الموضوع: مفاهيم مغلوطة
عرض مشاركة مفردة
  #84  
قديم 11-02-2005, 01:46 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

د - أخطاء شائعة في تفسير وفهم بعض الآيات :-



يفهم بعض الناس كثيراً من آيات القرآن فهماً خاطئاً ؛ وذلك لعدم ارجوع - في أخذ معلوماتهم - من المصادر الصحيحة ! ومن ذلك مايلي :-

1 - من الأخطاء في الفهم فهمهم القوله تعالى عن لوط عليه السلام عندما جاء قومه يريدون فعل فاحشة اللواط بضيوفه .

أنه قال ( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ) سورة هود : 78 ، وقوله في آية أخرى ( هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ) سورة الحجر :71 .

فيفهمون أن النبي لوطاً عليه السلام عرض بناته لقومه لكي يفعلوا بهن الفاحشة - والعياذ بالله - وهذا فهم خاطىء مجانب للصواب ، وللعلماء في تفسير تلك الآية أقوال كثيرة ، نذكر منها قول الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره ، قال ( أمرهم أن يتزوجوهن ، ولم يعرض عليهم سفاحاً ) وقال أيضاً ( يرشدهم إلى نسائهم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الوالد ) ونقل عن سعيد بن جبير قوله ( يعني نساءهم من بناته وهو أب لهم ) تفسير ابن كثير .

فلوط عليه السلام عرض على قومه أن يزوجهم بناته ، وأن يكفوا عن ذلك الفعل العظيم ، كما أن المعنى لا يحتمل إلا توجيههم بالزواج من بناته أو نساء القوم ؛ لأن غير ذلك يتعارض مع كرامة الأنبياء وعصمتهم وفضلهم فهم أكثر تقوى لله وتورعاً عن المحرمات .

2 - ومن الأخطاء - أيضا - فهم الناس الخاطىء لسبب عقدة لسان موسى عليه السلام .


فقد قال الله تعالى مخبراً عن موسى وهارون عندما أرسلهما إلى فرعون قول موسى عليه السلام ( واحلل عقدة من لساني .... ) سورة طه : 57 . وقال في آية أخرى ( ... وأخي هارون أفصح مني لساناً ) سورة القصص : 58 . فقد فهم الناس أن سبب العقدة هو أن موسى عليه السلام في صغره وهو في قصر فرعون أخذ جمرة ظاناً أنها طعام فوضعها في فمه فأحرقت بعض لسانه فكان ذلك هو سبب العقدة في لسانه . وهذا خطأ وقع فيه الناس ، بل وبعض المفسرين حيث ذكروا ذلك الخبر في تفاسيرهم دون إسناد أو عزو ؛ بل اقتبسوه من الإسرائيليات " تفسير ابن كثير " . فكيف يُعقل أن صبياً يرفع الجمرة الملتهبة ويتحمل حرارتها بيده ثم يضعها في فمه !! هذا شيء مستحيل يرفضه العقل . إضافة إلى أنه لم يرد في ذلك خبر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة . وقد ردّ هذه القصة عدد من العلماء السابقين والمعاصرين .

3- ومن الفهم الخاطىء للآيات : فهم أن مريم عليها السلام هي أخت انبي هارون عليه السلام :-

وسبب ذلك الفهم هو الظن بأن المراد من قوله تعالى عن مريم : ( يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء .... ) أنها أخت هارون - أخي موسى - عليهما السلام ، وهذا خطأ .

قال ابن كثير في تفسيره " وهذا القول خطأ محض فإن بين هارون عليه السلام ومريم أم عيسى عليهما السلام مئات السنين فموسى وهارون كانا قبل عيسى وأمه بوقت طويل "

والصواب أنها ليست أخت هارون من النسب ، والقول الصحيح الذي ذكره المحققون من أهل التفسير : أن مريم عليها السلام من نسل هارون عليه السلام فُنسبت إليه مباشرة كما تقول للمضري : يا أخا مضر ، واللتميمي : يا أخا تميم ... وهكذا وقال بعضهم نُسبت إلى رجل صالح - في وقتهم - اسمه هارون . وقيل يا أخت هارون في العبادة والتُقى والزهد " تفسير بن كثير " .

4 - الفهم الخاطىء لقصة آدم وحواء عليهما السلام مع إبليس .. وأنهما أشركا بالله :-

قال تعالى ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ، فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين ، فلما آتاهما صالحاً جعلاً له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون ) سورة الأعراف 189 - 190 .

