عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-02-2005, 12:28 PM
tafza tafza غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 13
إفتراضي Re: Re: كيف وجد ذو القرنين ان الشمس تغرب في العين الحمئة...!!!

ان قيام القرآن بيننا قياما قدسيا مجردا من التطبيق يضع الفكر الاسلامي في غاية الحرج الفكري ويمنح اعداء الاسلام الفرصة في هيكلة القرآن في ركنه القدسي واخراجه من ساحة التطبيق في حياتنا المعاصرة التي تتصف بالزحمة العلمية المتألقة.. في سورة يس (.. لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر.. ) حقيقة قرآنية لا تسجل أي تطبيق فكري او علمي ولا تقيم حكما او تلغي فعلا مباحا او تشير الى استحباب او كراهة
او تنظم علاقة في أي نشاط انساني ، وليس لهذه الاية صفة كحقيقة قرآنية سوى حالة القدسية التي تعيش في صدور حملة العقيدة في قدسية الاية الكريمة وحتى عندما نصفها باية كريمة تخفي علينا اسرار كرمها وكيف يكون ذلك الكرم..! انها مثل قرآني لبؤرة فكرية يدور حولها طرحنا في دعوته للتجديد المنضبط في الفكر العقائدي.. الشمس لا ينبغي لها ان تدرك القمر.. فهل نستطيع ان نمسك بالقصد القرآني الشريف في معرفة كينونة ادراك الشمس للقمر..?

الفكر العلمي المعاصر سيأخذ حيزا مهما من عقولنا عندما نعالج النص الشريف فكريا حيث العلم الحديث اكد تابعية القمر للارض وان التبعية تبعية جاذبية فقوة جذب الارض تدرك القمر فهو تابع ارضي والشمس لا تدرك القمر لانه في حيازة جذب الارض ، وفي الوقت نفسه فان اشعة الشمس تدرك القمر ، وعندما يكون الوجه المشرق من القمر امامنا فان اشعة الشمس الساقطة عليه تمنحنا فرصة رؤيته في منازله.. عندما عرفنا ان القصد الشريف في جاذبية الشمس وليس في اشعتها من الحقيقة القرآنية في سورة يس فان القصد الشريف في سورة الكهف حول غياب الشمس في العين الحمئة ينحو نفس المنحى فيكون القصد الالهي في غياب الشمس جاذبيتها وليس اشعتها وذلك هو الوصف الاولي للنهج القرآني الصارم في عملية الفهم ( بيان القرآن )..

الايمان بدستورية علوم القرآن ستضع بين ايدينا مكتشفا علميا من القرآن نفسه يسمو فوق العلوم المعاصرة.. تلك الحقيقة العلمية التي اشارت لها الاية 86 من سورة الكهف ان جاذبية الشمس تكون صفرا في موقع من مواقع الارض.. تلك المعلومة العلمية مستحلبة من المتن الشريف وعلى ممارسي علوم العصر المادية متابعة هذه الضابطة العلمية..
لا يستطيع العالم المادي المجرد من الايمان بالقرآن ان يعتمد هذه الضابطة كحقيقة علمية يحاول الامساك بها بوسيلة علمية معاصرة ولكن العالم العقائدي المجاهد في التجديد المنضبط يسعى لترسيخ النهج القرآني في عقول الباحثين عن الحقيقة.. لا يستطيع العالم العقائدي المتمسك بالرواية المحضة ان يتعامل مع هذه الحقيقة القرآنية لان منهجه الاستقرائي للقرآن منهج روائي وانه يمتلك من الروايات ما يغنيه ويشبع طموحه العقائدي واذا ما سأله سائل عن الاضطراب الفكري في التناقض بين الحقيقة القرآنية والحقيقة العلمية فان زاوية قدس القرآن هي المخرج الوحيد فاذا كان السائل مؤمنا ارتضى الجواب واذا كان من غير الؤمنين فان احسنهم موقفا يحترم القرآن ، لأنه كتاب المسلمين المقدس وعلى قاعدة فليحترم كل منا مقدسات الاخرين فتكون النتيجة ان احترام فكر المسلم واحترام فكر المجوسي يندرج تحت عنوان حضاري واحد يترسخ يوما بعد اخر خصوصا في اروقة الاكاديميات المعاصرة..

