عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 13-02-2005, 02:55 PM
فارس ترجل فارس ترجل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
المشاركات: 563
إفتراضي


قلم المنتدى

لقد كان الموضوع عبارة عن إقتباس لسيد قطب يصف فيه عبيد هذا الزمان بعبارات محكمة تبين ان مفهوم الرق لم ينته بعد ، و أن كثير ممن يظنون انهم أحرار إنما هم عبيد كما بين عليه رحمة الله .

و لا أدري ما علاقة ذلك بماتفضلت بنقله لنا هنا ، و هل يعني ما نقلته ان كلام الشهيد بإذن ربه سيد خاطيء فيما يتعلق بالإستعباد المعاصر؟!


و قبل ان اتعرض لذلك أحببت ان اعيدك لصلب الموضوع عن طريق سؤالين أعلم سلفاً إنك لن تجيب عليهما بحياد:

الأول : عنوان الموضوع يعينك ان تحدد وفقاً لطرح قطب إذا ما كنت عبداً ام حراً ، فهل فعلت؟ ، و بماذا خرجت؟


الثاني: إذا إفترضنا جدلاً صحة ما ورد فيما نقلته لنا ، هل ذلك ينفي ما ذكره سيد قطب بشأن العبيد و وصفهم؟ ، هل أخطأ بكلمة في هذا التوصيف؟ ، و كيف؟


إن ما نقلته هو إجتهادات أحترمها و لكنني لستُ شرعاً ملزماً بإعتناقها، و بصراحة هي غير مقنعة في مجملها لأي عين متمعنة.

حيث ان كتابات سيد عليه رحمة الله قد أثارت جدلاً كثيراً بين الاوساط العلمية سواء الفقهية و الأكاديمية ، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على انه لم يكن يكتب من فراغ و ان ما بثه من سطور يظل يحمل الكثير.


هذا الجدل أنتج المزيد من العلماء الثقاة الذين أيدوا ما كتبه سيد و الذين عارضوه ، بشكل لا يكاد يرجح اي الكفتين على الاخرى ، إلا لمن رحم ربي و حرره و أزال عن عينه غشاوة استعباد السلطان.


مثلاً:

1/ شذوذ سيد قطب في تفسير كلمة التوحيد { لا إله إلا الله }:

قال سيد قطب في تفسير قوله تعالى في سورة القصص: (( وهو الله لا إله إلا هو )) :

" أي: فلا شريك له في الخلق والاختيار " [في ظلال القرآن (5/2707)].

قلت: أهكذا فسر علماء التوحيد معنى كلمة التوحيد، بل قد ضيع سيد قطب المعنى الحقيقي لهذه الكلمة.

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أي: هو المنفرد بالألوهية، فلا معبود سواه، كما لا رب يخلق ما يشاء ويختار سواه.

فهل فرقت أخي الكريم بين تفسير العلماء لكلمة التوحيد وتفسير سيد قطب لكلمة التوحيد؟



لا لم أفرق ، لأنه ببساطة لا يوجد فرق بين القول ان الله جل و علا منفرد بالألوهية كما قال إبن كثير ، و بين القول ان الله جل و علا لا شريك له في الخلق و الإختيار كما قال سيد قطب ، الفرق فقط في التعبير و استعمال المرادفات نظراً لإختلاف العصر و حسب ،فلم ينف سيد قطب في عباراته صفة الإنفراد بالألوهية ، و أتحدى أياً كان ان يثبت غير ذلك.



و يمكنني اخي الكريم قلم أن آخذ كل نقطة نقلتها و اتعرض لها بالنقاش و أنقل ما قيل فيها من العلماء ، لكن نظراً لطول ما نقلت فأكتفي بالاشارة الى قول انت نفسك من نقله ، فمن فمك أدينك:

أن بعض الناس يستعظم أن ينبه على أخطاء من أخطأ وهذا جهل منه فما زال العلماء يرد بعضهم على بعض من زمن الصحابة إلى وقتنا هذا وقد قال مالك بن أنس رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم.



فنحن لم نقل ان سيد قطب نبي يوحى إليه فلا يمكن مناقضته بكلمة ، بل هو عالم متمكن قرن القول بالفعل و ضحى بحياته في سبيل ما يؤمن به ، أصاب كثيراً و أخطأ قليلاً ، لكن هذا لا ينفي أنه عرض الى أمور كثيرة لم يجرأ هؤلاء الشيوخ الذين نقلت عنهم ان يتعرضوا إليها خشية السلطان و حباً في الدنيا.



لو ان العلماء الأفاضل الذين نقلت عنهم قد تعرضوا لكلمة من توجه الفقيد سيد قطب من الناحية السياسية الشرعية لأمكن منابذتهم و الرد عليهم بما قاله العلماء المجاهدين في سيد قطب عليه رحمة الله ، و ليس علماء الرواتب و المناصب.


لكن بما ان كل ما نقلته يتعلق بنقد لبعض - و اقول بعض - إجتهادات سيد قطب في تفسيره للقرآن و بعض مسائل العقيدة ، فإن ذلك ليس شيء غريب ، و أرني عالم واحد يؤخذ عنه بالتمام و الكمال و لا يرد عليه إطلاقاً ، و أنا اتراجع فوراً.



اخي قلم المنتدى ، انصحك و نفسي بعدم تسليم عقولنا لأحد يحشوها بما يشاء دون تمعن و إختيار ، و لنحكم ضمائرنا قبل مناهجنا الفكرية في فهم ما يكتب على هذا المنتدى ، و التعرض له بذاته دون الدخول في متاهات علمية فقهية ليس لك و لا لي باع فيها.



