عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 16-03-2005, 05:53 PM
خبيـب خبيـب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
المشاركات: 603
إفتراضي

ماذا جنت سوريا من تواجدها في لبنان:


اسفادة سوريا من وجودها في لبنان له عدة وجوه ابرزها. سياسي - عسكري - اقتصادي.

نشرح اولا الاستفادة الاقتصادية

لنبدا اولا بالتذكير ان سوريا لديها نظام استخباراتي بعثي فاسد و اضف الى ذلك نظامهم الاشتراكي و قلة الثروات المعدنية و البترولية والحصار الدولي عليها و الصراع مع اليهود.

- دخل الدخل القومي/للفرد يبلغ الفي دولار سنويا و هذا يدل على ان الاقتصاد في الحضيض.

- الدخل القومي/للفرد في لبنان بلغ عشرة الاف دولار سنويا و هذا يدل على الاقتصاد اللبناني في تنام جيد.

النظام الاقتصادي شبه الليبيرالي في لبنان جعله الخاصرة الاقتصادية لسوريا و دعما لاقتصادها العاجز عن الالتحاق بالنمو العالمي. لذلك تجد ان اموال السوريين في مصارف لبنان تبلغ مليارات الدولارات و خاصة ان السرية المصرفية في لبنان تعد ضمن المرتبة الثانية بعد سويسرا.

لقد سمحت سوريا لمئات الالوف من مواطنيها بالدخول و العمل في لبنان ويشكل دخل هؤلاء دعما اقتصاديا كبيرا لسوريا حيث ان السلع رخيصة في سوريا و باستطاعة السوري ان يحقق الكثير من خلال المال الذي يجنيه في لبنان و ان كان العمل في لبنان هو ضمن قطاعات البناء و الزراعة و الكناسة واشياء اخرى يقولون عنها اعمال وضيعة.

وجود مئات الاف العمال السوريين في لبنان يساعد كذلك على تخفيف حدة الضغط الاقتصادي الدخلي حيث انه اذا وجد الشباب انهم عاطلون عن العمل فهذا يشكل خطرا على استقرار النظام و ينذر بثورات و مطالبة بالتغيير الخ... فاذا وجود العمال السوريين في لبنان له فوائد ضخمة بالنسبة لسوريا و كذلك بالنسبة للبنان.

ان الحصار الاقتصادي على سوريا حرمها من الكثير من الاستثمارات و كذلك نظامها الاشتراكي يجعل التعامل مع مؤسساتها المالية ضعب فعندها يتجه التجار السوريون للتعامل مع الخارج عبر المصارف اللبنانية و اتفاقية التبادل التجاري بين لبنان و سوريا جعل ادخال البضائع من لبنان الى سوريا هين نسبيا.

اضف الى ذلك الاستفادة الضخمة للنافذين في الحكم في سوريا من لبنان حيث انهم و بعد ان حولوا سوريا الى مزرعة تنتج لاصحاب النفوذ المال الكثير كذلك في لبنان فقد راجت زراعة و تجارة المخدرات في السابق و ادخلت الملايين من الدولارات الى جيوب النافذين. كذلك فان هؤلاء النافذين يدخلون شركاء في مشاريع اقتصادية مقابل تامين دعم الدولة اللبنانية لهذه المشاريع او تامين الغطاء السياسي لها و اشياء كثيرة اخرى. واعطيكم مثالا لتقيسوا عليه.

في مواسم الانتخابات النيابية او البلدية و الاحتيارية او النقابية ووو كان ياتي بعض اصحاب المال عند غازي كنعان او رستم غزالة او غيرهم من النافذين في سوريا و لبنان و يعرضون عليهم المال مقابل الضغط على هذا او ذاك لاجل النزول معهم في لائحة انتخابية واحدة بحيث يضمنون اصواتهم و كان هذا يتم مقابل المال الذي يدفعونه لرجال الاستخبارات و اصحاب النفوذ وقد حصل هذا الكثير الكثير في لبنان. مثل هذا الامر جعل الناس تكره الاستخبارات السورية. وقس على ذلك تدخلهم في كثير من الامور في لبنان مقابل المال.

كل هذه الامور جعلت سوريا تتمسك بلبنان. اصحاب النفوذ يستفيدون و العمال يستفيدون و الدولة السورية تستفيد واستقرار النظام في سوريا ولبنان يستفيد ووو كله يصب في اتجاه التمسك بلبنان من الناحية الاقتصادية.


وهذا يبين كذلك مدى تعلق سوريا بايران و حلفها الاستراتيجي معها حيث ان ايران تعطي الحكومة السورية كل عام مبالغ ضخمة كمساعدة اقتصادية لا تقل عن ثلاث مليارات دولار سنويا كمساعدة مادية مباشرة. هذه الثلاث مليارات لا تستطيع سوريا ان تستمر كما هي من دونها. ولتعلق سوريا بايران اسباب اخرى كذلك منها سياسية و منها عسكرية.

هذا باختصار شديد لكن يعطي فكرة عن اهمية وجودهم في لبنان من الناحية الاقتصادية. خروج سوريا من لبنان ضربة و صفعة اقتصادية شديدة لسوريا و لربما بداية النهاية للنظام السوري ان لم يحسنوا ادارة الاقتصاد و يدخلو في اصلاحات جذرية عميقة في بلادهم. وهذا و لم نتكلم بعد عن الناحية السياسية و العسكرية والذي سيضيف المزيد من الدعم للراي القائل انه لربما سنشهد انهيار النظام السوري بسبب خروجهم من لبنان ان لم يحسنوا تدارك الامور بالسرعة المطلوبة.


من يظن ان سوريا ضالعة باغتيال الحريري فهو اما جاهل بمدى الضرر الذي يسببه لها خروجها من لبنان او انه يصدق الدعايات الصهيونية او انه انجر خلف العواطف وان امعن النظر قليلا لوجد انه لربما خسارة سوريا من قتل الحريري هي - و الله اعلم - اكبر من خسارة لبنان كدولة. والمضحك ان كثير ممن هم في المعارضة اليوم كوليد جنبلاط هو من اكثر من استفاد من وجود سوريا في لبنان من الناحية الاقتصادية و كان شريكا لهم في كثير من المفاسد و اشياء اخرى و هو كان شريكا في بناء هذا النظام اللبناني الذي يسميه اليوم نظام امني و يطالب بتغييره. تبا له و لمن يصدق خزعبلاته. حسنا فعلت بهية الحريري في خطابها يوم المظاهرة الذي فاجا الكثيرين ممن يقفون في صف المعارضة. آن الاوان لوضع العربة على السكة الصحيحة و تبيين ان هناك من يستغل دم الحريري لتمرير مشاريع خبيثة.

اكمل فيما بعد ان شاء الله عن الاستفادة العسكرية و السياسية من وجودها في لبنان وهي لا تقل اهمية عن استفادتها الاقتصادية.
__________________
لا يضر البحر الخضم ولغة كلب فيه