداية في التفريق بين الفهم والتفسير...؟؟؟...
عندما نكون مع الاية 260 من سورة البقرة فاننا نثير اثارة مفتعلة في عقولنا بعيدا عن العلوم المعاصرة( .. قال تعالى فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ..) ،
فان تفسير الاية لا يجهد الباحث المفسر للقرآن لان النص واضح وضوحا مطلقا في الطلب الالهي من ابراهيم عليه السلام في اجراء تجربته على اربعة طيور ، ولكن الباحث الساعي لفهم القرآن لا يكتفي بتفسيره فقط لان تساؤلا كبيرا يثور في عقله عن مدى حاجة التجربة لأربعة طيور لان العلم بكيفية احياء الموتى يتحصل بالتجربة على طير واحد فلماذا اربعة طيور ..!! واذا كانت الطيور الأربعة تمثل كما تجريبيا لابد منه فلماذا اربعة طيور حصرا .? !..
عندما نثير في عقولنا مثل تلك التساؤلات الفكرية فان حاجاتنا العقلية المعاصرة تستطيع ان تفرق بين ( الفهم ) و ( والتفسير ) ، لأن منهجية التفسير التي ترسخت لدى اجيال العقيدة جعلت من الرواية مصدر تفسير متقدم على المعالجة العربية للنص الشريف وحتى المعالجة العربية للنص تحولت الى المسلكية الروائية بسبب اختفاء الكثير من المفردات العربية من استخدام الجماهيري وفقدت الحراك المتفاعل على لسان الاجيال اللاحقة ،
فاصبحت العربية بذاتها مؤرخة وتحول الفقهاء الى الجانب الروائي في مهمتهم التفسيرية وبدأت عقول المفسرين فيما يلي عصر النهضة الفقهية مع الربع الاول من الحكم العباسي تتحول الى اجترار كلام السابقين مع ازدياد مطرد في مواطن الاختلاف.

ولو عدنا الى مثل مغرب الشمس في حكاية ( ذي القرنين ) القرآنية لوجدنا ان المهمة التفسيرية اعتمدت الرواية بشكل مطلق ، وبرغم ان الروايات ضبابية ولا تغني عقل الباحث عن الحقيقة ، الا ان مسألة قبول غياب الشمس في عين حمئة لم تكن تتعارض مع النظريات السائدة في زمن التفسير الاول للقرآن حيث كان الاعتقاد ان الارض مركز الكون ، وان كروية الارضل لم تكن تشكل لهم حقيقة علمية معروفة..

الاعتقاد بان الشمس تتحرك والارض ثابتة لا يمنع من قبول فكرة غياب الشمس في عين حمئة ، ولكن علوم اليوم بعد ان ترسخت وبشكل يقيني اصبحت اقوال بعض المفسرين تقترب من الكلام غير المقنع ، مما دفع اهل العقيدة للحفاظ على قدس القرآن في انتظار انفراج فكري حتى ان الكثير من المفكرين يتوقعون ان التقدم العلمي المعاصر سيصل الى القمة العلمية حيث سيكون القرآن قد وصف القمم العلمية دون التفاصيل.. ان ارجاء رفع الاضطراب الفكري الى العلم المعاصر نفسه يتعارض مع نصوص كثيرة في الذكر المبارك وذلك من سورة القيامة الاية 17 وما بعدها

(..ان علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه..) وفي ذلك وضوح بالغ وبلا ريب ان بيان القرآن مكفول من الله سبحانه وتعالى وليس بعلوم الانسان وبذلك، فان جهود العقائديين الذين يجمعون بني علوم العقيدة وعلوم المادة لن تكون سببا في بيان القرآن لان العلوم المادية علوم عقيمة لتعلقها بالمادة ، في حين يجد الباحث وبشكل واضح ان علوم القرآن تستكمل العلوم المادية وعلوم العقل ..

العلوم المعاصرة لا تعرف عن العقل شيئا يرقى الى التسمية العلمية
وان الانشطة الفكرية للانسان بقديمها وحديثها تتعامل مع العقل تعاملا سلبيا من حيث النتيجة ولا تمتلك الساحات العلمية اية مسالك ايجابية في علوم العقل حتى ان بعض الاكاديميات المعاصرة رفعت شعارا يقول ( العقل بلا جواب ) ولكن الذكر الحكيم في الاية 89 من سورة النحل يسقط ذلك الشعار المرفوع (.. ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء.. )، والاية 38 من سورة الانعام تزيد مسربنا الفكري رسوخا ..

(.. ما فرطنا في الكتاب من شيء.. ) ولكن الفيض الفقهي المتوارث من السلف الصالح كان ولا يزال يمثل سورا حول العلوم العقائدية واصبح من مستلزمات فاعلية ذلك السور ان يردد الابناء منهجية الآباء والاجداد على وفق ما تتطلبه المنهجية الروائة في التفسير..