عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 16-02-2005, 03:20 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

مأساة العرب مأساة الصحافة :

أما هذا المحور فهو يتعلق بمن يعمل بالإعلام، وبالخصوص الإعلام العربي ، هناك واقع مرير قائم لحال الإعلاميين العرب في بلاد الإغتراب ولاسيما من يؤسسون الصحف والمجلات ومن يعملون بالإعلام وتحديدا في إنكلترا وفرنسا حيث يجتمع بها المئات من المنفيين العرب الذين يعملون بهذه المهنة التي صار حالها حال السياسات العربية ذاتها ، وكما هو معلوم لقد درجت الجهات الإعلامية أو أي إعلامي أن يتجه قبل الكتابة والنشر وبعد النشر إلى الدولة التي على خصام مع الدولة المنفي منها حسب إعتقاده ، فالبعض يتجه صوب السعودية وبعض دول الخليج إذا كان مطارداً وقادماً من دولة عربية بحال خلاف سياسي مع السعودية والبعض توجه للعراق قبل سقوط صدام ، والبعض الآخر إلى ليبيا وهكذا دواليك ، وهذا قائم وواقع ، وهؤلاء يعتقدون خطئا بأن مايكتبه هو يقربه من تلك الدولة أو الجهة التي إتجه للكتابة بالصحف التي تحسب عليها (وهي براء من ذلك) ، وحيث أن بعض الإعلاميين أو أكثرهم يبحث عن الشهرة أو إستقطاب رضاء نظام عربي ما !! يعمل على بعض المواضيع الحساسة التي قد تثير نظام ما من خلال الإساءة لرموز النظام فيعتقد ذاك النظام بأن هناك طبخة ومؤامرة ما بين مصدر الصحيفة أو المجلة وجهاز إستخبارات الدولة ومؤسساتها السياسية ، وخير مثال على ذلك ما أقدمت عليه إحدى الزميلات التي تطرقت لنجل أحد الرؤساء العرب في مطلع التسعينيات من القرن الماضي من خلال مجلة لندنية كانت ترأس تحريرها ، فكادت العلاقات بين دولتين شقيقتين أن تقع لاقدر في أزمة لولا تدخل العقلاء من البلدين وتفهم بأن هناك حاجة وحق لأي إعلامي من الوصول للشهرة والمجد والمال من خلال (حك رؤوس الكبار) ليس إلا ! وإنه ( لا مؤامرة وأجهزة إستخبارات أو تغيير بالسياسات القائمة بين البلدين ولاهم يحزنون) ، لكن يبدو بأن قطر بحاجة للعقلاء اليوم أكثر من أي وقت مضى لتفهم بانه ليس كل شيء يجري أو يقال بالصحافة العربية المهاجرة وراءها الإستخبارات والمؤامرات كالذي إدعته قطر للأسف ليرافق إعتذار صحيفة (عادية) إنتشارها محدود . بل كثيراً ما يتعرض رؤساء التحرير لمضايقات ولوم هائل من جهات عديدة بسبب ذم أعداء تلك الجهة لأنها قد تفسر بأن تلك الجهة ذاتها وراء التشهير أو الإساءة لذاك البلد أو تلك الشخصية وبدلا من أن ينال رئيس التحرير الشكر المنتظر أو المكافأة المنتظرة ينال الفصل أوإيقاف التمويل إذا كان هناك تمويل!! وكثير ما ورط صحفيون بلدانهم وأنظمتهم في مشاكل مع بعض الدول بمثل هذه الأخطاء التي هي جزء من عالم الإعلام والصحافة وطبيعتها .
ويبقى مستوى الوعي والثقة بالنفس بالدولة المعنية أو من تعرض من مسؤليها وأرباب نظامها لمثل هذه الحوادث هو الفيصل ليستدل منه على وجود حقيقي للنظر للأمور بمستوى رفيع من الوعي أم سوقية ردة الفعل .

عدم الرد السعودي :

من المعروف تاريخياً عن الخطاب الإعلامي السعودي الإتزان والهدوء والعقلانية والترفع عن السخافات ، والتعفف عن تناول الأعراض ، فلا المؤسسة السياسية والإعلامية السعودية تقبل بأن تتعرض مؤسساتها الإعلامية (قطاع عام أو خاص) للتشهير بمواطنة عادية ناهيك عن إحدى سيدات ورموز مجتمع خليجي شقيق ، حتى وإن كانت في أقصى درجات العداء والخصومة مع ذات الدولة .
إن السعوديين الحريصين دائماً على الشقيقة الصغرى قطر وباقي الدول الخليجية والعربية هم رغم ما يملكون من قوة تؤهلهم لوفقدوا لاقدر الله إتزانهم لفعلوا الكثير ، لكنهم كانوا ومازلوا يتصرفون بهدوء وبعيداً عن الانفعالات ولا يلجأون للإساءة حتى لمن أساء ، فكيف بالشقيقة الصغرى ، وأن فعلوا فلن يتكلموا عن (الموزة) بل هناك أشياء كثيرة كان من الأولى أن تفتح ملفاتها، والقطريون يعرفون ذلك جيداً !!
وأعود لحيث بدأت عن قناة "الجزيرة" ذائعة الصيت الطيب التي فقدت الكثير من مكاتبها في العديد من دول العالم ، وأذكرها بالمثل اليهودي الذي يقول "لاتهدد الآخرين بقطع أنفك" ، فنقول لـ "الجزيرة" بأن التغطية لهذا الخبر على مدى ثلاث أيام متتالية .. لم تتناوله أي جهة إعلامية أخرى يؤكد بأن القناة هي وسيلة قطر الوحيدة التي يمكن من خلالها أن ترى قطر أنفها ، ألم تشبع قطر من هذا البورتريه المؤطر للأنف فقط !! (دوختونا بأنفكم) فمشاكل المنطقة تهمنا أفراداً وشعوباً وحكومات وولاة أمر- أكثر مليون مرة من أهتمامكم بقطر (العظمى) .
وهل العلاقة التاريخية والسياسية والثقافية وحق الجغرافيا والتاريخ والعقيدة واللغة والمصالح المتداخلة تسمح للشقيقة قطر بمثل هذا التهور وأتهام إستخبارت السعودية بالنيل من قطر . وترك "الجزيرة" تولول ثلاثة أيام بهذا الموضوع .. (عيب !) .
أخيراً لن أدافع عن نفسي ولاعن جريدة غادرتها ولا أعرف مصيرها منذ ثلاث أعوام حتى لو كانت إدعاءات قطر صحيحة ، فأنا يشرفني أن أكون (عميلاً لوطني) لو كان هناك مؤامرة على قطر لاقدر الله ، كما تدعي قطر ، المسألة بإعتقادي أنه آن الآوان أن تدرك قطر حكومة وإعلاميين وشعب بأنها (آخر همومنا) ، وأظيف للشيخة ( الموزة) وأقول بصفتي عربي يعتز ويفتخر بقيمه ومبادئه الإسلامية ، ليس فخراً ولا من شيمنا الإساءة للمرأة أياً كانت و ما هكذا تورد الإبل أيها القطريون .

المصــــدر

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }