كان الأب يجلس مع أهل بيته ..يسامرهم ..يضاحكهم ..يلاعب أولاده ..واعدهم على السفر ..ووعد البنت الصغيرة بلعبه ..أما الزوجة فقد واعدها بالذهب والفضة ..أحلام وأوهام يعيشها ويعيّش أولاده بها ..نام وقال للزوجة :أيقضيني الساعة السابعة للدوام ..أين صلاة الفجر ؟؟ليست في باله ..أيقضيني للدوام فقط.. نام في تلك الليلة والمسكين كان في موعد لم يعلم عنه شيئا َ ..انتبه ..فزع.. !!رأى شيئا بجانبه ..قال من أنت ؟؟قال :أنا ملك الموت قال :ما لذي جاء بك ؟؟ قال:جئت أنتزع الروح ..قال أنتظر قليلا ..؟!أتعلمين أخيه لما يريد الانتظار ؟؟ عنده أمانات لم يردّها عنده ذنوب ما تاب منها هناك معاصي إلى الآن لم يتب منها ولم يخلّص أولاده منها ..أنتظر قليلا..
حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي أرجعون صاح..فإذا أهل البيت يجتمعون ..فزعت الزوجة قامت قالت ما لذي بك ؟؟ ما لذي جرى ؟؟
لا يستطيع أن يجيب ..هو الآن في عالم آخر ..هو الآن في حياة أخرى
والله يا أخيتي أنتِ ما تدرين بها ..إذا بالزوجة تقوم وتفزع وإذا بالأولاد يجتمعون ..وإذا بالأب يأتي والأم تأتي ..وهو ينظر إليهم ولكن للأسف لا يستطيع أن يجيب أحداً كلا إذا بلغت التراق ِ*وقيل من راق*وظن أنه الفراق
تخيلي يا أخيه هذا المنظر ..البنت على صدره تبكي وتقول:يا أبي ألم تعدني با لعبة ؟؟لم َلا تجيب ؟؟! والابن يبكي ويقول ..يا أبي وعدتنا بالسفر لمَ لا تجيب وتقول له الزوجة: يا فلان لمن تتركنا ؟؟أما الأم فتقول يا بني غادرتنا صغيراً والأب قد جاء بالطبيب والحالة عنده بكاء وفزع وعويل ونياح كلا إذا بلغت التراقِ *وقيل من راق* وظن أنه الفراق علمَ انه يفارق ..يفارق ماذا ؟؟هل يفارق مصحفا كان يقرأه ؟! كلا والله ..هل يفارق في الليل صلوات آخر ه إلامن رحم الله ؟! هل يفارق الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله ..لا والله ..إلا من رحم الله
أتعرفين أخيه ماذا يفارق ؟؟يفارق سيارة جديدة .. يفارق أثاثا وثيرا يفارق زوجته وأولاده ..يفارق ذالك البيت الذي بناه وأثثه ولم يسكنه إلى اليوم (وظن انه الفراق *والتفت الساق بالساق )
واسمعن يا أخوات إلى ذالك الشاب ..رجل كان يعيش في حلم لم ينتبه منه ..كان يقود السيارة بسرعة جنونية كحال أكثر الشباب اليوم ..والموسيقى قد ارتفعت ..والأغاني قد تولع بها ويعيش في عالم آخر ..
يفكر في عشيقته ..أو في تلك الأغنية أو في هم ٍأحرق قلبه ..لحظه ..انقلبت به السيارة ..جاءه ذلك الشرطي وسحب جثته ..علمَ أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة قال له يا فلان قل ..لا إله إلا الله ..قل ..لا إله إلا الله
أتعرفين أخيه ماذا قال ..لقد قال :هو في سقر ..هو في سقر ..ثم فارق الحياة الدنيا وما أدراك ما سقر *لا تبقي ولا تذر *لوّاحة للبشر قد نتساءل لمَ دخل سقر ؟؟
ما سلككم في سقر *قالوا لم نكُ من المصلين ما كان يصلي والعياذ بالله ..ما كان يذكر الله جل وعلا ..ما كان يعكف على قراءة القرآن ..الآن وقد قدمنا على شهر كريم ..يا أخوات أسألكن بالله متى آخر مرة ختمتِ فيها القرآن ؟؟لا تقولي في رمضان الماضي ..لو دخل بيننا ملك الموت الآن يريد نزع روح أحدنا ..هل أنتم مستعدات ..أصدقوني القول بالله عليكم هل أنتم مستعدات ؟؟هل صليتِ خمس صلوات في وقتها بخشوع وخضوع !!هل أنتم اليوم لم ترتكبوا ذنبا إلا وقد تبتم منه ؟
عندكم ذنوب سابقه هل تبتم منها ؟عندكم مظالم بينكم وبين أخواتكم المسلمات هل تحللتم منها هل انتم مستعدات ؟أم أنه إذا جاءكم الموت قلتم ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا هل ستقولون ربي أرجعنا حتى نعمل صالحاً فيما تركنا ..تقولين ربي أرجعني والله ما أرفع رأسي من سجود ..تخيلوا يا أخوات وقد أخذ أرواحكم ملك الموت وأردتم الرجوع إلى الدنيا .. هل ترجعون حتى تقبّلون بناتكن أم تسلمون على أمهاتكم أو تودعون آبائكن لا .. أو حتى تسكنون البيت الذي عمره أباك أو زوجك .. كلاّ والله.. إنكن سترجعن لقضية واحده . لعلي أعمل صالحا فيما تركت الآن أخواتي المسلمات أريد أن
أسأ لكم سؤالا ..أسألكم بالله من رمضان الماضي إلى اليوم كم مره ختمتِ القرآن .. كم مره قرأ تيه قراءة تدبر.. القضية ليست قراءة .. القضية تدبر .. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها..الله عز وجل أنعم عليك بالنعم ..هل أديتِ شكرها كم من الناس من هي عقيم ..ما تلد ..تتمنى أن تسمع كلمة أمي.. يحترق قلبها حينما ترى بنات الناس وهي لا ولد لها ولا بنت ..أعطاكِ الله البنت ..وأعطاك الله الذرية ..كبرت الذرية ..هل شكرت الله فيها ؟؟هل حجبتِ البنات ؟؟لا تقولي والله مسكينة صغيرة ..عمرها عشر سنوات ..اتقين الله ..فإنهن سوف يتعلّقن برقابكم يوم القيامة.. من جلب لأبنائكم التلفاز ..ومن أدخل في بيوتكم تلك الملاحق الفاسدة التي تحمل في جوانبها أنواع الفساد والدمار .. سوف يأتي يوم القيامة وتسألين عن هذا ..لماذا لم تمنعي أن يدخل في بيتكم مثل هذه الأشياء ؟؟ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا
|