من الرجرجة الفكرية السابقة حاولنا ان نعرف ان القصد القرآني الشريف في غياب الشمس او ادراكها للقمر يرتبط بجاذبية الشمس لا باشعتها والترابط الفكري الذي استخدمناه لاجبار عقولنا بهذه الضابطة هو ان اشعة الشمس تدرك القمر فكان القصد في جاذبيتها وان اشعة الشمس لا تغرب بل نحن نغرب عنها فان الغروب لجاذبيتها.. جهود علمية معاصرة تبحث عن نقطة في الارض يتعادل فيها قطبا مغناطيس الارض الشمالي والجنوبي وتلك النقطة التي يبحث عنها العلماء هي نقطة علمية لا تزال عبارة عن مشاريع علمية توضع لها المقترحات والخطط منها ما هو معلن ومنها ما هو طي الكتمان ولو اردنا ان نضع الاشارة القرآنية على بساط بحث متخصص ، سنجد ان غياب الشمس في العين الحمئة يعني تعادل قوى الجذب المغناطيسي لقطبي المغناطيس الشمالي والجنوبي للارض مع قوى الجذب للشمس على نقطة محددة توصل اليها ذو القرنين وعندما نكون في ساحة علمية مادية معاصرة سنجد ان حركة الارض المحورية حول نفسها تمنحنا رؤية علمية لمحصلة قوى جذب ثلاثية تتعادل في زمن محدد من اليوم الواحد ونستنبط ذلك من المتن الشريف في ( وجدها تغرب ) وليس ( وجدها غربت ) ،
فعملية الغروب عملية متكررة بشكل يومي والغروب غروب قوى الجذب لا غروب اشعتها كما جاء في المعالجة الفكرية للنص الشريف.. اذا اردنا ان نرسخ هذه الحقائق فان وعاء ترسيخا لن يكون على سطور كسطورنا بل تحتاج الى مؤسسة علم متخصصة تتعامل مع القرآن كدستور علمي يفرض نفسه في ساحة علمية بوسيلة علمية معاصرة فيكون الانتقال الجهادي الامثل من التفسير الى الفهم فيقوم القرآن بيننا لنتشرف بحمله.

ان عملية ترسيخ منهج استقرائي مستبط من القرآن نفسه غاية قدسية تحتاج الى رجال عقيدة من نوع متميز يتصف بصفات علمية عقائدية وصفات علمية مادية لتكون طموحات الباحث عن الحقيقة في حيازة المنهج المؤدي الى بيان القرآن طموحات ممكنة ومشروعة ، وذلك من الاية 43 من سورة العنكبوت (.. وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون.. ) ولو اردنا ان نعرف ( العالمون ) فان العلم المعاصر يعرفهم تعريفا يختلف عن تعريف علماء العقيدة.. العالمون في العرف العلمي المادي هم الماسكون بالحقائق الثابتة والتي رسخها الفيلسوف
( ديكارت ) وعد الحقيقة الثابتة حقيقة علمية عندما اشترط العلاقة السببية بين الظاهرة ونتيجتها ورفض اية نتيجة لظاهرة ما لم يقم العالم باثبات العلاقة السببية بينهما حيث كانت تلك الافكار تشكل اللبنات الفكرية الاولى للنهضة العلمية المعاصرة..
العالم العقائدي يختلف عن العالم المادي لانه يؤمن بغيب الله ولكنه يدور في دائرة الكتاب المنزل على المصطفى صلى الله عليه وسلم بشقيه القرآن والسنة الشريفة ، وهو غير مكلف ببيان العلاقة السببية بين المطلب الشرعي ونتيجته..

