بارك الله فيك وفي علمك يا اباعبدالله ..
أشكرك أن كنت خير مثال لأدب الحوار...
ولقد أورد الأخ (kamalisla) في الفقرة (20) ما نحن في أمس الحاجة إلى الاعتقاد به ، حيث أنه من صلب الدين ( سلوك المسلم الحق ) فقال :
إياك وإصدار الأحكام بدون تأني ( كالتكفير والتبديع والتفسيق) خاصة مع المعروفين بالانتماء للسنة.
وتلك مصيبة وقع فيها كثير من المتحمسين إلى أرائهم والمدافعين عن فهمهم و رغباتهم في -إصلاح الناس- مما جعلهم يفقدون مع الحماس الشديد أقل الحلم و الصبر فاندفعوا بغلو لاثبات أرائهم بالأدلة التي فهموا انها لصالح وجهات نظرهم ولم يعدلوا بأن ينظروا في غيرها وخاصة ما يعارض فهمهم للأمور ، وذلك من الحماس والاندفاع المذموم في مثل ذلك الجانب ، والحق أن ذلك الأسلوب ليس من سلوك المسلم حتى في الحوار مع الكافرين بالإسلام فكيف إذا وقع بين مسلم ومسلم..!
يقول المولى عز وجل (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون)
كيف يختار(من يكفر المسلمين) من كتاب الله سبحانه ما يريد للاستدلال على -رأيه أو حجته للتكفير- و يترك ما يحدد له القواعد التي ينطلق منها.!؟
ولو سألنا أي إنسان عاقل عن أهدافه في أي حوار لكان رده بالتأكيد:
أنه يريد أن يحق الحق و يبطل الباطل.. قال تعالى :
(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)
وهذا مما فطر الله سبحانه الأنفس عليه، ولكن المؤمن (بجميع ما جاء في دين الله سبحانه) يحذر من أن يتبع الهوى ويعرف أن النفس أمارة بالسوء وأن الشيطان يستدرجه من حيث لا يشعر.. فتجده دائما يستعيذ بالله من همزات الشياطين و يبحث عن أخطائه لأنه علم من كتاب الله العزيز أن الإنسان ظلوم جهول وأن الشيطان للإنسان عدو مبين... ولذلك فالمسلم مفروض عليه الاستقامة على سلوك معين في جميع الأحوال التي يمكن أن يعيشها لكي ينجوا من ظلم نفسه أو ظلم الآخرين ولكي لا يتصرف بهواه فيقع في الجهالة التي يرتكبها الإنسان.. ولكي لا يفسد في الأرض بغير علم ويظن أنه من المصلحين..فتراه يعيد النظر بعدل ونزاهة فيما يقول محاوره ولا يقطع بصواب رأية في جميع الأحوال ، وأن ما تدفعه إليه نفسه دائما هو الحق.
نسأل الله الهادي الكريم أن يحفظنا من كل شر وسوء وأذى وضر..
وأسأله عز وجل التوفيق للجميع..
والحمدلله رب العالمين.
__________________
أستغفر الله العظيم
لي و لوالدي و أهلي و للمسلمين
|