عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-04-2001, 08:12 PM
واحد يفكر واحد يفكر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 35
Cool الحوار .. طرقه وأساليبه ...( نظرة خاصة)

تحية للجميع ....
ماهيّة الحوار ، أبعاده وزواياه!.
الحوار أو النقاش يعتمد في الاساس على وجود أكثر من طرف ، وهذا شيء طبيعي!، ووجود أكثر من طرف هذا بدوره يؤدي الى وجود أكثر من عقل وتفكير، وهذا أيضا طبيعي . ووجود أكثر من عقل فهذا يعكس أن هناك تضاربا في الارآء أو توافقا ..... وهذا شيء طبيعي أيضا!. أين الجديد في هذا الأمر إذن؟ حسنا .....
في الحقيقة لا جديد في الامر!، ولكن إن صح التعبير هو الخفي في الأمر! والذي يتمحور حول كيفية الحوار !!. لكل شخص حرية التعبير عن رأيه بل له حق التمسك به وعدم الرضوخ للغير! ولكل شخص حق اختيار الأسلوب الذي يروق له ويجد نفسه فيه!، ولكل شخص حق التصرف والتلاعب في الكلمات كيفما شاء طالما أنه لم يتعد الحد العام من الادب!.

لكل شخص أسلوبه ، وهذا ما سيعتمد مقالي عليه هنا ، فليس لأي شخص التدخل في أسلوب وطريقة معالجة الطرف الآخر للأمر!، لأنه بتدخله إنما يفرض علينا أسلوبه المقتنع هو به! وهذا لا يجوز في عرف الأدب!. وعليه ، فمن مميزات الحوار في أكثر من اسلوب هو التنوع والسلاسة والفائدة! أما من يزعم أن الحوار إنما هو تشتيت للجماعة أو تفريق الصحبة فهذا للأسف لا يعرف عن الحوار إلا ( الدردشة!!!!) .... وهنا أنا أعني الدردشة الإنترنتيّة!!.... وما أكثر الخبيرين فيها هنا ..... تعدد اساليب الحوار تعكس نضوج العقول وتطورها ومن الظلم أن نفرض أسلوبا خاصا أو محددا في أي حوار أو نقاش ، لأننا بذلك نقتل تطور العقول ونحكم عليها بالنضوب الفكري والتصوري!.

الشخص الذي يرفض أسلوبك في الحوار إنما هو شخص قد هاجه تصرفك ! لأن أسلوبه ( الذي يتشدق به ) لا يبارز أو يواجه أسلوبك!. أما عن ادعاء البعض لدونية الأسلوب للطرف الآخر وعليه فهو لن يتنازل أو ينزل من مستواه ( التاجي) الى الحضيض! فهذا للأسف هو شخص متشدق ومدعي وذو بهرجة!. لم يطلب منك أحد أن تنزل من مستواك ( التاجي ) أو من مستوى ( مدرستك التاريخية!) الى مستوى الطرف المقابل ، بل عليك ( إن كنت حقا تعي ما تقول) أن تجبر الطرف المقابل في الرقي والتطور من أسلوبه حتى يوافق أسلوبك!، فبينما أنك مقتنع بسلاحك ومدى فعاليته ، إذن لا تتأفف أو تتهرب من المواجهة!.

التفنيد .... هذه الكلمة التي عجز البعض من ممارستها!، أسلوب التفنيد لا يعني بالضرورة أن تتبجح بآرائك الرعناء دونما أي دليل!. بل عليك مقارنة ما ( تدعي ) من تفنيد بما جاء من قول للطرف الآخر، هنا فقط يكون التفنيد معتمدا على أسس وماديات لا يمكن انكارها ، وأيضا لا يمنع من مجادلتها في اغلب الأحوال!.

نحن هنا إنما مبتدئين لا نعرف من العلم إلا قطرات منه فلا يتبجح أحدنا بادعاءه علما لا يمت له ولا لعقله باي صله!، واكثر من ذلك أنه يدعي ولا يعرف كيفية تطبيقه! مما يجعله اضحوكة في أي مقام ادبي!. أما استخدام السطوة لقتل القلم فهذا يدل على القصور الادراكي ! .

والآن ، أوجه هذا الحديث إلى من يدعي ويزعم متبجحا أن الحوار ما هو الا تفرقة وتشتيت! اقول لهذه الزمرة ...

عندما يتقابل عقلان يحتويان اختلاف النظر والفكر ، فماذا تتوقعون النتائج؟ النتائج هي كالآتي ...

- بداية الاختلاف الكبير الذي سيحصل في آرآء كل واحد منهما!
- التهكم والسخرية والمزح ... هما سمات أساسية والنفس الذي يعيش به الحوار.
- الصراخ!!، وهذا شيء طبيعي أن تسمع الصراخ في الحوار!. ففي الصراخ تنفيس عن الغضب الداخلي .
- الغمز واللمز .... تعتبر من المميزات القليل تواجدها في أغلب الحوارات! لما تحتويه من اشعال بذرة النقاش وتضخيمها.
- الغوص في لب الموضوع دائما يقتل الحوار ! فلابد من التطرق الى النواحي الجانبية والتي لها تأثيرها الواضح في اصل الحوار.
- على اعتماد ان هؤلاء المتقابلين هما من ذوي الصدور الوسيعة !!اقول .. أن الحوار الساخن غالبا ما ينتهي الى صداقة حميمة بين المتنازعين! وهذه حقيقة!.
- إذا كان المتقارعين ... يستخدمان نفس الاسلوب ونفس المنهج في الحوار تاكد انهما لن يتفقا!.
- تدخل الغير في وسط المعمعة مع عدم امتلاكهم إلمام تام للموضوع هذا من شأنه ان يقتل الحوار ويبيده!.
- الالفاظ التي يتحسس منها البعض ، إذا لم تكن مخلة بالأدب العام فهي مشروعه وجائزة.
- الحوار المنطقي هو أنك تجيد وتتميز في التمعن بالكلام وحسن قراءة ما بين السطور!.

ونهاية الحديث ( واعترف أنه لم يكتمل ولكنه غيض من فيض) أقول..

على ذوي الصدور الضيقة الابتعاد عن ساحة الحوار ، وأن يحفظوا نصائحهم لأنفسهم ! وأن لا يتبجحوا بالتدخل وقذف كلماتهم التي ظاهرها الحسن وباطنها التطفل!. الواجب أن تدلي بدلوك في لب الموضوع لا أن تتخذ صورة الانسان النبيل العفيف وترشقنا بنصائح أنت وأمثالك أولى بها !.

من عنده موضوع هو ليس أهلا له ، الأولى أن يتركه لمن هم أهل له!، فصاحب أي موضوع عليه أن يكون حياديا في الأمر واعني هنا لمن يفتح مواضيعا عامة تخص العامة ( كهذا الموضوع مثلا) لا أن يتحيز لطرف دون الآخر! فهذا يدل على سطحية ادراكه العقلي!.

على حاملي السطوة أن يدركوا مغزى ( الحوار) وأن لا ينصتوا لدعاء النسوة! فالذي لا تحتمل مشاعره المرهفة كلمة أو كلمتين فالأجدى به أن يقرا من بعيد!. ولست اهتم في قفل أو حذف الموضوع بل جل ما لا ارجوه هو التعديل فيه! لانه ليس من حق أي شخص مهما كانت مكانته أن يعدل في الموضوع دون اذن صاحب الامر ! إذن فحذفه اولى!. لأن التعديل يقتل من تسلسل الموضوع ولهذا جرى التنويه!.


مفكر