يا عبدالله الشهراني
تقول:
لايعرف احدا اين بن لادن. ولكنني اعرف ان امريكا والموساد يعرفان. تلك حقيقة بسيطة
صحيح ، فيبدو انك على إتصال بهما و لهذا تعرف ما لا نعرف
من اللامعقول الذي عودونا عليه مؤيدي بن لادن ان الامريكان عجزوا في القبض على هذا "الفارالهارب". الطائرات تصور والاقمار الصناعية تصور، والعملاء منتشرين، والقوات المدججة بالسلاح في الارض، والاتصالات الهاتفية مراقبة ومعروفة، والاعوان قبض عليهم واعترفوا، ومقرات القاعدة تم تفتيشها ، والحكومة الباكستانية والاخرى الافغانية تسعيان لنفس الهدف، وفوق هذا فان بن لادن ليس حرامي مجهول سرق منزل وهرب وانما يتحرك ضمن كوكبة ومجموعة لها اتصالات وتواجد معروف ومراقب. اذن دعونا من هراء ان امريكا لم تستطع القبض عليه او على الملا عمر. الحقيقة انها لاترغب في ذلك ولن تفعل ذلك. لماذا؟
هذا اللامعقول ممن حجب الله على قلوبهم حتى ضيعوا الحق ، على من فتت في عضدهم المدنية و المادية حتى نسوا قدرة الله على حماية عبيده الذين يحبهم.
إنك تدلل على ما تقول بأن الشيخ اسامة بن لادن حفظه الله يتحرك ضمن كوكبة و له ادوات إتصال ، و لا تبين لنا كيف عرفت انه الآن يتحرك ضمن كوكبة و ما هي ادوات الاتصال التي يستعمل ، هل إتصل بك على جوالك مثلاً؟
و تقول ان مقرات القاعدة تم تفتيشها ، و كأن الشيخ يفترض ان يكون متحصناً في إحدى تلك المقرات !! فأي غباء.
لانها حددت حربا طويلة الاجل ضد الارهاب الاسلامي المتطرف، وافغانستان ارضا خصبة له. فحين تلقي القبض على بن لادن والملا عمر، ستزداد الضغوط عليها خارجيا وداخليا للمغادرة او على الاقل تخفيف تواجدها في افغانستان. لذلك تركت بن لادن والملا عمر بتنظيماتهم القاعدة وطالبان فزاعة تخوف بها الحكومتين الباكستانية والافغانية كما هو صدام لاخافة دول الخليج.
حين تلقي القبض على بن لادن ، فستنتهي مشروعية الحرب عند الكثير من دول العالم، وستبدأ المطالبة بانهاء فكرة الحرب ضد الارهاب. وسيبدأ الشعب الامريكي بالمطالبة بعودة ابنائهم من الساحة الافغانية.
إذا افترضنا ان امريكا لا ترغب في القبض على الشيخ او الملا عمر للأسباب الهزيلة التي عرضتها ، و انها تريد التضحية بكل الضجيج الإعلامي و النصر المعنوي و المادي الكبير الذي سينتج عن ذلك ، لماذا لا تأسر الظواهري حفظه الله مثلاً و بهذا تضرب عصفورين بحجر واحد ، تحصل على النصر الذي تريد دون ان تخسر الاهداف الاخرى من إبقاء قيادات اكبر طليقة
طبعاً لا يمكنك ان تجيب ، و بالتالي فإن ما اسميته أهداف تعتبر أحقر من ان تناقش
التسهيلات التي حصل عليها بن لادن واعوانه ليسجلوا اشرطة السهرات التي عرضتها علينا قناة الجزيرة ليست الا تسهيلات استخباراتية امريكية. تخيلوا شريط فيديوا يتم تسليمه لشركة البريد السريع الامريكية في باكستان معنون الى قناة الجزيرة في قطر، ويتم استلامه وتسليمه بعيدا عن اعين المخابرات الامريكية. تخيلوا ان افراد يحملون كاميراتهم الى بن لادن يجرون معه اللقاء ثم يعودون الى معامل خاصة لانتاج الخلفيات والمونتاج لهذه المقابلة ولا تمر على اعين العملاء ، حتى لو كانوا من الذين يرغبون في جوائز مالية.
و من قال لك ايها العبقري ان تسليم الشريط تم بعيداً عن أعين الاستخبارات الامريكية ؟! ، من قال لك ان قناة الجزيرة او سواها تستطيع ان تنشر مشهداً واحداً مما يصلها من تلك الاشرطة قبل ان تحصل على موافقة امريكية و بعد ان يتم تحديد المشاهد التي يُسمح ببثها.
واضح انك لا تدرك اي شيء عن التدابير الامنية التي تتبع في نشر هذه الاشرطة ، واضح انك لا تعرف اي سلسلة معقدة و أشخاص كثر يتبادلون هذه الاشرطة دون ان يعرف اي منهم شيء عن هوية الآخر حتى يقوم الاخير بإيداع الشريط في البريد.
تمهل فإن كنت ساذجاً فإن الامنيين في القاعدة ليسوا كذلك.
ذكرت الصحف البريطانية نقلا عن قادة عسكريين للقوات الخاصة البريطانية انهم تمكنوا عدة مرات من محاصرة بن لادن، الا ان اوامر تصدر لهم من القائد الامريكي الاعلى بالانسحاب فوتت عليهم هذه الفرصة. عدة مرات قرأت هذه اللقاءات.
هات دليلك ، اي صحف بريطانية هذه؟ ، و ما هي توجهاتها؟ ، و إذا كانت هذه الاوامر التي صدرت من القائد الامريكي الاعلى الذي لم تذكر اسمه سرية كما توحي فكيف تسربت و تم السماح بنشرها؟
كان يفترض ان تجيب عن هذه الاسئلة ضمن مقالك الضحل حتى يكون لك حد أدنى من المصداقية.
ايها السادة، لاتقدسوا شخصا ولا جماعة. فكروا وامعنوا في استخدام عقولكم ، لتعرفوا من يخدم بن لادن ومن يخدمه. اقرأو نتائج ماقام به بعقلانية وليس بعاطفة حيوانية لتعرفوا ان افعاله من اكبر نكبات المسلمين حتى لو لم تكن نيته كذلك.
أعتقد انه تبين الآن من الذي يستخدم عقله و من الذي يغرق في عقلية المؤامرة و الغموض مثل الاطفال الذين ينتظرون سكان الفضاء حتى يزوروهم في غرف نومهم.
أما ان افعاله ادت الى اكبر نكبات المسلمين فهذا حديث آخر يطول ، و العبرة بالنتائج النهائية على اي حال.
لا احد يقدس اشخاص ، و نحن نحب الشيخ في الله و من اجل الله و لا نقدسه ، بل نعرف انه بشر يصيب و يخطيء ، و هو رمز لمرحلة و قائد لمسيرة مستمرة ليوم الدين، ليس إلا.
قلم المنتدى
اشكرك اخي على النقل الموفق ، و إتاحة الفرصة للرد على هذه الاطروحات الهزيلة .
و تحياتي