انظر معي كيف أجاب الشيخ أبي محمد المقدسي فك الله أسره على سؤال عن سيد قطب ، سأقتبس لك منه المقدمة فقط ، حتى تقارن بين رد علماء السلطان و الراتب و بين احد العلماء الذين أوذوا في الله و لم يبدلوا:


سؤالي شيخنا الفاضل ، يتعلق بسيد قطب رحمه الله ، وفي الحقيقة حاولت جاهداً أن أجد لك رأياً في سيد قطب ، فلم أجد ، ولعلك ذكرت شيئاً عن هذا الامر ، لكني لم أجد ذلك ... ومن المعروف أن أدعياء السلفية بشكل خاص ، يشنون هجوماً شديداً على هذا الرجل ، وأكثر ما في هجومهم باطل ، وتلفيق ، وإدعاء ، وتحميل الكلام ما لا يحتمل ، أو تفسيره بسوء نية ... ولا شك أن سيد قطب بشر يخطيء ويصيب ، وكثير مما كتبه وسطره بحكم أسلوب كتابته الأدبي ، قد يشكل سبباً في فهم البعض الخاطيء له ، أو تحميل كلامه ما لم يقصده ... وسؤالي ، هو أريد رأيك في هذا الرجل ، فإني أثق بك ، وجزاك الله خيراً ... وأرجو من الإخوة القائمين على الموقع إرسال الإجابة على بريدي ، بارك الله فيهم ...


الجـواب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أخي الفاضل / . . . . حفظه الله وجعله من أنصار دينه ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بالنسبة للشيخ المجاهد والكاتب الفاضل أستاذنا الكبير سيد قطب رحمه الله تعالى فإن من عجائب هذا الزمان الذي لا تنقضي عجائبه أن يسأل عن سيد أمثالي ويتكلم فيه جرحا أو تعديلا ، وهو الذي فارق هذه الدار مستعليا على زخرفها وحطامها وفتاتها الذي تهالك عليه وأخلد إليه أكثر الخلق ، ويبذله الطواغيت لأهلها المنقادين الخاضعين لهم ، وأبى هو رحمه الله أن يخط ببنانه الذي سطر به ظلال القرآن والتوحيد ؛ كلمات تعتق رقبته من الموت ، يلبس بها الحق بالباطل أو يقر بها حكم الطاغوت ؛ في الوقت الذي يسود فيه كثير من أهل زمانها وجوههم وصحائفهم ، ومنهم كثير من أولئك الطاعنين الذين أطالوا ألسنتهم فيه ؛ ما هو أحط من تلك الكلمات التي ترفع عنها رحمه الله ، ويطوعون دينهم ليل نهار للطواغيت ويبيعونه بثمن بخس دون أن يكرهوا أو يهددوا بالموت والإعدام ، بل يسارعون في ذلك كأنهم إلى نصب يوفضون ، فينحرون على عتباتهم التوحيد ، ويبذلون لهم دينهم قربانا وكبش فداء لحطام دنياهم الفاني .

و والله لولا أن القول بالحق والنصح لكتاب الله وسنة رسوله فرض وواجب من الواجبات ، لما كتبت في سيد كلمة ، فالرجال أمثاله في زماننا قليل ، وكل من سار في هذا الدرب فلسيد عليه فضل شاء أم أبى اعترف أم جحد ، ولا يضر سيدا بعد هذا مدح من مدحه أو سب من سبه ، ففيه وفي أمثاله يصدق قول القائل ..

كم سيد متفضل قد سبــــــه من لا يساوي غرزة في نعله

فالبحر تعلوا فوقه جيف الفلا والدر مدفون بأسفل قـعره


ومع ما تقدم كله فسيد بشر كسائر البشر يصيب و يخطيء وله في كتاباته عثرات معروفة ، واضح لمن تتبع كتاباته وميز القديم منها من الجديد ، أنه تدارك أشياء منها ، وكان يتعاهدها بالتصحيح والتهذيب ، والواجب على المخلصين المقربين له وعلى رأسهم الأستاذ محمد قطب أن يكملوا ذلك له وأن لا يصرّوا على إبقائها كما هي ، فتبقى ثغرة وحجة يتخذها كل نطيحة وموقوذة ومتردية وما أكل السبع والسلطان ؛ ذريعة للطعن في سيد وتبديعه وتقويله ما قد بريء منه أو هو بالأصل منه براء ولكن زل قلم الأديب فقال ما لا يقصد صاحبه معناه المتوهم منه.

أبو محمد المقدسي (فك الله أسره)




و اكرر طلبي ان تجيب على سؤاليّ أعلاه ، حتى لا يتوه الموضوع منا بارك الله فيك فذلك أجدى.



ختاماً أذكرك بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم:

(إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) صحيح البخاري


فليس للشيخ الفاضل إبن عثيمين و لا لك و لا لأي شخص ان يحرم سيد قطب عليه رحمة الله من أجره الذي أقره له النبي عليه الصلاة و السلام.


شاكراً لك مرورك الكريم











فارس الأندلس

اشكر لك المرور و التعليق الموجز و الحاد

و تقبل تحياتي

__________________
إن هذه الكلمات ينبغي لها أن تخاطب القلوب قبل العقول .. والقلوب تنفر من مثل هذا الكلام .. إنما الدعوة بالحكمة ، والأمر أعظم من انتصار شخصي ونظرة قاصرة !! الأمر أمر دين الله عز وجل .. فيجب على من انبرى لمناصرة المجاهدين أن يجعل هذا نصب عينيه لكي لا يضر الجهاد من حيث لا يشعر .. ولا تكفي النية الخالصة المتجرّدة إن لم تكن وفق منهج رباني سليم ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وجعلنا وإياكم من جنده ، وألهمنا التوفيق والسداد.
كتبه
حسين بن محمود
29 ربيع الأول 1425 هـ



اخوكم
فــــــــــارس تـــــــــــرجّلَ