الإرهاب
جلب المفاسد ودرء المصالح
إذا لم تكن المملكة العربية السعودية وشعبها هي المثل والقدوة في تطبيق شعائر الاسلام واحكامه من بين دول العالم وشعوبها فمن هي اذن الدولة وشعبها التي تمثل نموذجا يحتذى في تطبيق الشريعة الاسلامية في عالم اليوم?
سؤال أطرحه على كل من عشعش الارهاب في عقله أو دعمه أو تعاطف معه وهو يغرس أنيابه في جسد وطن الاسلام وشعبه المسلم ليحصد الارواح البريئة ويدمر الممتلكات ويجلب المفاسد ويدرأ المصالح. فالأمر إذن لا يعدو كونه مجرد تعبير عن مزايدات ومطامع سياسية حتى ولو كان ثمن ذلك قتل الابرياء وتدمير الممتلكات وزعزعة الأمن والاستقرار وتفكيك وحدة هذا الوطن باسم الدين.
صحيح أننا لا ندعي الكمال, فالكمال لوجه الله تعالى, ولكن المزايدة التي يرتكبها الارهاب وأهله باسم الدين لتحقيق مطامع سياسية هي ما نرفضه وننكره بل ونحاربه , حماية لشوكة الاسلام وصونا لسمعته وحقنا لدماء الابرياء وحفاظا على وحدة الوطن وتماسك المجتمع.
ما المطلوب من مجتمع يؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.. معمورة مساجده بذكر الله.. يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويحج بيت الله الحرام ويقيم الحدود ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويرعى القرآن والسنة والحرمين الشريفين ويدعم المسلمين في كافة انحاء المعمورة, أقول ما المطلوب من مجتمع هذه صفاته أن يفعل أكثر من ذلك كي يكون مجتمعا مسلما مثاليا من وجهة نظر الارهاب وأهله والمتعاطفين معه في مجتمعنا? أما ان كان المطلوب مقاطعة العالم ومعاداته ومحاربته وإيقاف مسيرة التقدم والنماء فلا سمع ولا طاعة, لأن ذلك يتعارض مع تعاليم دين الله التي تحث على التعارف وتبادل المصالح والمنافع بين الناس ودعوة غير المسلمين الى الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وتدعو الى اعمار الارض واكتشاف اسرار هذا الكون.
هل المطلوب منا صد الناس عن دين الله بأعمال ارهابية هي اقرب الى الافساد في الارض منها الى الجهاد في سبيل الله? ثم أين هي الدولة التي ترفض دعوة الناس فيها الى دين الله في عالم اليوم? إذن لماذا لا نستغل هذا التسامح في نشر دين الله في كافة دول العالم ما دامت انظمتها تسمح بذلك? ولماذا لا نصرف جهودنا وأموالنا في هذا السبيل الجهادي المتمثل في الدعوة الى الله بطرق سلمية تظهر سماحة الاسلام وتخرج الناس من الظلمات إلى النور اما بالسفر الى دول العالم وممارسة الدعوة فيها أو باستغلال وسائل الاتصال المعاصرة من إعلان وانترنت? وهاهي اندونيسيا اكبر دولة اسلامية في عالم اليوم تقف شاهدة على ثمار الدعوة الى الله بالقدوة الحسنة والسلوك القويم والاخلاق العالية لتجار المسلمين مع أنها لم يطلها الفتح الاسلامي. فإذا لم يكن بمقدورنا تقديم شيء للحضارة المعاصرة من منتوجات وصناعات فليس أقل من ان نقدم للبشرية ما تحتاج إليه من ايمان صحيح واشباع روحي وهو في هذه الحالة دين الله القويم.
الارهاب الذي يمارس اليوم باسم دين الله وهو منه براء لن يساهم الا في اضعاف شوكة الاسلام وأهله وتشويه صورة الاسلام والمسلمين والصد عن دين الله وتعريض اخواننا المسلمين المقيمين في البلاد غير الاسلامية للانتقام والمعاملة بالمثل من قبل السفهاء من غير المسلمين في تلك البلاد الذين قد يطالبون باخراج المسلمين من ديارهم او يختطفونهم ويجزون رؤوسهم ويزهقون ارواحهم او يهدمون مساجدهم على من فيها.. ألم أقل لكم أن في الارهاب جلبا للمفاسد ودرءا للمصالح? فهل من عاقل أو مدكر أو معتبر? أرجو ذلك.. وللجميع اطيب تحياتي.
جريدة عكاظ
لي عودة أخرى للموضوع بإذن الله