[الدكتور ابو اسامة]

السعي في تحقيق مصالح الأمة ودفع المفاسد عنها واجب على مجموع الأمة، ويتعين في حق من لا يتم الواجب إلا به.
وإدراك كون الشئ مصلحة أو مفسدة لا يتم إلا لمن رزق العلم بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عيه وسلم .فمن رزق الفهم فيهما أمكنه تبين ذلك.والفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عيه وسلم; يحتاج إلى إتباع المنهج الحق في دراسة نصوص الشرع، وكيفية استثمار الأحكام منها.
فليس كل من درس الكتاب والسنة يستطيع أن يستنبط الحكم الشرعي، وليس كل من عرف الحكم الشرعي يقدر على تنزيله على الوقائع.
وهذه قاعدة ذهبية من أخذ بها نجا من المهالك، وسلم من المعاطب، ومن أهملها ولم يهتم بها أوشك على التردي في مهاوي الردى.
ولا شك أن المصالح والمفاسد منها ما فصله الشرع؛ فأوضح المصالح وأمر الأمة بتحصيلها، وأبان عن المفاسد ونهى الأمة عن قربانها وتعديها.
ومن المصالح والمفاسد ما يحتاج إلى النظر والاجتهاد حتى يتجلى الأمر على حقيقته بحسب ظن المجتهد، ومن ثم ينزل عليه الحكم الشرعي الذي يستحقه بحسب الدليل، لا بحسب التشهي والهوى.
والفصل فيما هو مصلحة أو مفسدة قد لا يستقل به شخص بمفرده مهما أوتي من الحذق والفهم ، بل يحتاج إلى أطراف متعددة ، كل طرف ينظر فيه من الوجهة التي هو خبير بها