عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 11-03-2005, 04:53 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

أتيت القبــــــــــــور فناديتها أين المعظّـم والمحــــــــــــــتقر
تفــانوا جميعا فما مخبــــــر وماتوا جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن أناس مضوا أما لك في ما مــــــــضى معتبر
فإذا به يبكي بكاءً مراً حتى اجتمع الناس حوله وهدؤوه رحمه الله ..إنها القبور ..إنها منزلك أخيه مرّي يوما ً عليها وتفحصيها ..هل تحملين فيها أثاثا ً..أو يدخل معك أخت أو صديقة أو جارة تؤنسك ..بعد أيام ..بعد قليل ..لعلها بعد لحظات سوف تسكنينها وأنتِ ما تعلمين ..أرأيت أنّنا والله في غفلة وأي غفلة !!
كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة القضية أكبر من هذا والله.. ولو كان الموت فقط لكان هين ولكن والله الهول هو ما بعد الموت ..
ولو أن إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعدها عن كل شيء
القضية أكبر من الموت يا أخوات ..القضية ما بعد الموت ..عثمان رضي الله عنه أتعرفين من عثمان ..إنه ابن عفان ثالث الخلفاء الراشدين ..إذا وقف على القبر بكى ..يروى أنه يختم القرآن في كل ليلة أنزل الله فيه آية ..أتعرفين ما هي..قال تعالى فيه :
أمن هو قانت آناء الليل ساجدا ًوقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون 
هذا هو العمل الحقيقي ..العمل ..أن تخشي الله جل وعلا..إنه العمل الذي يوصلكِ إلى خشية الله ومخافته ..عثمان ..أتعرفين كيف قتل ..سوف أرجعكِ إلى حاله هذا الرجل قُتِلَ وبيده القرآن الكريم ..قال له الصحابة ندافع عنك ..قال دعوهم ..فدى الأمة بدمه ..لقد قتله الخوراج ..كفّروا عثمان ..وكفروا محمد وأصحابه ..اقتحموا الباب على عثمان أنظروا على الوقاحة ..دخلوا عليه وهو يقرأ القرآن ..وزوجته عنده ..فطعنوه تسع طعنات ..ما هي واحده بل تسع ..طعنة الشقي ..قال أما ثلاثة فلله وأما ست فلشيء وقر في الصدر ..فكذب والله فالتسع كلها ليست لله ..لمّا قتل سال الدم على المصحف فبكت زوجته
أتعلمين لما بكت ؟؟بكت على أمر واحد قالت : قتلتموه وإنه ليحي الليل بالقرآن ..أخواتي الغاليات القضية سعادة في الدارين أتريدين السعادة؟؟ ..ما منكم من أحدٍ إلا وتقول نعم .. أتعرفين أين هي ؟؟
هي والله بركعات في أخر الليل هي في صلاة الفجر وبعدها إلى طلوع الشمس والله الذي لا إله غيره هنا السعادة ..اجلسي مع بعض الصالحات التقيات ..واسأليهن ما هي أسعد لحظات الحياة ؟؟أتعرفين بما ذا يجبن ستقول إحداهن أنها ساعة الإفطار عندما كنت في الحرم هي أسعد لحظات حياتي ..وسلي الأخرى ستقول لا..لا أعظم من هذا عندما كنت في المسجد النبوي والمدينة أقوم الليل وأبكي من خشية لله ومن شدة شوقي إلى لقاءه
اللذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب
ومما يذكر أن أحد المشايخ يقول اتصل علي ّقبل أشهر شاب فقال لي :يا شيخ ما يخطر في بالك ذنب ولن يخطر على بالك معصية إلا قد فعلتها قال الشيخ ..وما ذا تريد ؟؟!!قال يا شيخ كل شيء في الدنيا فعلته ؟؟قال الشيخ وما طلبك ؟؟!! قال الشاب :يا شيخ ملكت الدنيا كرهت الحياة وكأنه يريد الانتحار ..ففتح له الشيخ باب التوبة وباب الرجاء وذكره برحمة الله وشوقه إلى توبة عباده ..يقول يا شيخ كل ما أفعل معصية أزداد ضيقاً ..أزداد هم ازداد غم ونكد.. أتعرفين لما يا أخيه؟؟لأن الله تعالى يقول :ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذالك أتتك آياتنا فنسيتها فكذالك اليوم تنسى
لأن ذلك الشاب أعرض عن ذكر الله فأعرض الله عنه ..بعض الصالحات تقول عندي ضيق بالصدر ..فتسألينها هل هو هم الأمة ؟؟هم الناس ..إصلاحهم .. تقول لا ..تقولين لها هم القيامة ..هم القبر ..هم البعث ..تقول لا ..تقول هم في صدري لا اعلم ما هو ؟؟فأقول لكٍ فتشي في نفسك ٍ عن ذنب فعلتيه ..فتشي عن غيبة زل بها لسانك ..عن أغنية سمعتها..عن نوم عن صلاه ..هذا هو ضيق الصدر والله ..
 ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيّقاً حرجا كأنما يصّعد في السماء