أما طارق عمار الذي لقبته مجلة "لوبوان" الفرنسية بـ"باشا الاتصال" في المنطقة العربية والعالم، فمن المتوقع أن يحتل مراتب متقدمة جدا في "بيزنس الإعلام العربي" إذا نجحت استثماراته في تونس، على الرغم من ارتباط اسمه عربيا في التسعينيات بالإسرائيليين وإنتاج أفلام معادية للعرب.
وبدأ عمار في إطلاق قناة تلفزيونية تونسية أرضية وفضائية، ويقوم حاليا بإطلاق قناة تلفزيونية أخرى بمشاركة صديقه برلوسكوني، والقناة الأولى الفرنسية، ورجل الأعمال التونسي مروان المبروك تحت اسم "تلفزة تونسية- تي تي" التي سيكون بثها فضائيا وأرضيا.
كما يعد لإنشاء مركز سينمائي على مستوى عالمي باستثمار قدره 7 ملايين دولار أمريكي، وسيبدأ العمل في مايو القادم، ليحل مكان الشركة التونسية للإنتاج والتوزيع "الساتباك"، التي توقفت عن العمل منذ أكثر من 15 سنة في خدمة السينما التونسية.
تأتي هذة الخطوة مكملة لمشروعه المشترك مع برلوسكوني في منطقة الحمامات التونسية، ويتمثل في أستوديوهات سينما، التي تقوم حاليا على إنجاز مشروع "إمبريوم"، وتقدر ميزانيته بـ12 مليون دولار، وتم في إطاره إنتاج 6 أفلام عن كبار أباطرة الرومان، ويتم حاليا إنتاج 6 أخرى.
ينتمي طارق إلى أسرة تونسية عريقة، حاصل على دبلومة في الاقتصاد الدولي من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، وعاد إلى تونس في 1970 ليشق طريقه في مجال الإنتاج السينمائي. أسس في بداية السبعينيات "شركة كارتابو" في مدينة تونس، وتخصص في تقديم الخدمات السينمائية للأفلام الأجنبية من خلال مجموعة الأستوديوهات التي أقامها، وصور فيها نحو 60 فيلما، وشارك في إنتاج ما يزيد عن 50 فيلما عالميا خلال ربع قرن، تكلفتها تصل إلى 500 مليون دولار، لمخرجين كبار في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية.
في 1989 أسس شركة "كينتا" للأفلام مع برلوسكوني، وهو ما حدث مع الأمير الوليد بن طلال وروبورت مردوخ، وإمبراطور الإعلام في أوربا ليوكيرشو، والشيخ صالح كامل، حيث طور له باقة القنوات التلفزيونية لراديو وتلفزيون العرب "ART" في أوربا، الموجهة للناطقين بالعربية ومجموعة تلفزيون "ميديا ست" المملوكة لبرلوسكوني. في عام 2000 عزز طارق عمار -كما تقول فوربس- شركة "كينتا" باقتناء أسهم في مجال خدمات ما بعد مرحلة الإنتاج، وأصبح على رأس مجموعة من الشركات الكبرى والمؤثرة مثل "دوران ديبوا" و"دانا سيبي" و"واكس ماشينا"، واستحوذ على 15% من أسهم باقة جديدة من القنوات التلفزيونية الإيطالية بالمشاركة مع قناة "TF1" الفرنسية التي تملك 94% من الأسهم.
خاض طارق المعركة، التي تعلقت بتوزيعه فيلم ميل جيبسون "آلام المسيح" في فرنسا، وسبب ذلك الانتقادات الشديدة التي وجهتها المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للفيلم.
__________________
معين بن محمد
|