الصلاة فريضة والحج فريضة يغنيها العالم العقائدي بحثا وتحليلا دون ان يربط العلاقة بين الظاهرة ونتيجتها ربطا سببيا فالحج في رضا الله والصلاة في طاعة الله ولا يوجد منهج علمي يمسك رضا الله سبحانه وتعالى بيقين مختبري يمكن العالم العقائدي من مشاهدة رضا الله سبحانه وتعالى تحت عدسة المجهر او على عارضة الحاسب الالي.. ان العالم العقائدي يفقد صفته العقائدية اذا اراد ان يكون في اروقة العلم المعاصرة ولم يتوصل النشاط الفكري الانساني المعاصر الى بناء مسلك فكري يجمع بين العلوم المادية والعلوم العقائدية جمعا متجانسا له نتاج علمي سواء في التطبيقات الفكرية او التطبيقات العلمية الميدانية ، وان الايمان الذي يحمله الاستاذ المحاضر في كلية الطب لا يمكن ان يضيف الى المادة العلمية سلمة مضافة وان العلوم التي يحملها الاستاذ المحاضر في كلية الطب لن تمنحه فرصة تزيد من تقويم صلاته او حجه ونجد ذلك واضحا في انغلاق البحوث المادية في معرفة كينونة المناسك في الصلاة او الحج او الذبح وغيرها ،، وان العلماء المعاصرين فيهم رعيل لايستهان به من حملة الشريعة الاسلامية ، سواء كانوا في اروقة علمية في دار الاسلام ، او في اروقة علمية في مواطن صناعة العلم في الغرب ،
حيث نرى بوضوح بالغ غياب النهج المشترك بين المادية والعقائدية ، وان بعض الانشطة الفكرية التي يسعى لها بعض العلماء ما هي الا محاولات فردية غير قادرة على ولادة قاموس علمي مشترك بين علوم المادة وعلوم العقيدة.. ان المؤسسة العلمية التي تقترحها اسطرنا تحتاج الى بدايات فكرية ولاتحتاج ال حرام جامعي ، بل تحتاج الى قبول مشترك في البحث عن النهج الاستقرائي المعاصر للقرآن لان حيازة العلوم القرآنية لا تحتاج الى صناعة علمية كما يجري في الاروقة الاكاديمية الغربية لان حيازة العلوم امر متصل في علوم القرآن ونحن نحتاج الى منهج بيانها وعند بيانها ستفرض الحقيقة العلمية نفسها حتى على غير المسلم.. لو عرفت كينونة منسك الذبح الاسلامي وترجمة ذلك المنسك العظيم ترجمة علمية محضة فان البوذي والملحد سوف يقوم بتطبيق المنسك لا لكونه منسكا اسلاميا بل لكونه حقيقة علمية تفرض نفسها ولو ان الترجمة العلمية شملت المناسك الاسلامية كلها او اشهرها كمنسك الصلاة او منسك الحج فان الدعوة الى الاسلام لن تكون على لسان خطيب يتحدث ببلاغة او بفصاحة لسان بل تتحول الى المواد الاسلامية الى ثوابت تسري على خلفاء ( ديكارات ) وبموجب شروطه العلمية..

السطور السابقة تحمل صفات احلام اليقظة الا انها تتحول الى تطبيقات مدانية لو انتقلنا من تفسير القرآن الى فهمة وبين التفسير والفهم هوة سحيقة لا يسلم الباحث من السقوط فيها ، الا اذا استمسك بالنهج القرآني الذي يحمل البيان وان اية بطولة فكرية متفردة يقوم بها الباحث لا تزيد الاسلام الا زيادة رقمية في مواطن الاختلاف ولكن رسوخ النهج المستقرأ من الذكر الحكيم يشكل المعادلة التي تفرض نفسها على محبي الاختلاف وتجبرهم على دخول دائرة الاتحاد الفكري الذي يرفع القرآن الكريم فوق علوم الاعلمين..