قال ابن كثير - رحمه الله - بعدما ساق اقوال المفسرين في ذلك .. قال " وهذه الآثار يظهر عليها والله أعلم أنها من آثار أهل الكتاب ، ثم قال : وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا ، وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء ، وإنما المراد من ذلك ، المشركون من ذريته ، ولهذا قال الله تعالى ( فتعالى الله عما يشركون ) " تفسير ابن كثير "

وقال أبو السعود في تفسيره " فلما آتاهما صالحا ، أي : لما آتاهما مما طلباه أصالة واستتباعاً من الولد وولد الولد وما تناسلوا فقوله تعالى ( جعلا ) أي جعل أولادهما - أي أولاد آدم وحواء - هم الذين جعلوا - ( له شركاء ) على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ثقة بوضوح الأمر وتعويلاً على ما يعقبه من البيان وهكذا الحال في قوله ( فيما آتاهما ) أي فيما آتى أولادهما من الأولاد ( أي الأولاد وهم الذين اشركوا حيث سموهم بعبد مناف وعبدالعزى ونحو ذلك ) ، ثم قال : كما في مثل قوله تعالى ( وإذ نجيناكم من آل فرعون .. ) فإن الله تعالى يخاطب اليهود الذين كانوا وقت النبي صلى الله عليه وسلم مع أن الإنجاء كان لأسلافهم وليس لهم هم ومع ذلك نسبه إليهم بحكم سريانه إليهم . ثم قال : وصيغة الجمع - يعني في قوله ( فتعال الله عما يُشركون ) لما أشير إليه من تعيين الفاعل وتنزيه آدم وحواء عن ذلك " تفسير الإمام أبي السعود " .

وقال صاحب أضواء البيان " إن معنى الآية أنه لما أتى آدم وحواء صالحاً كفر به - بعد ذلك - كثير من ذريتهما ، وأسند فعل الذرية إلى آدم وحوار لأنهما أصلٌ لذريتهما كما قال تعالى ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ... ) أي بتصويرنا لأبيكم آدم ثم قال : ويدل لهذا الوجه أنه تعالى قال بعده ( فتعالى الله عما يشركون ، أيشركون ما لا يخلق وهم يُخلقون ) فهذا نص قرآني صريح في أن المراد ( هم ) المشركون من بني آدم وليس آدم وحواء " تفسير أضواء البيان للشيخ الشنقيطي " .


** *** **



ــــــــــــــــــــــ

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ........ أخطاء شائعة في الفرائض والواجبات


للفائدة



السؤال:

أعيش في ماليزيا, والنساء غالبا ما يصلين في الجماعة, وتتقدم تلك التي تقوم بإمامة المجموعة أمام الأخريات بمسافة قدم واحد. فهل هذا من السنة؟ إنهن يجادلن كثيرا حول تفسير الحديث الذي ورد فيه أن عائشة رضي الله عنها شوهدت وهي تؤم غيرها في الصلاة وكانت في وسط الصف . فهل توضح إذا كان ذلك يدل على أن فعلهن صحيح ؟ 2- وفي ماليزيا أيضا, فإن المصلين يؤدون الذكر بعد الصلوات بشكل جماعي, وهم يفعلون ذلك على أنه من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته . وعملهم هذا, بالنسبة لي هو بدعة. أرجو أن تذكر لي بعض الأدلة التي توضح أن الذكر جماعيا (بترانيم الأدعية بصوت مرتفع وقول سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر) أن ذلك ليس من السنة.

الجواب:

الحمد لله

1- أما إمامة المرأة للنساء يراجع سؤال رقم 9783 و14247

أما الذكر الجماعي فقد سئلت اللجنة الدائمة عن الدعاء والذكر الجماعي ، فأجابت :

الأصل في الأذكار والعبادات التوقيف وألا يعبد الله إلا بما شرع وكذلك إطلاقها أو توقيتها وبيان كيفياتها وتحديد عددها فيما شرعه الله من الأذكار والأدعية وسائر العبادات مطلقا عن التقييد بوقت أو عدد أو مكان أو كيفية لا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية أو وقت أو عدد بل نعبده به مطلقا كما ورد .

وما ثبت بالأدلة القولية أو العملية تقييده بوقت أو عدد أو تحديد مكان له أو كيفية ، عبدنا الله به على ما ثبت من الشرع له ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقرير الدعاء الجماعي عقب الصلوات أو قراءة القرآن مباشرة أو عقب كل درس سواء كان ذلك بدعاء الإمام وتأمين المأمومين على دعائه أم كان بدعائهم كلهم جماعة ولم يعرف ذلك أيضا على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الصحابة رضي الله عنهم ، فمن التزم بالدعاء الجماعي عقب الصلوات أو بعد كل قراءة للقرآن أو بعد كل درس فقد ابتدع في الدين وأحدث فيه ما ليس منه ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وقال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " …

ولو كان التزام كيفية معينة مشروعا عن لحافظ النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده وقد تقدم أنه لم يثبت ذلك عنه ولا عن أصحابه رضي الله عنهم والخير كل الخير في اتباع هديه صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم والشر كل الشر في مخالفة هديهم واتباع المحدثات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة " وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

فتاوى إسلامية 4/178.

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

وقفه :-

قال ملك لعالم ، وقد أراد سفراً : أرشدني لأحزم أمري .

العالم :- لا تملأن قلبك من محبة الشيء ، ولا يستوليّن عليك بغضه ، واجعلهما قصداً ؛ فإن القلب كاسمه ينزع ويرجع ، واجعل وزيرك التثبت ، وسميرك التيقظ ، ولا تقدم إلا بعد المشورة ؛ فإنها نعم الدليل ، فإذا فعلت ذلك ملكت قلوب رعيتك .

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه