عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 10-02-2005, 12:26 PM
tafza tafza غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 13
إفتراضي Re: كيف وجد ذو القرنين ان الشمس تغرب في العين الحمئة...!!!

المنهج الروائي في تفسير القرآن حال دون فهمه في وجهه العلمي واصبح اعتماد النهج الروائي يصلح في استنباط الاحكام الشرعية لثباتها ورسوخها واتصال ذلك بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والتي لا يمكن حيازتها الا عن كريق الرواية وهنا تقف عقولنا على مفترق عدة طرق فكرية بسبب الفارق الزمني الكبير بين زمن نزول القرآن وتطبيقات سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وزماننا وان حيازة الشريعة بالكامل لا يمكن ان تكون الا عبر النهج الروائي حتى لو انفردنا بعقولنا مع القرآن الكريم من دون المرور بالسلف الصالح فان الرواية تفرض علينا حضورها الاجباري عبر القراءات السبع للقرآن الكريم والتي تمر في قنوات روائية لابد منها . لان القرآن الكريم نزل في جيل يفصلنا عنه ما يزيد على اربعة عشرة قرنا من الزمن فيصبح العالم العقائدي مقيدا بالنهج الروائي ليمتلك الحيازة الفكرية العقائدية ، والا فان عملية الغاء النهج الروائي يفقد العالم العقائدي صفته العلمية ..

نحن في مفترق طرق فكرية مفتعلة نستخدم اثارتها في مناورة كلامية لنصل الى نقطة بداية تطالب بالتجديد في الاجتهاد تحت ضوابط صارمة نحتلبها من الفكر العقائدي نفسه ولن تكون بنات افكار مفكر يدعي ولادتها في فكر متفرد.. بيان القرآن تكفل به الله سبحانه وتعالى كما جاء في سورة القيامة ولكن الاثارة الفكرية التي تحاول الابتعاد عن النهج الروائي لا تلغي الرواية بل تؤكد ضرورتها ولكن تقلب الرواية عبر الاجيال العديدة حتى وصولها الينا جعل من الرواية تحتمل الريب والقرآن بلا ريب فتكون عقولنا اكثر يقينا مع القرآن واقل يقينا مع الرواية حتى نجتهد في اثباتها بوسيلة علمية لا بوسيلة روائية.. ان

اية الفجر في القرآن الكريم ثابتة ( والفجر وليال عشر ) ولكن الرواية في تفسيرها زادت على 35 قولا..في ( وعلى الاعراف رجال ) من سورة الاعراف اكثر من 18 قولا فعندما يكون الباحث عن الحقيقة القرآنية بين ثابت ( قرآن ) ومتغير ( رواية ) فان رصانة العقل تدفع الباحث للتمسك بالثابت وترك المتغير ليصل بالفهم الى الحقيقة التي يشير لها القرآن بوسيلة غير روائية.. هذه المحاولة ستعيد الباحث الى الرواية بعد الحسم الفكري بوسيلته المعاصرة وعندها سيسمو بالرواية التي تطابقت مع الحقيقة القرآنية وتنهار الرواية التي خالفت الثوابت القرآنية حيث يستكمل الباحث بحثه مع الرواية الصادقة والتي اتصفت بصفة غالبة في كونها ( بلا ريب )..

التراث الفكري العقائدي الكبير الذي ورثناه من السلف الصالح يفرض علينا سطوته الفكرية في عملية المناقلة الامينة للفيض العقائدي ، لان الشريعة بكاملها نقلت عبر اجيال حملتها وبرغم ان تدوين القرآن قد حصل في حقبة زمنية مبكرة من عهد الرسالة الشريفة ، الا ان التدوين الكامل للفيض الشريف بدأ مع بداية النهضة الفكرية العقائدية في العهد العباسي الاول وبرفاق زمني طويل نسبيا ، وقد اتصف بصفة مركزية اثقلت اجيالنا وهي صفة الاختلاف المذهبي.. الاختلاف المذهبي لم يكن اختلافا متمركزا في الفهم الاوحد للشريعة السمحة بل في اختلاف الرواية.. الاختلاف الروائي كان السبب المباشر في الاختلاف المذهبي الاول ولكن مغذيات ذلك الاختلاف تنوعت وتعاظمت عبر الحقب الزمنية المختلفة كما ان القرآن الكريم اتصف بصفة الثابت بمتنه القدسي ، لان جمعه وتدوينه كان الاقرب لعصر نزوله ، اضافة للوعد الالهي في حفضه ، حيث يجد الباحث ان الهمة العالية في تدوينه وتوحيده كان بهداية الهية واضحة قبل ان يدرك الموت حافظ المتن المبارك من الرعيل الصالح الذي نزل فيه القرآن فأصبح بالنسبة لاجيالنا بلا ريب.