عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-04-2005, 04:15 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Red face ************** كــذبــتِ *************




كذبتِ

تحبينني ؟
أحقاً تقولين أم تمزحين ؟
أجابت :
أحبك ملء الحشا يا معين
وأقسم بالله ألف يمين
ولولا حيائي
لكنتُ صرختُ
وأعلنتها للورى أجمعين
وإني لأكتمها في فؤادي
وأخشى على النفس
يوماً تلين
أنا لكَ
يا حب عمري
ويا عطر روحي
ويا أُنس ليلي
ومسلاة همي
وضيَّ العيون
أنا لكَ
لو قيَّدوني
ولو حرَّقوني
ولو مزَّقوني
لما اخترتُ غيركَ في العالمين

وراحتْ تردِّدُ
كيف الليالي
تمرُّ عليها
كمَرِّ السنين
تكابد شوقاً
وحباً وعشقاً
له في الحشا
مستقرٌ
كريمٌ
مصانٌ أمين
وظلَّت تقص عليَّ
وتشكو مرارة
ما يفعل الأقربون ..
وتنفث في مسمعي سحرها
وتخبرني
كيف أنَّ الهوى
عالمٌ فيه يجتمع الحالمون
تظلِّل مجلسهم غيمةٌ
وفوق الرُّبا
يزهر الياسمين

وأصغيتُ
مثل صبيٍ شغوفٍ
دنياه أنتِ
وماضيهِ أنت
وميلاده يوم أنت ولدتِ
وما كان يعرف ما تضمرين ..
فيفرح إنْ ما رآك فرحتِ
ويحزن إنْ ما رآك حزنتِ
ويفعل كل الذي تطلبين

***

وغابتْ طويلاً
وما جاء عنها
كتابٌ كريمٌ
ولا جاء منها
رسولٌ مبين

وبعد الغيابِ
أطلَّتْ ببابي
وقبل السلام
وقبل العتابِ
رمتْ بالخطابِ
وقالت : وداعاً
وداعاً معين ..

***

فأرسلتُ أسألها
ما جرى ؟
ألستُ فتاكِ
الذي كنتِ دوماً
به تحلمين ؟
أجابت : خُدعتُ
وها أنا أدعو
لتغدوَ مثلي
من التائبين

وراحت تعدِّد كل ذنوبي
وتنعتني بالكلام المشين
فشتَّان بين سليلة قومٍ
لهم في الحضارة
دنيا ودين
وبين فتىً
من أقاصي اليمنْ
له في البداوة إرثٌ ثمين
كثير الخطايا
غزير الرزايا
وتزعم أني بلا أي دين

وقالت : هناك فروقٌ
جِسامٌ
وفي عرف أجدادها أنه
تُزوُّج من أهلها الأكرمين
وليس لمن كان مثلي يمان
أصالةَ
بنتِ بلاد الأمينْ

***

نعم إنني من بلادٍ فقيرة
وجدران داري ترابٌ وطين
ولكنَّ نفسي
بها عزةٌ
تثور على الظلم والظالمين
وما كان يوماً
ليُحنى جبيني
سوى لإلهي
القويِّ المتين ..

فإنْ كان طبعكِ أن تغدري
فهلاَّ بمثلكِ
لو تغدرين
وليس بقلبٍ
إذا ضاق صدرك ِ
كنت إلى عطفه تلجئين

وإنْ كان طبعكِ
أنْ تعبثي
فليتكِ كنتِ
بمن دونما خافقٍ تعبثين

وإنْ كان طبعكِ
أن تخدعي
فيا ليت أنكِ
لم تخدعيني
بقلبي
وكنتِ بما شئتِ
من بعده تخدعين

ويا ليت أنك لم تغدري
ويا ليت أنك لم تكذبي

ولكن غدرتِ
ولكن كذبتِ
فهل تعرفين
- وأنتِ البريئة لا تخطئين –
دِيناً يفاخر بالكاذبين ؟
__________________
معين بن محمد
الرد مع إقتباس